لايمكن أن تكون قمة الأمل بالنسبة للموريتانيين كباقي القمم العربية ,لا لأنهم إحتضنوها في سياق خاص وظرف دقيق تمر به الأمة العربية بل لكونها كذلك إنجاز يشي بعظمة الشعب الموريتاني وقدرته على رفع التحدي .. .
لقد أثبت الموريتانيون خلال هده الأيام أنهم قادرون على صنع المستحيل وكسب الرهان بعد منازلة دوبلوماسية كبيرة ليست لدينا كل التفاصيل عنها ....ولكنها ذكرتنا بعهد الإستقلال و قد أكون محقا إذا قلت إنها بمثابة الميلاد الثاني للدبلوماسية الموريتانية .....
لقد استضفنا قمة الأمل ومن التوفيق الغريب أنها القمة العربية الوحيدة في تاريخ الجامعة العربية التي خلت من التشنج والإنسحابات وتبادل الإتهامات .والإصطفاف البين وغدم المصافحة إلى غير ذلك من مطبات العمل العربي الروتينية ... والمفارقة الكبيرة أنه لم يحدث شيئ من هذا في ظل الواقع العربي الراهن ؟؟؟ فأي نجاح دوبلوماسي أكبر من هذا ؟؟؟ في ظل وضعية كهذه وأي انتصار دوبلوماسي أكبر من فرض البلد كرقم كبير في المعادلة اجيو سياسية ؟؟ تم إن لعنة التاريخ لن تلاحق الموريتانيين في شأن قطر عربي تم في قمة انواكشوط استهدافه ,وهذه نعمة كبيرة و نجاح باهرللإرادة السياسية الوطنية التي أدارت بعقلانية كل التفاصيل المتعلقة بالقمة ... ,ولايختلف إثنان على نجاحها غير المسبوق في إدارة صراع الإرادات الكبيرة المتصارعة حول هذه القمة زمانا ومكانا......
وستكون نهاية هذا التحليل أن انعقاد القمة في الزمان والمكان هو أكبر انتصار لموريتانيا بعد معركة استقلالها ومعركة دخولها الجامعة العربية ,وإذا كان التاريخ قد سطر إسم الرئيس التونسي الأسبق المجاهد لحبيب بورقيبة في الذاكرة الموريتانية بأحرف من ذهب فإنه سيحفر من الآن فصاعدا في ذاكرتنا إسم أمير دولة الكويت ,فهو يستحق عن جدارة حمل إسم عقبة بن "نافع " هذه الأرض.... لن نتحدث عن جاهزية عاصمة تحولت خلال أشهر قلائل إلى عاصمة عصرية جميلة ...وأبدعت الأنامل الموريتانية في بناء شوارعها وأرصفتها و تجميلها وتنظيفها -لاشلت تلك الأيادي - ولن نتحدث عن التنظيم المتقن ولاعن الضيافة الكريمة ولا عن الحضن الآمن في زمن الخوف. في قلب كل عاصمة عالمية ...فتلك أمور أتركها للزائر العربي .....لكنني أقول وبسبق اصرار وترصد إن الكثير من أحلامنا في زمن المراهقة السياسية هاهو يتحقق......
إننا بإختصار شديد في زمن تتحقق فيه الأحلام الكبيرة فهنئيا للقمة وهنيئا للشعب.