نم في جوار حبيبك المختارِ ۞ وأْمنْ به وانعم بخير جوارِ
قد طال ما أحببته ونصرته ۞ وقفوتَه بتتبع الآثارِ
أحببت سنته رويت صحيحها ۞ روّيتَ منه طالب الأخبارِ
وتديم ذكر المصطفى فتثير بالـ۞ـبال الغرام بدمعك المدرارِ
بكتاب ربك كنت دأبا تاليا ۞ متدبرا أُصُلًا وبالأسحارِ
قد كانَ هِجِّيراك لاتنساهُ بل ۞ تتلوه في حضرٍ وفي الأسفارِ
فتُثوّرُ القرآن ثم تثيرِ ما ۞ يُثْريهِ من نُكت ومن أنوارِ
فحروفه وحدودُه محفوظةٌ ۞ في قلبك الحيِّ السليمِ القاري
تمشي إلى الحرم الشريف مبكّراً ۞ متدثراً بسكينة ووقاري
وتقيمُ فيه خاشعًا متواضعا ۞ متحلّيًا ببساطة الأخيارِ
فإذا رجعتَ فأنت أكرمُ مُنْزِلٍ ۞ للضيف أرعى مكرمٍ للجارِ
إن يقفل الحجاج يأتك مثلهم ۞ أبدا من العُمّارِ والزّوّارِ
وإذا دعا داعِ الندى بادرته ۞ بإجابةٍ تُعفي أبا المغوار
قد كنتَ في ركبِ الدّعاةِ مجلّيًا ۞ بالسبق تستولي على المضمارِ
ومن العلوم كسبتَ حظًّا وافرًا ۞ وبثثته بمحاضرِ الأمصارِ
فغدوتَ صدرًا في الأنام مقدّما ۞ في العلم ملءَ السمعِ والأبصارِ
لكنّما الأعمارُ ظلٌ زائلٌ ۞ ونفوسُنا ضمن الجسوم عواري
كل امرئ منا يسير لموعدٍ ۞ يحدو به قدرٌ من الأقدارِ
فالله يرحمُ ميتنا ويُحِلّه ۞ من جنة الفردوسِ خير قرارِ
وعلى النبيّ من الإله صلاته ۞ وسلامه مع آله الأطهارِ
والصّحْبِ والْقافينَ نيرَ سبيله ۞ والوارثين بسائر الأعصارِ
العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو