ولد بلعمش لوكالة أنباء الشعر: أنا فخور بما أبقى عليه الموريتانيون من حمية بدوية (مقابلة)

سبت, 2016-08-06 16:14
الشاعر الشيخ ولد بلعمش خلال مشاركته في أمير الشعراء 2013

قال الشاعر الموريتاني المهندس الشيخ ولد بلعمش إنه فخور بالموريتانيين و ما أبقوا عليه من حمية بدوية أصيلة في طباعهم .

جاء ذلك في معرض حديثه عن القمة العربية التي اختتمت أعمالها في موريتانيا منذ أيام و أضاف ولد بلعمش '' لقد اتحدوا في شأن القمة العربية واعتبر كل موريتاني زوار موريتانيا من قادة ومسؤولين عرب زواره فرأينا من يخرج من قصر فخم بناه بعرق الجبين ليسلمه للدولة و يقول هذا قصر لتستضيفوا فيه بعض الضيوف و رأينا الشباب ينظفون الشوارع بأنفسهم و سمعنا قادة المعارضة يقولون توقفوا عن نقد الحكومة الآن. إنها مشاهد تجدها في موريتانيا كلما مرت بموقف كهذا ومن ناحيتي فقد كنت رغم ظروف خاصة أمر بها أشد على أيدي كل أولئك بالكلمة والمؤازرة وقد أحسست بامتنان كبير لكل أولئك الذين تجشموا عناء السفر ليجلسوا تحت خيمة العرب'' 

و كان  ولد بلعمش يتحدث في مقابلة مطولة نشرتها وكالة أنباء الشعر أشاد فيها بحفاظ الموريتانيين على هويتهم و استعرض خلالها تجربته الشعرية داعيا إلى وحدة الصف الأدبي في موريتانيا .

مراسلون تعيد نشر المقابلة لقرائها الكرام نقلا عن وكالة أنباء الشعر 

 

وكالة أنباء الشعر - زياد ميمان 

 

شاعر من أقصى الغرب العربي ، حمل بوحه وحلق عالياً وحط في شرقه، وألهب مسارح الشرق العربي بالشعر ، فكان سفير بلاده وأي بلاد هي بلد المليون شاعر، في كل شاعر وفي كل حي وفي كل مكان تجد الشعر فيها، هكذا أطلقوا عليها، وراق لأبنائها هذ اللقب، وسعوا إلى إثباته من خلال حضورهم وتميزهم في المحافل العربية، ومنهم ضيفا في هذا الحوار الشاعر الشيخ ولد بلعمش الحاصل على المركز الثالث في الموسم الخامس من أمير الشعراء

 

قريتي كانت كفيلة بتشكيل نفسية شاعر ورش روحه بالإحساس المرهف

 

الشيخ ولد بلعمش حدثني عن بداياتك الشعرية؟

 

نشأت في قرية امحيرث التي تقع في آدرار بالشمال الموريتاني كانت الطبيعة ساحرة وموحية وكانت أخلاق القرية بكرمها وطيبتها وحميميتها كفيلة بتشكيل نفسية شاعر ورش روحه بالإحساس المرهف إلى ذلك كان والدي ذا نصيب من الفقه والحكمة وحافظة لما يحمل قيما ومروءة من شعر العرب كما أن لديه صناديق مليئة بالكتب والمخطوطات وجدتني أتخير منها الدواوين والقصاصات التي تحوي نوادر شعر سطرها أسلافه أو كتبها هو رحمه الله وكانت جدتي رحمها الله التي أشرفت على تعليمي الحروف وتحفيظي ما تيسر من القرآن الكريم ضليعة في السيرة النبوية فكنت أقرأ لها من الكتب و من المعروف أنها تصانيف مليئة بسجالات الشعر في الحرب أو تخليد البطولات و التغني بالفتوح كل ذلك شكل النواة الأولى لتجربتي لتتعزز الموهبة بعد إقامتي في المدينة و بداية الحبو في هذا الطريق الطويل لكن أنظر لسنواتي الأولى كلها الآن على أنها من قبيل الدربة لا أكثر.

 

أقرأ للجميع معاصرين وقدامى

 

من هو قدوتك في الشعر ولمن تقرأ؟

 

طرح الشيخ سيدي محمد ولد الشيخ سيديا أحد شعراء و علماء هذه البلاد الأولين إشكالية كبرى قائلا من يتبع الشعراء أعاد حديثهم بعد الفشو و ضل إن لم يتبع الشاعر مطالب بأن يظل في كفاح مستمر من أجل أن يكتب هو لا أن يعيد الماضي في قوالب جديدة و هنا يسقط الكثيرون في محنة الارتهان إلى تجارب كبرى سابقة أو معاصرة .

 

شخصيا أقرأ للجميع معاصرين و قدامى و من كل المدارس لكن بحذر من الغرق في يمهم الزاخر و لك أن تتصور طول قائمة شعراء العربية .

