مثقفو موريتانيا ينتفضون غضبا من مقال سمير عطا الله

أربعاء, 2016-08-03 22:48
سمير عطا الله، كاتب صحفي لبناني

رغم كثرة الإساءات التي وُجِّهَتْ لموريتانيا - قبل القمة الأخيرة وبعدها - إلا أن إساءة الكاتب اللبناني سمير عطا الله قد تكون أكثرها وقاحة وفجاجة..

وكتب سمير عطا الله صباح اليوم الأربعاء مقالا في صحيفة "النهار" اللبنانية، تحدث فيه عن القمة التي استضافتها موريتانيا "المحرومة سمعة القمم، والتائقة إلى شهادة عروبية في جغرافيتها الإفريقية"، حسب تعبيره.

وقد نشرت "مراسلون" المقال، الذي تخطى حاجز الـ4000 قراءة في سويعات قليلة.

وكما هو متوقع فقد انتفض كتاب موريتانيا ومثقفوها غضبا مما جاء في المقال.

فيما يلي جمعنا لكم نماذج من تلك الردود:

الكاتب الصحفي حبيب الله ولد أحمد المعروف بحساسيته الشديدة تجاه الإساءة إلى موريتانيا؛ كان أول من رد على الصحفي اللبناني بلغة حادة، اعتذر عنها للقراء في آخر تدوينته:

من الأكيد أنكم اقتنعتم ومن النظرة الأولى أن هذه الصورة للهالك آرييل شارون الإرهابي الصهيوني المقبور ولكن الصورة ليست له إنها لخليفته على الأرض قبحا وكذبا وطمعا ونفاقا وخيانة للعهد

إنها صورة لعنة الصحافة العربية واللبنانية سمير عطا الله الذي يكتب بمكان ما من جسده ما يعتبره مقالات وهو لا يتعدى هذيان محموم بحمى الربع

هذا اللبناني الحقير أصلا وفرعا خرج من لبنان بوزن بعوضة فقيض الله له صحف الدولار الخليجية فانبتت شحمه ولحمه وعظمه ليصبح في وزن خمسة من كبار فيلة ساحل العاج

اليوم يتهجم هذا الدعي اللقيط الذي يكتب بسوائله لا بحبره ويعيش بالسؤال والمذلة لا بالقناعة والكبرياء على موريتانيا وعلى القمة العربية ويصف موريتانيا بأنها ليست بلدا عربيا ويتهكم عليها وعلى الصومال وجيبوتي

أنت برميل نفط ودولار وريح لا يحق لك أن تتحدث عن موريتانيا واعرف انك لا تستطيع رفع الصوت كثيرا لأسباب تتعلق بجهازك الهضمي الذي نسيته وأنت تتحدث في مقالك البغيض كوجهك الكريه كأصلك الحقير كطمعك عن أشهر العمليات الجراحية التي أجراها أطباء لرؤساء ليسوا من بلدانهم طبعا المقال مناسب لك فأنت في أرذل العمر ولأنك جاهل أصلا فلا فائدة في البحث عن علمك وقد اشتعلت مؤخرتك شيبا

أنت لست عربيا حتى تمنح حق العروبة لموريتانيا أو لغيرها فاصلك الهندوسي ولومن الجيل العاشر لأسلافك غير المنعمين لا يمنحك سوى حق عبادة بشر البقر وبقر البشر لذلك واصل عملك القذر لصالح صحف الدولار

عفوا سيد سمير لا تنس أبدا أن أرذل العمر لا يمنعك من تقديم الخدمات الخاصة للشبقيين بشرا وحيوانا وحجرا ولا تنس عزيزي أنهم مغرمون بالأكياس المحشوة فامنحهم ظهرك ليلا وقلمك المتقيح نهارا واخرس حيث أنت فموريتانيا نبحتها كلاب كثيرة قبلك ومع ذلك فقافلتنا تسير وبعض الكلاب المسمنة وراثيا وورائيا مثلك ستسقط في الطريق فحتى النباح يجهدها درجة أنها تضطر أحيانا لإخراجه من أماكن أخرى سفلية مخصصة أصلا للتهوية والتفريغ

ملاحظة (لأن التدوينة مكتوبة تحت تأثير الغضب فقد حوت عبارات أعتذر للقراء عنها لكنني لن أحذفها لأنها أقل مما يستحق هذا الطبل الجلدي المنفوخ الذي يتهجم على موريتانيا استضعافا لها وانتصارا لأولياء نعمة له هنا أوهناك).

أما الدكتور الشيخ سيدي عبد الله فقارن بين إساءات هيكل وعطا الله، معتبرا أن من أهدافها لفت الانتباه وتسليط الضوء من جديد على الرجلين، بعد أن خفت بريقهما، ووضعا أرجلهما على حافة القبر:

هيكل.. عطا الله :

يبدو أن قمة نواكشوط الأخيرة أصبحت مادة مغرية لإعادة الحياة والشباب لكل كاتب بدأ يضع رجله على حافة القبر..

