ويعتقد العلماء أن على المرأة الاستلقاء بعض الوقت بعد إجراء عملية حقن النطفة الذكرية في رحمها، وذلك من أجل زيادة فرص نجاح التخصيب الصناعي، وينصح الأطباء بأن تستلقي المرأة على الأقل ربع ساعة بعد العملية.
لكن دراسة علمية حديثة فندت هذه المزاعم، وقال يوكي فان رييسفايك من المركز الطبي في جامعة أمستردام "إن على المرأة عمل عكس ذلك وعدم الاستلقاء بعد إجراء عملية الحقن". وقام العالم فان رييسفايك بمتابعة 480 امرأة بين عامي 2010 و2014 أجرين عملية التلقيح الصناعي الداخلي، وذلك وفقا لموقع "شبيغل أونلاين" الألماني.
وحسب الدراسة استلقت 236 امرأة 15 دقيقة بعد عملية الحقن، ونهضت 243 امرأة فور الانتهاء من عملية الحقن الصناعي. وكررت بعض النساء عملية التلقيح عدة مرات، ليصبح عدد مرات الاستلقاء 950 مرة، وكانت عدد مرات نهوضهن مباشرة بعد العملية دون استلقاء 984 مرة.
وأشارت الدراسة إلى أن نسبة الحمل كانت عند الاستلقاء 32%، وارتفعت إلى 40% عند النهوض مباشرة بعد التلقيح.
ونبه العلماء المشرفون على الدراسة إلى أن نتائجها لا تعطي نتائج أساسية حول الوضعية المناسبة للحمل بسبب التقارب الإحصائي لنتائج الوضعيتين، لكنهم أشاروا إلى أن نتائج الدراسة تعطي انطباعا عاما بأن الوقوف بعد عملية التخصيب الصناعي الداخلي قد يكون أكثر فائدة من الاستلقاء.
"نسبة الحمل كانت عند الاستلقاء 32%، وارتفعت إلى 40% عند النهوض مباشرة بعد التلقيح"
نتائج مختلفة
الدراسة الجديدة قدمت نتائج مختلفة عن نتائج دراسات سابقة، نقلا عن موقع "شبيغل أونلاين" الألماني. إذ ذكرت دراسة نشرت في عام 2009، وأجريت على 391 زوجا وزوجة، أن الاستلقاء مدة 15 دقيقة بعد العملية يزيد من فرص نجاح العملية. وكانت نتائج الدراسة آنذاك معاكسة تماما لنتائج الدراسة الحالية، إذ وصلت نسبة الحمل عند الاستلقاء إلى 27%، وانخفضت إلى 18% عند الوقوف مباشرة بعد العملية.
وذكر فان رييسفايك بأنه مع فريق عمله، كان هدفهم من الدراسة الجديدة إجراء مراجعة وتدقيق لنتائج الدراسات السابقة. ومن المعروف علميا أن نطفة الرجل تحتاج نحو خمس دقائق للوصول إلى قناة المبيض في التلقيح الطبيعي. وتبقى النطفة عدة أيام في المبيض. و"لذلك هنالك أسباب بيولوجية تدعو للاعتقاد أن الاستلقاء هو الحل الأفضل لزيادة فرض التخصيب"، نقلا عن فان رييسفايك.
ولم يقدم العالم الهولندي أية إجابات عن الوضعية المثلى علميا لزيادة نسبة الحمل عند التخصيب الطبيعي، وذكر أن عملية التخصيب الطبيعي تختلف عن الصناعي ولا يمكن تطبيق نتائج دراسة أجريت في إحداهما على الأخرى.