مؤمن آل تواصل.--"إذا رأيت قوما يتناجون في أمر الدين، دون العامة، فاعلم أنهم يؤسسون بدعة." قد ينمتي إلى هذه البدعة أناس خيرون لم يشهدوا التأسيس، ولم يطلعوا على خفايا ونوايا البدعة، وإنما استهوت فطرتهم السليمة شعارات براقة ودعاوى عريضة.-لكنهم كلما طال بهم المقام اشتدت ريبتهم وارتابت فطرتهم في مخالفات لأصل الدين صريحة يذهب أصحاب البدعة كل مذهب في تزيينها بتأويلات بعيدة و أقيسة فاسدة، واجتهادات باطلة، فتصبح مبادئ البدعة ونظمها مقدمة على أصول الدين ومبادئه التي تؤول في ضوئها. فالمنتسب يقسم على الالتزام بمبادئ البدعة، واحترام نظامها الداخلي...
لم يستطع محمد الغزالي رحمه الله الوفاء بذلك القسم فأقصاه التنظيم، وله سلف في ذلك بعض الرفاق الأوائل لحسن البنا رحمه الله الذين ضاق بهم تنظيمه فاقصاهم. وعلى درب الغزالي سار آخرون لعل أشهرهم اليوم ثروة الخرباوي. أما خلية التنظيم عندنا فقد وجدت حلا عبقريا لمعالجة الانشقاقات: نكران انتماء المنشق إلى التنظيم أصلاّ! لأن أغلب المنشقين لم يكنوا من الصف الأول في القيادة. حاول الشيخ ابن مزيد، ذات صحوة ضمير، أن يسدي النصح بطلب من قيادة الحزب فلما محضه عملا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم... قرعه رئيس الحزب شخصيا حتى لا يتجرأ غيره على أمر الحزب بمعروف أو نهيه عن منكر. فسكت الشيخ، ليخرج علينا بمعالم في التمييز بين إسلامية الدولة وعلمانيتها!
وفي نفس السياق جاء مقال محمد ولد الرباني الذي تذكر الطعن في سبيل الله بعد أن كادت نضالات الحزب تنسيه الشهادة لله.يبدو من المقال أن ولد الرباني قال كلمة حق في ضلالات الشنقيطي فانتصر التواصليون، كعادتهم لمفكر الحزب الذي يستشهد رئيسهم بأباطيله في محاولات رئيس الحزب "التأصيلية".
يدافع ولد الرباني عن دين الله ويحزب التواصليون لضلالات الشنقيطي انتصارا لأخوة الحزب وهم يتلون قوله تعالى.. "لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو إخوانهم..." وأي حرب لله ورسوله أعظم من الطعن في حدود الله، ووصف الحديث الصحيح ببنيات الطريق، والوقوع في الصحابة عليهم رضوان الله، والشهادة للعلماء بالنار لمعارضتهم "ربيع الفتنة"!!! ثبتنا الله وإياك يا محمد. فإن آذوك فلك في رسول الله أسوة حسنة، والله! الله! في بقية دينك.....
----------------------------------------------
مستشار الرئيس الإعلامي الكنتي