بوليصة عودة للواجهة بالنسبة لأولئك الذين خفت بريقهم وغزتهم تجاعيد الحياة وعيرتهم الغواني بالمشيب ...

فكلما أساء كاتب إلى موريتانيا وانبرت التدوينات والمقالات الموريتانية في الرد عليه، كلما اكتسب جرعة من (كأس الخلود) المنشود .. حيث تتحول غضبة الموريتانيين على الكاتب المذكور الى خبر في المواقع والصحف.. وهو ما يعيد الكاتب المذكور إلى دائرة الضوء.

اليوم يسير كاتب عربي كبير هو سمير عطا الله على خطى الراحل محمد حسنين هيكل، مشككا في عروبة موريتانيا، ومتحدثا عن لعنة الجغرافيا، ومعتقدا - عن جهل طبعا- أن انضمام موريتانيا للجامعة العربية هو لغرض الاستفادة المادية وليس للأمر علاقة بالعرق واللغة والنسب ...

هيكل أثار زوبعة يومها عن موريتانيا أعادته لدائرة الضوء فترة طويلة.. ولكن الزمن أثبت أنه كان يهذي في سكراته الأخيرة.. وما بعد السكرة إلا الموت.

الاسطوانة المشروخة نفسها يرددها العجوز المترهل سمير عطا الله (75 سنة) وأعتقد أنها مجرد سكرة على حافة الجدث...

في سيرته الذاتية يبدو عطا الله كاتبا روائيا ومؤلفا لبعض الكتب ذات البعد التاريخي.. لكن يبدو أنها مجرد مقالات ولدت هجينة من أب (غوغلي) أو (واتسابي) أو (فيسي) وأم (نفطية دولارية).. وإلا فكيف لعجوز في هذا العمر عركته الصحافة والسياسة، أن يتحدث عن موريتانيا حديث الجهلة والأغبياء.. حديثا لو سمعه أصغر تلميذ في الابتدائي لانفجرت كلاه ضحكا وتهكما على كاتبه؟.

أنصح بعدم إعطاء سمير وغيره أي قيمة مستقبلا.. وبدلا من ذلك علينا أن نجعل من إعلامنا وسفاراتنا في الخارج أداة للتعريف بموريتانيا.. كل موريتانيا.. تاريخا وتراثا وتنوعا وثقافات.. وليست مجرد أداة لتمجيد الحكام و محلا للتجارة وصرافات لتبديل العملات..

موريتانيا مجهولة عالميا وعربيا وهذه حقيقة نتحمل نحن وزرها.. فهل سنبقى في موقف المدافع فقط ؟ ..

أما بالنسبة للكتاب العرب الجاهلين لنا فأتمنى من الموريتانيين العاملين معهم والمتباهين بعلاقتهم بهم أن تتجاوز تلك العلاقة مجرد التقاط صور تذكارية في الاستوديوهات والشوارع الراقية إلى محاضرات ودورات للتعريف بالوطن ...

ولن يتم ذلك إلا بالتفريق بين الوطن وحكامه... موريتانيا أكبر من الجميع.

الخبير الاقتصادي Abdallah Mohamed حاجج الصحفي اللبناني المخضرم بمسلك "القلب" المعروف في علم المنطق والجدل:

لا يعنيني نقد السيد سمير عطا الله للقمة العربية ولا نبشه لتراث فشل جامعة الدول العربية ولا لكواليس تشاكس شخوص السلطانية العربية.

تحصيل حاصل لم يأت هو ككهل كُتاب مخضرم بجديد فيه.

لعله بما كتب ذام لنفسه عبر ذم القمة بتكرر المضمون ومقاله النقدي لها مكرر ومتاح صياغةً لأي صحفي مغمور متدرب في صحيفة شعبية.

لا تعنيني ثنائية الذام والمذمومة تلك بفاعلها المنفعل ومفعولها المفتعل.

الآن، فيما يخص جزئية تناوله لبلادنا، أذكره وقد لمح لإفريقية جغرافية مستجدية للعروبية أن لو أخذنا تعقيدات التفاعل البشري تاريخيا لجاز القول هوياتيا إن لُبنان اليوم مجرد لِبانة مضغ تناوبي بين الرومان والأتراك والأرمن وأشباح المنظومة الخرافية المتوسطية .

العروبة - ولاتهمني منفصلة عن الدين - لسان فصاحة ولواء ثقافة للإسلام وفي ذلك هذه البلاد فاعلٌ في إعراب الانتماء.

أخيرا، إفريقيتنا لا تنازعها عروبتنا المكانة وهي ميزة نعتز بها ولا يدركها المكثرون من استخدام الأرجيلة الثقافية المشرقية.

الكاتب والأديب المبدع Mohamed-Aly O. Veten كتب يقول:

وسقط سمير عطا الله. فالميز العنصري والتكبر على الفقير أمور يصعب التستر عليها، مهما بلغ صاحبهما من المهارة في التصنع.
الحمد لله أني لم أك يوما من قراء عموده، في صحيفة الشرق الأوسط، عكس ابن العمة  Najeh El Moustapha، فآخر كتابها هو خالص جبلي و أنيس منصور لمن أراد الإحماض.