 

مجلة العربي أطلقت على موريتانيا بلد المليون شاعر

 

يطلق على موريتانيا بلد المليون شاعر من أين جاءت هذه التسمية ؟

 

هذه تسمية سعدنا بها كثيرا في هذه الصحراء وهي من قبيل الانبهار بما رآه الزائرون لهذه البلاد من شغف الموريتانيين بالشعر وأطلق الاسم أول مرة عندما زارت في الستينيات بعثة استطلاع من مجلة العربي الكويتية بلادنا فكان عنوان التحقيق الكبير يصف موريتانيا بأنها بلد المليون شاعر لتنتشر هذه السمعة الحسنة والطيبة في مشارق الأرض ومغاربها وهذا مثال شاخص على مدى تأثير الإعلام وقوته.

 

 

 

 

 

 

 

 

في موريتانيا تضيق المدرجات بجمهور الشعر في الأماسي

 

يحقق الشعراء الموريتانيون حضوراً ملحوظاً بالمحافل العربية على ماذا يستندون حتى وصلوا لهذا التميز؟

 

لا شك أن لشعراء موريتانيا في المنابر الأدبية الإعلامية حضورا خاصة في برنامج أمير الشعراء لكنه لا يتناسب مع عدد هؤلاء ولا تنوع مشاربهم أو مساحة الضوء التي يستحقون وتستحق بلاد عضت على الهوية العربية بالنواجذ في بيئة صعبة وقاطعت ثقافة الاستعمار ومدارسه فخرجت من محنته بنفس الهوية التي وجدها عليها أول مرة وعلى كل حال إن يكن من سند لهؤلاء أو تفسير لما حققوه فهو موهبة بعض هؤلاء و دعم الجمهور الموريتاني لهم جميعا ففي موريتانيا تضيق المدرجات بجمهور الشعر في الأماسي بينما لا يتجاوز الحاضرون لها غير عشرات من النخبة في بلاد عربية أخرى إلا في حالات نادرة .

 

أنا فخور بالموريتانيين وما أبقوا عليه من حمية بدوية أصيلة في طباعهم

 

منذ أيام انتهت أعمال القمة العربية في نواكشوط، أنت كشاعر موريتاني ماذا يعني لك هذا الأمر وكيف كان شعورك وأن ترى الرؤساء والحكام العرب في بلدك؟

 

مرة أخرى أنا فخور بالموريتانيين وما أبقوا عليه من حمية بدوية أصيلة في طباعهم لقد اتحدوا في شأن القمة العربية واعتبر كل موريتاني زوار موريتانيا من قادة ومسؤولين عرب زواره فرأينا من يخرج من قصر فخم بناه بعرق الجبين ليسلمه للدولة و يقول هذا قصر لتستضيفوا فيه بعض الضيوف و رأينا الشباب ينظفون الشوارع بأنفسهم و سمعنا قادة المعارضة يقولون توقفوا عن نقد الحكومة الآن. إنها مشاهد تجدها في موريتانيا كلما مرت بموقف كهذا ومن ناحيتي فقد كنت رغم ظروف خاصة أمر بها أشد على أيدي كل أولئك بالكلمة والمؤازرة وقد أحسست بامتنان كبير لكل أولئك الذين تجشموا عناء السفر ليجلسوا تحت خيمة العرب.

 

أمير الشعراء في موسمه السابع على الأبواب كيف سيكون هذا الموسم برأيك؟

 

أعتقد أن المواسم السابقة أبقت لهذا الموسم شعراء يضمنون له بعض الألق وما زال شعراء العرب قادرين على أن يشدوا المشاهد العربي إلى إبداعاتهم أتمنى لهذا الموسم أن يتكلل بالنجاح.

 

 

 

 

 

 

 

ليت موريتانيا تخرج لنا شاعرا كبيرا جديرا بهذا اللقب

 

هل تتوقع أن يكون الأمير "موريتانيا" وأخبرني عن تجربتك مع هذا البرنامج وخاصة أنك حصلت على مركز متقدم جدا في مشاركتك فيه؟

 

أتمنى أن تكون الإمارة للشاعر الأجدر من أي بلد كان وليت موريتانيا تخرج لنا شاعرا كبيرا جديرا بهذا اللقب ليرسم البهجة على شفاه أطفال موريتانيا هذا العام. لقد حاولت خلال الموسم الخامس أن أقوم بذلك فقدمت نصوصا أقتنع بأنها تمثلني و آزرني الموريتانيون عن بكرة أبيهم لكن في النهاية هذه مسابقة و أنا راض عن زملائي و عن لجنة التحكيم و الهيئة المشرفة فكلهم خدموا الشعر و الفصحى في زمن قل أنصارها فيه و لعل هذه مناسبة طيبة لأقدم شكري لدولة الإمارات العربية المتحدة التي دأبت على خدمة الثقافة العربية و اطلعت بأدوار كبيرة في هذا المجال و أخص بالذكر هنا أكاديمية الشعر و إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية.

