تعزية للأخ العزيز الشيخ ولد بلعمش بعد حادثة الأيام الماضية :
ألَمَّ فما أغنتْ "لعل" ولا "عسى" ** فيا ربِّ أنت المستعان على الأَسى
به مُنِيَ الأدنى على حين غفلة ** فيا دهرُ هل تُغني أُساتك والأسى
وطارت على الأقصى شَرارُ حديثه ** فأوجس منها خيفةً وتوجَّسا
ولو أنها نفس لعزَّ مُصابها ** فكيف تَرى نفسا تَساقطُ أنفُسا؟!
ولكنه الأمر الحكيم تضمنت ** له حِكم الأقدار سرا تقدَّسا
بواكر أظعان تُغِذُّ إلى المدى ** وأخرى على الآثار تنتظر المسا
أيا شيخُ بالإحسان فالتمس الرضا ** ودع حادث الأيام أحسن أو أسا
ستحمَد بالصبر الجميل إلى المنى ** سُراك إذا صبح الهناء تنفَّسا
وتسمع عن ركب الأحبة غبطةً ** إذا شئت بعد البث أن تتحسّسا
تقبّلهم ذو العرش في شهدائه ** وأوفدَ ظلا من نعيم وألبسا
وكانوا بما لاقوا من الأمر حالُهم ** كحال أخي الحاجات صادفَ مُنْفِسا
وآنس باقي الأهل باللطف بعدهم ** وحسبُك لطف الله في الخطب مؤنسا
وحيث رسا الإيمان في قلب مؤمن ** فما كان شيطان الأسى ليُوسوسا
صلاة وتسليم من الحق سرمدا ** على أسوة الأخيار أعظم مُؤتسى