وشهد شاهد من أهلها معالي الوزير الدبلوماسي "الفقيه" عبد القادر ولد محمد ..... "...إن مرجعيتي في الثقافة السياسة أخذتها من مدرسة لا علاقة لها بالفقه، و قد بدأت مساري السياسي غفر الله لي ما تقدم وما تأخر بالفكر اليساري الماركسي، قبل ان أحط الرحال في محطة الديمقراطية الليبرالية بوصفها "أسوأ نظام سياسي ما عادا الأنظمة الاخري"، و أميز في طرحي بين الثقافة السياسية والعمل السياسي، و كذلك بين السياسة كعلم يدرس في كليات القانون، و كسلوك مستنبط من الواقع المعاش .. كما أميز في طرحي بين الفقيه الذي يعلم الناس أحكام الدين بتجرد، و بين السياسي الماكر، الذي قد لا يتورع عن استغلال الدين لاستغلال الناس، واعتقد أن التاريخ يشهد علي علاقة سيئة بين الفقه والسياسة، فمعلوم أن الفقهاء صاحبوا المجتمع الاسلامي في ظلماته، و ساهموا سامحهم الله في تنظير استغلال الانسان للانسان، و في تمجيد الاحكام الأرستقراطية التي ابتعدت كل البعد عن تعاليم الدين .. و هو أمر معروف ولا داعي للخوض فيه. .. و قد قال عبد القادر بن محمد بن محمد سالم الذي ذكره الاستاذ في بغية الراغبين. في شرح الواضح المبين : في باب الإمامة إن عهدها قد ولي، وإن الأحمق اليوم من سولت له نفسه الامًارة بالسوء الغوص في أغراض الرياسيات. .. و اليوم يا استاذنا أكثر من اي وقت مضي علينا ان نتكلم عن واقع السياسة بصراحة و ما تتطلب من مكر و مراوغات وتحالفات، تنافي إطلاقا مع ورع الفقهاء كما نريدهم .. فمثل النظريات السياسية كمثل الغيوم. ما أجمل ان تعيش فوق المزن، ولكن هل تستطيع ان تستقر علي مزنة ؟ رغم احترامي الشديد - و ال بلا اجميل - للفقهاء والسادة العلماء اعتقد ان الاسلام السياسي يقود حتما الي مازق .. ثم إنني شخصيا اعتقد ان السياسي المتمكن قد يكون فقيها، و لكن الفقيه الورع. لا يصلح للسياسة ...... ...