أما رئيس حزب الصواب عبد السلام ولد حرمه (حرمه حرمه عبد الجليل) فلم يأخذ عليه إساءته لموريتانيا فقط، بل انتقد سخريته من النظام البعثي الحاكم في العراق آنذاك، وسخر من المعلومات التاريخية الخاطئة التي طفح بها مقاله:

مقاييس الزمن والجغرافيا لدى الكاتب اللبناني سمير عطا الله، غير تلك المدونة في الموسوعات العلمية.

(فالجغرافية) الإفريقية في الوطن العربي لا تشمل موريتانيا وحدها حتى تكون تواقة لشهادة انتماء عربي من خلال انعقاد قمة على أرضها ، ففي التخوم الإفريقية يعيش أكثر من ثلثي العرب وأكثر من نصف الدول العربية : السودان، مصر، ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا، ادجيبوتي، الصومال، جزر القمر، بالإضافة إلى الوجود العربي الكبير في: مالي، النيجر، اتشاد، أريتيريا، والعرب هم أكبر مكون قومي في القارة الإفريقية.

كما أن صراع الفصائل الفلسطينية مع الأردن المعروف في الكتب المدرسية بأيلول الأسود كان في سبتمبر 1970، وقول سمير عطاء الله بأن سقوط طائرة الرئيس ياسر عرفات وقعت بعده بقليل، قول محير، ويدفع لسؤال عن مقياس الزمن الذي يعد به الكاتب؟ لأن سقوط الطائرة جاء بعده بما يزيد على عقدين، أي في السابع من ابريل 1992. وهو زمن مساو للزمن الذي أمضاه سمير رئيسا لتحرير جريدة الأنباء الكويتية، وأقل بخمس سنوات من الذي أمضاه مقيما على عموده في الشرق الأوسط، ولعل في الفترتين المتتاليتين بتطاول ما يسهل على القارئ فهم نبرة التهكم الطافحة في مقال الكاتب من القيادة الوطنية العراقية قبل الاحتلال.

أما قوله إن موريتانيا انضمت للجامعة العربية في قمة الإسكندرية فذلك بعيد من الدقة، كقوله إن جزر القمر انضمت إليها 1973، فموريتانيا كانت هي ثامن توسع للجامعة العربية، وقد تم ذلك في قمة الجزائر المنعقدة في 26 نوفمبر 1973، وأسباب تأخرها إلى هذا التاريخ كان بسبب رفض المملكة المغربية الاعتراف لها بالاستقلال، بينما لم تنضم جزر القمر إلى جامعة الدول العربية إلا في 1993 و ليس 1973 كما ذكر الكاتب.

الاستعجال إلى الأذية والإساءة أمر قبيح، ويزيد من قبحه إن كان بمعلومات مغلوطة، لأن صاحبها سينطبق عليه لا محالة

قول من لبنان للشاعر الكبير إيليا أبو ماضي:

يأبى فؤادي أن يميل إلى الأذى ** حبّ الأذية من طباع العقرب.

أما الشاعر الشيخ ولد بلعمش فرأى أن الرجل أحوج إلى الدعاء لأن ذاكرته لا تبدو بخير، بسبب خلطه بين الأحداث المتباعدة:

"صح النوم يا بابا سمير .. شو هايدا"

لا يستحق مقال سمير عطا الله عند التفحص والتدقيق أكثر من الابتسام و الدعاء للرجل بالصحة والعافية لأن ذاكرته مع كامل الاحترام أصبحت ''امهلبيه'' على ما يبدو، فجميعنا نتذكر سقوط طائرة ياسر عرفات في الصحراء الليبية وهو إن لم تخني الذاكرة كان قبل أوسلو أو بعدها بقليل.

أما حرب الملك حسين مع الفلسطينيين فكانت - ربما - من أسباب وفاة عبد الناصر؛ فأظن أن الأزمة الصحية التي ألمت به وأدت إلى وفاته كانت بعد رجوعه من توديع أمير الكويت، الذي كان يزور مصر مناقشا مع عبد الناصر أزمة الفلسطينيين في الأردن، وكان هنالك الملك حسين مغضبا من طريقة فرار عرفات متخفيا من العاصمة عمان ومساعدة السودانيين له على ذلك وأتمنى أن أكون دقيقا عكس ''الحجي'' سمير..

أما إضافته موريتانيا إلى جزر القمر وجيبوتي والصومال فكل أولئك الإخوة خير وبركة ولا نتكبر على أحد فلكل تاريخه ومجده.

لكن تأخر انتسابنا إلى الجامعة لم يكن لسبب متعلق بالهوية وإنما لمطالبات مغربية صريحة أو مبطنة بموريتانيا...

''صح النوم يا بابا سمير.. شو هايدا''

لقراءة مقال سمير عطا الله هنا