صحيفة مراسلون الإلكترونية نقلا عن صحيفة شاعر المليون الورقية المختصة في الشعر
جاكيتي الشيخ سك، تعرف إليه جمهور الشعر من خلال أمير الشعراء في موسمه الثاني، وهو الإعلامي الذي أنهى رسالة الماجستير في الإعلام الثقافي، وطموحه الحصول على الدكتوراه وهو الذي اكتشف خلال عمله في الإعلام المرئي أن عليه التواضع للثقافة والعلم والبحث العلمي.
قبل شهور تم تعيينه في المجلس الأعلى للشباب ومن خلاله قال إنه سيسعى نحو تقديم صورة الشاب الموريتاني الذي ما يزال يعيش تهميشاً داخل محيطه.
نتعرف على جوانب من أفكاره في الحوار التالي:
ـ نبدأ من أمير الشعراء الذي شهد كثافة في حضور الشعراء الموريتانيين،ما الذي حققهالبرنامج في موريتانيا وتحديداً بين فئة الشباب ؟
كان أمير الشعراء بمثابة الفتح بالنسبة للشباب الموريتاني، فقبله كانت التجربة الشعرية الموريتانية مغيبة عن العالم العربي كون موريتانيا تقع في أقصى الوطن العربي، و أمير الشعراء سلط الضوء عليها، وفيه وصل شعراء موريتانيا إلى مراحله الأخيرة، وهذا يدل على أن مشاركاتنا كانت متميزة، ومن هنا أصبح « أمير الشعراء » نافذة لشعرائنا يطلون منها على الجمهور العربي، كما يطل منها الجمهور على الكنز الأدبي في موريتانيا.
- من إيجابيات البرنامج علاقات الشعراء مع بعضهم.. من بقي في ذاكرتك من الموسم الذي شاركت فيه؟
لأن مجموعتنا كانت متميزة فقد بقيت متواصلاً مع عدد منهم، مثل أحمد بخيت، محمد إبراهيم يعقوب، مهدي من صور، حسن إبراهيم الحسن، خالد الوغلاني، قحطان بيرقدار، شيماء حسن، موسى عقيل، عقيل اللواتي، كما تعرفت على آخرين من دورات لاحقة مثل عبد الله بيلا، مصعب بيروتية، علي جبريل.
ـ كما هو الشعر الفصيح في موريتانيا مجهولاً بالنسبة للشرق العربي، كذلك الأمر بالنسبة للشعر الحساني، فما الذي تقوم به المؤسسات الموريتانية المعنية للتعريف به؟
اللهجة الموريتانية صعبة رغم قربها من اللغة العربية الفصحى وتحديداً من القاموس الجاهلي، لكن إعلامنا ضعيف ولم يسهم بنشر لهجتنا، لهذا كانت هناك صعوبة في وصول الشعر الحساني إلى المتلقي العربي.
- هل يمكننا إدانة الإعلام لأنه لم يقدم الغنى الموجود في الساحة الأدبية الموريتانية؟
هناك تقصير شديد من إعلامنا، وخاصة الثقافي منه، ورغم وجود إعلام خاص، إلا أنه ما يزال محصوراً، لذلك لا بد من وجود سياسات تسهم في التوجه نحو العالم العربي، كما أن هناك تقصيرا دبلوماسيا، فلا بد من وجود نشاطات ثقافية مكثفة يدعى إليها شعراء موريتانيون، وهذا هو التوجه حالياً، والحل بوجود قنوات نقدم من خلالها ثقافة المغرب العربي الغنية والمتنوعة عموماً، ثم إن الباحثين والصحافيين العرب مقصرون مقارنة مع الصحافيين والباحثين الأجانب الذين يترجمون بعض ما لدينا، ويحققون تراثنا، ويعملون على نشره.
- معروف أن موريتانيا «مكتبة » غنية، كيف تتمتعون بما لديكم من إرث معرفي، وما آلية نقله إلى العالم؟
مؤخراً أقيم مهرجان المدن القديمة، ومع الأسف ما نزال وكأننا نكتشف ذاتنا فقط، ولهذا لا بد من دعوة الصحافة العربية والعالمية لعرض ما نملك من إرث وكنز معرفي.
