ولد ابريد الليل: 6 خطوات للخروج من المأزق العربي الراهن

أحد, 2016-07-24 23:54
الأستاذ محمد يحظيه ولد ابريد الليل

في مقال خص به موقعَ "مراسلون"، حدد الكاتب والمثقف الموريتاني الكبير محمد يحظيه ولد ابريد الليل 6 خطوات للخروج من المأزق العربي الراهن.

"مراسلون" تلخص لقرائها تلك الخطوات الست، التي تحدث عنها ولد ابريد الليل، الذي يُقَدَّمُ أيضا كمنظر استراتيجي.

1.ضرورة تحديد الأعداء بأسمائهم:

وقد أوضح الكاتب من يعنيهم بالأعداء، قائلا: "هم الأجانب الذين يحملون السلاح على أرضنا"، مشددا على أنهم "الغربيون وإيران" أساسا.

واعتبر ولد ابريد الليل أن "حالة الروس حالة خاصة وحساسة؛ إذ يصعب وضع الروس في نفس الخانة، مع الأعداء التاريخيين".

وأردف: "إن روسيا لم تكن يوما واحدا عدوتنا، على العكس فإنها كانت دائما إلى جانبنا، خلال القرن الماضي في صراعنا مع الغربيين والإسرائيليين".

لكنه عاد وطالب الروس "إذا كانوا حريصين على صداقة العرب القديمة، أن يجدوا مخرجا سريعا".

2.تبني استراتيجية جديدة:

وقد حدد الكاتب معالمها في أمرين:

أولا: البحث عن حلفاء جدد، معتبرا أن المعيار الأول لاختيار الحلفاء هو استقلاليتهم عن العدو الرئيسي الذي هو الغرب، والمعيار الثاني هو قدرتهم التكنولوجية والاقتصادية والعسكرية.

ورأى الكاتب أن هذه المعايير تتمثل بالدرجة الأولى في روسيا والصين"، مضيفا: "إن كوريا الشمالية هي حليف طبيعي آخر".

 ثانيا: كفاءة جديدة في المقاومة والدفاع عن النفس: وقد شدد الكاتب على أن تلك الكفاءة لن يوفرها بالدرجة المطلوبة إلا تأسيس"جيش عربي" يمكن لأي مواطن عربي أن ينخرط فيه متطوعا، شريطة أن لا تحوم الشكوك حوله".

مضيفا: "إن جيشا عربيا سيكون رادعا للأعداء وبإمكانه أن يعمل، بدون مضايقة ودون التوجس أو الخوف من الإنحياز".

وحرص على التأكيد على أن "الجيش العربي لا يحل محل الجيوش القطرية بالطبع، وإنما يكملها ويدعمها، وفي حالات الاضطرار يعوض ويحل محل الجيوش القطرية، التي لم يعد لها وجود حقيقي، وأصبحت تمتاز بالطابع الكريه للميليشيات المدمرة في العراق وليبيا واليمن".

3.تبني اقتصاد الحرب والتقشف:

وقد وجد الكاتب أن "الإنجازات الفخمة والمشاريع الكبرى لم يعد لها معنى، كما رأينا في الأقطار التي دمرت"، محذرا من أنها "ستكون أهدافا للطيران الغربي، عندما يأتي قريبا دور الأقطار الأخرى".

قبل أن يشدد على أن "اليوم لم يعد هناك شيء يحتفظ بمعنى سوى تنظيم المقاومة والدفاع".

4.طرد الأجانب المسلحين:

وقال الكاتب في هذا الصدد: "إذا كنا نريد الحفاظ على حد أدنى من المصداقية لدى الجماهير الواسعة من المواطنين العرب علينا بدون مجاملة، أن نطلب من الأجانب المسلحين أن يغادروا ويرحلوا دون تأخير. فليس هناك سبب ولا ذريعة يمكن أن تبرر وجودهم على أرضنا".

مضيفا: "وفي كل الحالات أي وجود لا يتم بموافقة ورضى الجماهير، هو فضيحة وعار".

5.قمة المجتمع المدني:

وقد رأى الكاتب أنه "في خضم الحرب والفوضى الحالية التي تسبب فيها الغرب، فإن كل الجهود الحميدة والقرارات الحكيمة للحكام لم تعد تكفي".

مردفا: "لابد من مشاركة أكبر عدد من الكفاءات والإرادات الحسنة من أجل محاولة السيطرة على مارد الفوضى".

وقد شرح ما يقصده بـ"المجتمع المدني" هنا قائلا: "المجتمع المدني المعني  هنا هو المجتمع العربي وليس المنظمات القطرية".

6.حوار مع الغرب:

ويبدو أنها الخطوة الأقل أهمية عند المثقف الكبير، حيث لم يشدد عليها كثيرا، معتبرا أن الدخول في حوار لا يفقدنا شيئا ولا تترتب عليه أية خسارة، فلا يخلو الأمر من احتمالين: فـ"إما أن تتأكد قناعتنا المتشائمة - وهو الاحتمال الأرجح - وإما أن نكتشف، بمفاجأة سارة، أن أعداءنا رجعوا إلى الصواب، وتوقفوا عن تقتيلنا وتَخَلَّوْا عن الأحكام المسبقة وجنحوا للسلم".

ورأى الكاتب أنه في حالة قيام حوار، فهناك مجموعتان يجب إقصاؤهما من هذا الحوار، هما: الحكومات والمجموعات المرتبطة عقائديا بالغرب.

الأولى لأنها رهينة عند الغرب ولا تتمتع بحرية التصرف والتعبير. ولأن الغربيين في الواقع يحتقرون هذه الحكومات ولا يقيمون لها وزنا لأنها ببساطة، حسب رأيهم، لا تمثل شعوبها ومن ثم لا يمكن الوثوق في تعهداتها.

والثانية لأنها صارت بوقا تردد بشكل مبتذل، شعارات ودعاية العدو.

واقترح الكاتب شخصيات عربية للعب الدور الأساسي في هذا الحوار، وهي شخصيات - حسب رأيه - مهتمة وواعية لمأساة العرب وقضيتهم وانشغالاتهم الأساسية، وهذه الشخصيات هي:

- الأمير هشام بن عبد الله العلوي

- الدبلوماسي المحنك الأخضر الإبراهيمي

- المثقف الفلسطيني عزمي بشارة

- المثقف اللبناني جلبير أشقر

- شيخ الأزهر الشريف

- بابا مصر (الأرثودوكس)

- مفتي القدس

- أسقف القدس

- ممثل "مركز دراسات الوحدة العربية" في بيروت، الذي يضم عددا كبيرا من كبار المثقفين النوعيين والذين اختاروا أن يكون مجهودهم في إطار الانشغال الأكبر للعرب، حسب الكاتب دائما.

وأضاف: "ربما من المناسب والطبيعي أن يكون هذا المركز حاضنة لسكرتيرية يعهد إليها بهذه المهمة".

المقال كاملا

.................................................................