حكى الممرض بالمستشفى الجهوي بروصو أمين محمد الغزالي قصة الطفل الحسن؛ الذي قُتل من طرف زميله عصر اليوم السبت.
وكتب الممرض على صفحته على الفيسبوك القصة الكاملة للضحية، منذ وصوله للمستشفى وحتى وفاته في سيارة الإسعاف، عند الكلم 46 على الطريق الرابط بين روصو وانواكشوط.
ودعم الممرض أمين الغزالي قصتَه بصور لموضع الطعنة التي تعرض لها الطفل، وصور من فحص الأشعة والتحاليل الطبية التي أجريت له.
وفيما يلي نص الشهادة التي قدم الممرض:
"الطفل الحسن البالغ من العمر 9 سنين يدرس في محظرة لتعليم القرآن الكريم في روصو الجديدة، المعروفة محليا بـ 7، حسب معلومات استطعت أخذها من ذويه.
حضر القتيل إلى قسم الحالات المستعجلة الخامسة مساء، قدمنا له الإسعافات الضرورية اللازمة.. قمنا بخياطة الجروح ووضعنا له الضماد، أخذناه إلى غرفة الحجز، وأخذنا له حقنة وريدية، وأعطاه الدكتور المداوم بعض المضادات الحيوية عن طريق الوريد.. حالته مستقره نسبيا..
بعد ساعة من قدومه؛ بدأت أعراض النزيف الداخلي تتضح عليه.. ضيق في التنفس وتعرق شديد.. الشعور بالعطش الشديد.. تعب عام... الخ
طلب الدكتور المداوم فحوصات استعجالية له وصورة شعاعية للصدر.. النتيجة كانت صادمة جدا للفريق المداوم، حيث أوضحت الفحوصات، أو أكدت نزيفا داخليا في الصدر..
طبعا، وللأسف، لا يوجد لدينا أي إجراءات يمكن تقديمها له في هذه الحالة، نظرا لأن الطعنة كانت في الصدر - الفحوصات كما هو واضح في الصورة التي نشرتُها تؤكد ما يلي : - التهاب في الجسم، فقر دم حاد، حيث وصل الهيموجلوبين إلى 4،9.. الصورة الشعاعية للصدر توضح هي أيضا نزيفا داخليا في الصدر..
أصدر الدكتور المداوم قراره برفع المريض حالا إلى العاصمة انواكشوط، كنت أنا الممرض المرافق له.. جهزت سيارة الإسعاف أدخلنا المريض بسرعة، وانطلقنا إلى العاصمة كانت ضربات قلبه في تزايد واضح، ثم فجأة توقفت الضربات فجأة..
قمت بإجراءات إسعافية؛ كتدليك قلب وتنفس اصطناعي.. أعطيت أمرا للسائق بالرجوع فورا، وفي لمح البصر إلى روصو واصلت إسعافه لكن المنية أبت إلا.....
انتقل إلى الرفيق الأعلى الساعة 20:45 دقيقة عند الكلم 46، وصلنا للمشفى بسرعة البرق، أدخلناه في غرفة الإنعاش لتأكيد وفاته..
حضر مفوض الشرطة بروصو ثم وكيل الجمهورية في ظرف وجيز.. أصدر أوامره بالتحقيق في القضية، انتقل الحسن إلى الرفيق الأعلى تاركا خلفه أحلاما وأماني أبى القدر أن تنفذ..
توفي الحسن مقتولا مظلوما، تاركا خلفه قاتلا في سنه، شاءت الأقدار أن تكتب عليه الشقاوة والعياذ بالله..
هل ستأخذ العدالة مجراها ويعاقب القاتل، أم أنها ستأخذ منحنى آخر؟...".