مازال ينقصنا الكثير من الموضوعية و الانصاف في تناولنا للقضايا العامة. مازلنا نعاني من عدم التصالح مع تاريخنا. موجبه ذكرى 10 يوليو، عند البعض لعنة تاريخية و عند الآخر فتح عظيم. دعونا نقف معها تحليلا و تمحيصا و بما تيسر من الواقعية و الموضوعية لنستفيد من دروسها، محاولين التفكير في بعض الأسئلة التي تطرحها الذكرى مبتعدين ما أمكن من المسلمات و المواقف العاطفية الذاتية. هل عشنا حقا ديمقراطية و تناوبا سلميا على السلطة قبل 10 يوليو 1978؟؟
هل الحرب في الصحراء كانت محل إجماع، هل تم الاستفتاء عليها ؟؟ هل كان بالإمكان مواصلة الحرب؟؟ هل الذين قاموا بانقلاب يوليو وفوا بالتزاماتهم و قاموا بتسليم السلطة في انتخابات كما وعدوا؟؟
لماذا تقاتل رفاق يوليو و اختلفوا و كاد بعضهم لبعض؟؟ هل الفساد المالي و الإداري أشد في الحكم المدني ما قبل انقلاب يوليو أو بعده؟؟ هل الزبونية و القبلية و الفئوية أكثر حضورا قبل أو بعد 10 يوليو؟؟
هل التعليم أحسن قبل أو بعد 10 يوليو؟؟ هل التفاوت الطبقي أشد قبل أو بعد 10 يوليو؟؟
هل كانت الطريقة التي خرجنا بها من الحرب و التنازل عن جزء الصحراء سليمة و تحترم دماء الشهداء الذين سقطوا من أجلها؟؟ هل و هل لا تنتهي؟؟
أخيرا، هل سيأتي يوم نحس فيه كلنا بالمسؤولية اتجاه هذا الوطن و نلبي نداء العقل و الضمير من أجل مستقبل جامع غير مانع و نبني دولة حق و قانون تسع الجميع و ننتهي للأبد من ردود الأفعال و التفكير المؤامراتي و نطوي صفحة القبلية و الجهوية و الفئوية و العنصرية و العسكراتية إلى غير رجعة؟؟!!