- ما الذي تحلم بتقديمه للثقافة الموريتانية، وما الذي يمكنك تحقيقه لطالما كان وسيظل الحلم فضفاضاً؟
للأسف الشعراء الموريتانيون غير معروفين في الشرق العربي لغياب دور النشر والإعلام عندنا، ولو أن هذين الأمرين متوافران لعُرِف شعراؤنا العمالقة في الساحة العربية، ومن هنا أصبو إلى تقديم صورة المثقف الموريتاني عربياً.
هل يمكن أن نقول إن الشخصية الموريتانية معزولة؟
قديماً كانت هكذا، ومن يكتشف ثفافتنا يعرف الموروث العريق الموجود لدينا مما تركه الأسلاف الذي أسهموا في الثقافة الإسلامية، فإسهاماتهم لم تصل كونهم منقطعين في الصحراء، واليوم باتت تلك الشخصية أكثر انفتاحاً، ومع الوقت سنجني الثمار، ولعل وجود بعض الصحافيين والكتاب الموريتانيين الشباب في منطقة الخليج سيساعدنا كثيراً.
- للترجمة دور مهم في تعريف الأخر بالتجارب الشعرية العربية، فكم تحظى تجارب الشعراء الموريتانيين بتلك الفرصة؟
الترجمة مهمة للشعر العربي بشكل عام، وللمغاربي خصوصاً نظراً لقرب دول المغرب العربي جغرافياً من أوروبا، ولهذا نحن بحاجة إلى ترجمة المهم عربياً من النثر والشعر، ووجود مراكز للترجمة في الدول العربية سيساعدنا كثيراً.
- أنت حالياً عضو المجلس الأعلى للشباب هل يمكنك بصفتك شاعرا تنحو باتجاه الحرية تقديم الكثير ثقافياً في منصبك هذا الذي ريما سيكبلك ويشكل عبئاً وظيفياً عليك؟
منذ سن المراهقة وأنا مهتم بالإسهام في القضايا الشبابية والثقافية، وفي المشاركة مع كل من لديه مشاريع يقدمها للشباب في الثقافة، وأرجو أو أوفق في ذلك، أما العبء الوظيفي فهو يستهلك الوقت، لكن حال عدم وجود عمل مكثف فإني سأستثمر الوقت في كتابة الشعر الذي لا يمكنني الانفصال عنه، إذ إن عندي أنا الشاعر والأنا الرسمي، لكن أفضّل لقب الشاعر على الموظف.
- من هو الشاعر جاكيتي بعد رسالة الماجستير؟
قبل الماجستير كنت شاعراً فقط، أما الآن فقد صرت باحثاً أيضا، وبالتالي علي البحث والنحت في اللغة، والاهتمام بالإعلام الثقافي، فحضور الثقافة في الإعلام إلزامي في عصر الإعلام هذا، وعصر حوار الحضارات وصراعاتها، فمن خلال الإعلام الثقافي نقدم الهوية والموروث الثقافي، ونستفيد مما ينتجه الآخر من دون أن يؤثر على هويتنا.
- وهل على الشاعر الاستمرار في الدراسة والمعرفة؟
يجب أن يستمر في كل ما له علاقة بالقراءة والدراسة والبحث، فالشعر موهبة، والثقافة والتأليف والبحث أمور تقتضي ممارستها بشكل علمي.
- ماذا عن إصدار الداوين؟
طبعت ديوان "الوجود المستعار "، ولدي ديوان مكتمل وجاهز ينتظر الطباعة وأعمل على ديوان ثالث ولأن الشاعر ابن عصره فأنا أكتب القصيدة العمودية التقليدية وقصيدة التفعيلة لكن لا أنكر قصيدة النثر التي أستمتع بقراءتها.
ـ ما المشروع الذي تنوي تحقيقه؟
الوصول إلى العالمية، ولدي الآن صلات مع شعراء من أمريكا من أجل تحقيق ذلك، كما أنني سأستفيد من مشاركاتي في المهرجانات الأوروبية لترجمة تجربتي الشعرية إلى الغرب، علّي أصل إلى نوبل.