لن نتعب أنفسنا كثيرا في البحث عن موريتانيا ماقبل 6-8-2008 ,وموريتانيا مابعدها فالفترة الأولى موثقة والثانية حاضرة والمقارنة بينهما لاتخدم غرضا علميا ولا حتى متعة عقلية ....
.اليوم في هذه الذكرى المحفورة في خلد كل مواطن غيور ألاحظ مفارقة وهي أن البعض ..يتباكى على "الحلم" الديمقراطي وينسى من صنع ذلك الحلم وحوله واقعا فيما بعد ,بل إنهم يتمادون في نكران الجميل لمن وضع نفسه على كفه وخاطر بحياته من أجل البلد...
.
علينا أن نستطرد أحداث التاريخ بأمانة فنحن مسؤولون أمام الله وأمام الشعب وأمام التاريخ فمن صنع انقلاب 3 أغشت 2005 ؟ومن صنع مابعده من الأحداث الفاصلة في التاريخ الموريتاني المعاصر ؟؟
من أنقذ موريتانيا بعد ما كادت تزيغ القلوب وتتنافر الخواطر ويتشظى المجتمع ؟ من أنقذ موريتانيا عندما كانت مقسمة بين مسجون في زنزانته ومسجون في بيته ومطارد في المنفى ؟
من أنقذ موريتانيا عندما تحولت إلى دولة من الأشباح مقدراتها قسمة ضيزى ؟
من أنقذ موريتانيا بلاد المنارة والرباط وربع عزة العروبة والإسلام عندما تحولت إلى ناقة جرباء تائهة في صحراء التيه اليهودي ؟؟؟
من أعاد الكرامة إلينا وصان أعراضنا وحفظ بيضتنا وزرع الأمل في نفوسنا وعمر أرضنا وفرض هيبتنا وفي ظله حلبنا ضرعنا وأكلنا من زرعنا وصيدنا وحديدنا وذهبنا ونحاسنا.....بعد أن كان دولة بين الأغنياء في دولة الأشباح....
لا تنكروا الجميل إذا كنتم كرماء...ولا تنكروا الفضل إذا كنتم فضلاء .... ,فنحن نعرف من أين بدأنا 6- 8- 2008 وأين نحن اليوم ؟
دعوا المكتسبات تتكلم....دعوها كلها تتكلم بسقايتها ورفادتها وحجابتها.وأمنها وسكينتها..ومناراتها ومحاظرها ومنابرها ,.........
دعوها كلها تتكلم بعد أن كان المتن الوحيد الذي نتدرب على حفظه "أيها الشباب إنكم بطبيعتكم متحمسون "..وتحت نشوة.أغنية الكتاب ودور الكتاب والولاء لأهل الكتاب...وبطش أهل الفساد في البلاد والعباد........
دعوا الشوارع تتكلم , دعوا المطارات تتكلم ..دعوا المقاطعات والمدن المؤسسة في هذا العهد تتكلم ,.اسألوا شبه "الأحياء" في أحياء الصفيح أين كانوا سنينا وسنونا من الإنتظار؟ ..ومتى انتقلوا إلى مدن عامرة بين عشية وضحاها ؟؟؟...دعوا االمدن الجامعية تتكلم ,دعوا الكليات والمعاهد المتخصصة تتكلم...دعوا المصانع والمستشفيات تتكلم وأخيرا دعوا عنكم ماينفع الناس وتأكدوا أن القانون الإلهي يفرض أن يبقى في الأرض ....هذا حكم الله ولامعقب لحكمه
...................................................................................................................................................