التدين السياسي/ محمدالمهدي ولد محمدالبشير (تدوينة)

خميس, 2016-08-04 15:45
الأستاذ محمدالمهدي ولد محمدالبشير

التديـــن السياسي نقيض دين الله الحق.. لأنه لا يربط المؤمن بالله تعالى، وبالجانب الروحي في الدين، بل يربطه بالأمور الاجتماعية: الحزب، والجماعة، والسوق، والمؤسسة، فيشده بذلك إلى أمور الدنيا أو الموجود، باعتبارها مرادفة للدين أو المنشود، فيفقد بوصلة الهداية والرشد، لذا فإن التدين السياسي يعلم الناس القسوة، وسوء الظن، والعداوة، ونهش أعراض الخلق أحياء وأمواتا.

إن المتدينين السياسيين يفكرون بمنطق الاحتكار والاستحواذ، فالدين لهم، والدنيا لهم، والجنة لهم، لا يشاركهم فيها إلا أفراد جماعتهم؛ لأن مصلحتهم جزء من مصلحة هذه الجماعة..

لقد سيسوا كل شيء حتى الصلاة والدعاء، بعد أن جعلوا الدين خادما لهم، وأداة من أدوات حروبهم وصراعاتهم السياسية، ففرقوا جماعة المسلمين من حيث أرادوا جمعها، وحولوا عقيدة الإسلام الموحدة إلى وسيلة للفرقة والنزاع...

وهذا ما يفسر العداء الشديد بين المتدينين السياسيين عندما يختلفون.

من صفحة الأستاذ محمدالمهدي ولد محمدالبشير