 

هنالك خلافات في الصف الأدبي الموريتاني

 

منذ مدة لم تشهد موريتانيا تنظيم مهرجان شعري كبير يستضيف الشعراء العرب برأيك على من يقع اللوم والعتب هنا وهل يتحمل الشعراء جزءا من المسؤولية في تفعيل الحركة الشعرية وتلاقي التجارب العربية على أرض موريتانيا؟

 

شهدت موريتانيا تجارب في هذا المجال ولربما سيتذكر الشعراء العرب أن أكبر جمهور حضر أماسيهم كان في موريتانيا لكن للأسف هنالك خلافات في الصف الأدبي الموريتاني حتى لا أقول صراعات وقد اتخذت قرارا بالنأي عن تلك الخلافات وهذه دعوة إلى كل أولئك من أجل أن يرصوا صفوفهم ويتجاوزوا العقبات بما يخدم الساحة الشعرية والأدبية.

 

أتمنى أن نشهد حراكا ثقافيا إيجابيا في موريتانيا وبطبيعة الحال فمثل هذا الحراك يحتاج إلى وسائل كبيرة ويقيني أنه بالتعاون مع أشقائنا العرب يمكن أن ننجز نهضة من هذا القبيل.

 

النص الخالد هو الذي لا تتذكر فيه غير ذاتك

 

من مميزات الشعب العربي أنه يستطيع أن يقرأ لأي شاعر عربي دون حدود فهل يتبادر لذهنك القارئ العربي وأنت تكتب قصيدتك؟

 

النص الخالد هو الذي لا تتذكر فيه غير ذاتك ولا تسطر فيه إلا ما تحسه أو ترسمه أحلامك لكن مثل هذه النصوص هو الأندر في تجربة الشاعر و إنما يتفوق شاعر على آخر بكمية النصوص العملاقة دون أن ننسى أو ينسى الشعراء أنهم في كثير من الحالات يكسلون عن مثل هذا النص حتى أن بعض ما نكتبه في أحيان كثيرة عبارة عن تسجيل موقف أو الصدع برسالة .

 

أسلط سيف نقدي على نصوصي لتكون جيدة

 

ماذا عن الناقد الداخلي لأي درجة يتدخل في كتابتك؟

 

الناقد الداخلي إن كنت تقصد تمحيص القصيدة صورة و لغة و بناء فهو أصدق النقاد وحين يكون صارما تولد القصيدة الجيدة ولا أتذكر نصا لي محببا إلى الناس أو مستحسنا إلا سلطت عليه سيف نقدي ومحوت منه أكثر مما كتبت.

 

 

 

 

 

 

 

 

اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين يقوم بطباعة دواوين شعرية للشعراء الموريتانيين الشباب

 

المؤسسات الثقافية الموريتانية هل يتجلى دورها بشكل واضح في دعم الأدباء والشعراء الشباب؟

 

دأب اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين منذ عشر سنين تقريبا على طباعة دواوين شعرية للشعراء الموريتانيين خاصة الشباب منهم ولديه مهرجان شعري سنوي كما ضمن نوعا من الحراك الشعري في الساحة الوطنية إلى ذلك يطلع بيت الشعر في نواكشوط بجهد كبير في تنظيم الأماسي الشعرية و ضمان التواصل بين المبدعين وهو على نية طباعة مجموعة من دواوين الشعراء الموريتانيين كما أكد لي الثقات.

 

نصطدم بنفس المشكلة وهي النشر وإشكالية تقديم أنفسنا للآخرين

 

لماذا لا نسمع بروائي من موريتانيا أو كاتب قصة أم لأنها بلد المليون شاعر لا تصدر إلا الشعراء؟

 

الرواية طارئة في الثقافة الموريتانية لذلك فجمهورها بطبيعة الحال أقل ولكن مع ذلك هناك روائيون موريتانيون أثبتوا تميزهم وتمكنهم من الحبكة و الخيال و اللغة و قدموا روايات كفيلة بأسر القارئ و إثارة الأسئلة و هنا سنصطدم بنفس المشكلة و هي النشر و إشكالية تقديم أنفسنا للآخرين.

 

وهل هناك من إغفال مقصود للأدباء والكتاب الموريتانيين بحيث يتسلط الضوء على الشعراء دون غيرهم؟

 

لا أظن أن هنالك إغفالا مقصودا فأتذكر أن الاتحاد طبع أيضا لروائيين موريتانيين بعض الأعمال.

 

ما جديدك وماذا تخبئ لجمهورك؟

 

أنا على نية أن أبعث ديواني الجديد نقوش مسافرة إلى أكاديمية الشعر من أجل طباعته وفي هذا الديوان نصوص جديدة لم أقم بإلقائها وأتمنى أن ينال الديوان رضا قارئيه بعد صدوره إن شاء الله.

 

كلمات توجهها عبر الوكالة؟

 

أوجه من جديد شكري إلى أبوظبي وإلى برنامج أمير الشعراء والقائمين عليه فقد قدمني الموسم الخامس إلى جمهور عربي كبير ما كان باستطاعتي الوصول إليه لولا فسحة الضوء تلك.