ولد مولود يروي علاقة أقدم حركة بأول انقلاب عسكري (مقابلة )

جمعة, 2016-07-15 16:21
أجرى موقع الأخبار هذه المقابلة و نشر مضونها يوم 14 يوليو 2016

وكالة الأخبار المستقلة (نواكشوط) قال رئيس حزب اتحاد قوى التقدم السيد محمد ولد مولود إن انقلاب العاشر من يوليو 1978 جاء في ظروف صعبة كانت تعيشها الحركة الوطنية الموريتانية؛ لأنها كانت حينها في مرحلة إعادة البناء إثر انسحاب جيل كبير من قيادة الحركة.

 

وأوضح ولد مولود في حديث له مع وكالة الأخبار أن أكثر قيادة الحركة كانوا مقتنعين بالاندماج في حزب الشعب بعد تحقيقه للعديد من المطالب التي كانوا يرفعونها؛ لذا قرروا الانخراط في صفوفه قبيل مؤتمر 1975 من أجل التأثير والولوج إلى قيادة الحزب، معتبرا أن قرار الاندماج كان من المفترض أن يتخذ في مؤتمر تعقد الحركة، لكنه نظرا لقرب مؤتمر الشعب قررت القيادة الاندماج بشكل مباشر.

 

بعد قرار الاندماج قررت مجموعة من أعضاء الحركة رفض القرار، وكان السبب المباشر لعملية الانفصال هو مطالبة هذه المجموعة بإصدار بيان حول تأكيد دعم الحركة لقضية الصحراء، وهو ما رفضته الحركة فقرروا الانفصال.

قررت المجموعة المنفصلة إعادة بناء الحركة، وكان أعضاؤها على النحور التالي:

·       محمد ولد مولود

·       موسى افال

·       دافا بكاري

·       باببكر موسى

 

وقررت تشكيل لجنة تعنى بالعمل على إعادة الهيكلة، وقررت أن تكون القيادة سرية ويكون مقرها في كيهيدي والتوجه للعمل في الوسط الريفي، وبما أنني كنت المسؤول الأول فقد تقرر أن أتوجه إلى مدينة كيهيدي، وقد بدأت العمل هناك وأجرت منزلا، ومكثت فترة أماس خلالها العمل التنظيمي لصالح الحركة، دون أن يعلم أهلي بمكان وجودي و لا أين أقيم.

 

وبما أن النشر كان من مهمة المسؤول الأول، فقد قررت أن تصدر لأول مرة في تاريخ الحركة نسخة من صحيفة "صيحة المظلوم" بالبولارية، تحوي مجموعة من المواضيع الرامية لتعزيز الوحدة الوطنية.

 

وفي سنة 1977 – يضيف ولد مولود- رجعت إلينا مجموعة من الأطر الذي غادروا إلى حزب الشعب كان من أبرزهم محمد المصطفى ولد بدر الدين الذي شكل إضافة نوعية لمرحة إعادة التأسيس.

 

وقد تم تكليف مجموعة من أعضاء الحركة بإدارة مجموعة من الملفات وذلك على النحو التالي:

·       العمل في "القمة" (تعني ملف العمل السياسي): موسى افال، وبدر الدين، دافا بكاري

·       العمل في الخارج: باببكر موسى، الذي سيتحول لاحقا إلى عنصر الربط الدائم بجبهة البوليزاريو

·       العمل في الريف: كوريرا موسي الأخ الأصغر لكوريرا اسحق الوزير السابق

 

وأشار ولد مولود إلى أنه قبيل الانقلاب بفترة اتصل أحمد ولد الوافد من الجناح المدني للانقلابيين بمحمد المصطفى ولد بدر الدين وأبلغه بشكل رسمي بالتحضير للانقلاب وطلب منه دعم الحركة.

 

كما أن موسى افال تلقى هو الآخر اتصالا بشأن الانقلاب، من أحد الضباط الذين تربطه بهم علاقة بعد مشاركته في إضراب 1971 الذي تقرر بعده التجنيد الإجباري؛ مما مكنه من التعرف على مجموعة من الضباط، وكان ذلك مبررا لهم من أجل الاتصال به.

 

وبعد تشاور داخل القيادة قررت "أننا لاندعم الانقلابات، لكننا في المقابل لن نبلغ عنهم، وأن الموقف منهم سيتحدد بعد تنفيذ الانقلاب ورؤية برامج العمل المنتهجة من طرف الانقلابيين".

 

كنا نتابع أخبار الانقلاب وتصلنا تفاصيله أولا بأول ووصلتنا معلومات تفيد بأن شيخنا ولد محمد الاغظف ومجموعة من حزب الشعب انضموا لمشروع المحاولة الانقلابية، كما وصلتنا أيضا معلومات تفيد أن وزير الدفاع تلقى معلومات عن الانقلاب وأخبر بها الرئيس المختار ولد داداه، وهو ما جعلنا نتوقع أنه سيفشل.

 

 لكن يبدو أن العسكر واصلوا في مسارهم من أجل تنحية المختار، و في صبيحة يوم الانقلاب اتصلوا بنا، وكان شرطنا في دعمهم هو إيقاف الحرب على الصحرء من جانب واحد.

 

وأذكر أنه كان هناك تياران: أحدهما تيار سلام شامل يدعو لمشاركة جميع الأطراف بما فيها المغرب، وتيار آخر من بينه الكادحون، وكذا البعثيين الذين قرروا دعم الانقلاب يرى فرض السلام من جانب واحد، وقد انقسمت اللجنة العسكرية بين التيارين، وأعتقد أن هذا أول خلاق يقع بين أعضائها، وقد بدأ يتفاقم فيما بعد.

..................................................................................................

المصدر : موقع الأخبار