في الطريق إلى روصو توقفنا في قرية تگند الوادعة للاستراحة وشرب الشاي..
دخلنا عريشا من أعرشة الاستراحة.. كان خاليا إلا من رَبَّتِهِ وصواحب لها..
حين استقر بي المجلس فوجئت بالجزء الأخير من كتاب "أسد الغابة في معرفة الصحابة" عن يساري..
تصفحته في دهشة وسرور.. فكان أول ما وقع عليه نظري منه قوله: عَمْرَةُ بنت رواحة، أخت عبد الله بن رواحة، تقدم نسبها عند ذكر أخيها، وهي أم النعمان بن بشير، وهي التي سألت زوجها بشيرا أن يهب ابنها النعمان هبة دون إخوته، ففعل، فقالت له: أشهدْ على هذا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، ففعل، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَكُلّ بنيك أعطيتَه مثل هذا؟"، قال: لا، قال: "فإني لا أشهد على جور".
ثم ذكر ابن الأثير أن عمرة هذه هي التي ذكرها قيس بن الخطيم في شعره حين قال:
أَجَدَّ بِعَمْرَةَ غُنْيَانُهَا ** فتهجر أم شأننا شانها
فإن تُمْسِ شَطَّتْ بها دارها ** وباح لك اليوم هجرانها
وَعَمْرَةُ من سَرَوَاتِ النِّسَا ** ءِ تَنْفَحُ بالمسك أَرْدَانُهَا
قلت: وقد ذُكر أن طويسا كان يغني في عرس، فدخل النعمان بن بشير، وطويس يقول:
أَجَدَّ بِعَمْرَةَ غُنْيَانُهَا ** فتهجر أم شأننا شانها
فصاح به بعض الناس: اسكت.. اسكت..
فقال النعمان: إنه لم يقل بأسا.. إنما قال:
وَعَمْرَةُ من سَرَوَاتِ النِّسَا ** ءِ تَنْفَحُ بالمسك أَرْدَانُهَا !
من صفحة: أحمد سالم ولد باب