أثارت تصريحات سخيفة لوزير الصحة اللبناني حول ظروف انعقاد قمة نواكشوط امتعاضا كبيرا لدى كل الموريتانيين . لكن البعض اخطأ في التطاول على لبنان والشعب اللبناني الشقيق الذي له اواصر وثيقة بموريتانيا وتقدير كبير لاهلها .
اذكر في هذا الباب شخصين متميزين يرمزان لهذه العلاقة الخاصة هما العالم والدبلوماسي والاداري الموريتاني المرحوم الشيخ محمد فآل ولد البناني والصحافي والشاعر اللبناني يوسف مقلد .
اما الشيخ البناني الذي عمل مدرسا ومترجما في العهد الاستعماري وكان من قادة الحركة الوطنية فقد بعثته حكومة الاستقلال الذاتي في نهاية الخمسينيات ديبلوماسيا متدربا في السفارة الفرنسية في بيروت برتبة مستشار فحول مكتبه الشخصي الذي نزع منه صورة الرئيس الفرنسي ديغول الى سفارة حقيقية لموريتانيا معرفا بالبلاد وثقافتها وأدبها مع حرص كامل على المشاركة في كل الأنشطة السياسية والثقافية العربية التي كانت تعج بها بيروت أوانها .
ولقد ساعدت ثقافة الشيخ البناني الدينية والشعرية الرفيعة من سهولة اندماجه في الوسط اللبناني الذي كان على علاقة ممتازة مع رموزه السياسية والفكرية .
اما مقلد فهو صحافي وشاعر عصامي من جبل لبنان زار موريتانيا في نهاية الخمسينيات قادما من السينغال ، وقد ارتبط بصداقة وثيقة مع العلامة المؤرخ الشاعر المختار ولد حامدن الذي اطلع من خلاله على الشعر الموريتاني ، فكتب كتابين حول موريتانيا قدما هذا البلد القصي للعالم العربي وهو الذي اخترع - على ما أظن - عبارة بلاد مليون شاعر التي انتشرت على نطاق واسع .
في بداية التسعينيات خلال احدى زياراتي الاولى لبيروت سألني الأديب والسياسي اللبناني المعروف المرحوم منح الصلح هل اعرف يوسف مقلد ، وقلت له أني قرأت كتابيه عن موريتانيا ، فقال لي ان هذا الشخص الموهوب حبب إلينا بلادكم وكان يكرر دوما لنا ان موريتانيا من قلاع العروبة الشامخة .
رحم الله الشيخ محمد فآل البناني والأديب يوسف مقلد .
من صفحة الدكتور السيد ولد اباه