لا تهمني قياسات نجاح أو فشل قمة نواكشوط،فمعظم الذين اعتبروها فاشلة، سياسيون غاضبون على النظام الرسمي العربي.
فقد ذكرتهم القمة بمقطورة فشل طويلة للنظام الرسمي العربي تجرها الجامعة منذ سبعة عقود وذكرهم أبو الغيط واجهة الجامعة، بهذا النظام وبأوجاعه وماضيه وشخوصه.
لقد طبخت موريتانيا في "مرقة" فشل الجامعة لكن موريتانيا لم ولن تفشل لأن الله خصها ولو في أحلك ظروفها،بالنجاح.
لقد نجح الرئيس بإقدامه وطموحه وتحديه لمقزمي موريتانيا ..ونجحت موريتانيا وفشلت الجامعة وذلك قدرها.
ما يهمني هو أن يستفيد نظامنا الحاكم بطريقة تبقى للمستقبل، من دروس هذه القمة:تنظيما، وتسييرا وضبطا وتخطيطا واستثمارا.
الذي حد من نجاح القمة هو أنها نظمت بعشر عشر عشر الكفاءة الموريتانية المتاحة سياسيا وإعلاميا واستراتيجيا.
فقد تولت تنظيمها المجموعة المغلقة الضيقة المحيطة بفخامة الرئيس وهي مجموعة مهمة وذات خبرة لكن الحدث أعظم منها وأوسع من كفاءاتها. .
ولن أخوض في جوانب الفندقة والتنظيم والأمن لانها قضايا معروفة لكنني (واسألوا أهل الذكر) ..سأتحدث عن اختصاصي وهو الإعلام.. وليس رأيي هذا هجوما على أخي وزميلي السيد محمد إسحاق ولا على زملائي الذين حظوا بثقته في اللجنة الاعلامية والذين بذلوا أقصى الجهد كما أنني لست محتجا على إقصاء أمثالي من الإعداد الاعلامي المتقن لهذه القمة الذي هو خدمة للبلد بخبرة طويلة يعود للبلد الفضل في وجودها وهي له على كل حال، بل هدفي أن نفهم بأن البلد بحاجة لجميع أبنائه وبخاصة عند الشدة. .فمن خلال خبرات ابناء البلد بغض النظر عن التصنيفات الضيقة وعن مساعي إبعاد صغار الوحوش عن الفريسة، يتحقق النجاح. .
ويظل الإعلام أهم أداة تستعمل في مثل هذه المناسبات ..ونحن والمادة الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية والمدونة، المنشورة عن القمة موجودة ماثلة، لم نوفق،على ما يبدو، في وضع الخطة الاعلامية المطلوبة التي يتحكم عبرها بلدنا في القمة قبلها وأثناءها وبعدها.
لا شك أن الجهود بذلت لكن من لا يملك الإعلام والاتصال في هذا العصر لا يمكن أن ينجح في شيء. .
وإلى قمة أخرى. .