توصلت دراسة حديثة إلى أن التناول المنتظم لمسكن الباراسيتامول أثناء فترة الحمل قد يرفع نسبة خطر الإصابة بمرض التوحد عند الذكور ومرض فرط الحركة وقلة الانتباه لكلا الجنسين، لكن رئيس جمعية تعنى بمرضى التوحد ينفي ذلك.
وتعتمد الكثير من النساء على المسكنات أثناء فترة الحمل لتسكين الآلام، خاصة على مسكن الباراسيتامول.
لكن علماء بإسبانيا من مركز أبحاث الوبائيات اكتشفوا خلال دراسة أجروها حديثا أن الباراسيتامول له تأثيرات مرضية سيئة على الأجنة عند تناوله أثناء الحمل، حسب ما نقل موقع "هايل براكسيس" الألماني المتخصص .
ونشر العلماء دراستهم في الدورية العلمية "إنترناشونال جورنال أوف إبيديميولوغي"، وأشارت إلى أن تناول الباراسيتامول أثناء فترة الحمل قد تكون له عواقب كبيرة على الأطفال، خاصة الذكور منهم، إذ تزداد عندهم نسبة الإصابة بمرض التوحد.
وقام العلماء بدراسة بيانات 2644 امرأة وطفلها منذ مراحل بدء الحمل، وتوصلوا إلى نتيجة مفادها أن الأطفال في عمر خمس سنوات تزداد عندهم نسبة الإصابة بمرض فرط الحركة وقلة الانتباه عند كلا الجنسين، وذلك بعد التناول الكبير لباراسيتامول أثناء فترة الحمل.
وبينت الدراسة الجديدة أن هؤلاء الأطفال يعانون من قلة الانتباه وضعف سرعة المعالجة البصرية والاندفاعية.
وأوضح المشرفون على الدراسة أن هناك عدة أسباب تثبت أن تناول الباراسيتامول يمكن أن يكون ضارا على النمو العصبي للطفل، خاصة أن باراسيتامول يقلل الإحساس بالألم في مخ الجنين. كذلك يؤثر باراسيتامول على مدى نضوج الخلايا العصبية والاتصال مع بعضها البعض، كما يمكن أن يؤثر على تطور الجهاز المناعي.
من جانبه، نفى المدير العلمي لمؤسسة "أوتيسم شاريتي" الخيرية لرعاية مرضى التوحد الدكتور جيمس كوساك أي علاقة بين الباراسيتامول والإصابة بمرض التوحد، وذلك ردا على دراسة العلماء الإسبان.
ونقل موقع صحيفة "إندبندنت" البريطانية عن الدكتور كوساك قوله إن "الدراسة الأخيرة لم تقدم أي إثباتات لدعم إدعائها بأن هناك علاقة بين تناول باراسيتامول وظهور أعراض مرض التوحد، والنتائج المقدمة في الدراسة هي أولية وفي حالات طبيعية ولا يمكن تخصيصها على العائلات أو الحوامل".
المصدر : دويتشه فيلله