تحدث الشيخ علي الرضا، في رسالة طويلة بعث بها إلى بريد "مراسلون" مكتبُه الإعلامي، عن استجواب السلطات الأمنية له مرتين حول علاقته بالجهاد.
وحسب ما جاء في الرسالة؛ فإن الاستجواب الأول كان سنة 1993، حيث وقعت "شكوك أمنية حول الشيخ علي الرضى وجماعته، وكثرت التقارير الأمنية المتعلقة بالجهاد وارتباط الشيخ وجماعته بالجهاد، فبعثت الأجهزة الأمنية رجلا بغرض مقابلته في نواكشوط ليشرح لهم علاقته بالجهاد في سبيل الله، فجاء الرجل إلى الشيخ بكل احترام وتقدير، وبلغه الرسالة، والشيخ إذ ذاك في البادية، فجاء الشيخ إلى العاصمة، ولقي بعض رجال الأمن الكبار، وكان اللقاء طيبا أكرمت فيه ضيافة الشيخ، وشرح لهم أمره، ثم استدعاه رئيس الجمهورية في ذلك الوقت معاوية ولد الطايع، ورحب به وقابله مقابلة حسنة".
أما المرة الثانية فكانت "سنة 2003، حيث وقعت وشاية لبعض أجهزة الأمن مضمونها أن الشيخ يدعو للإرهاب في موريتانيا استدلالا بقصيدتين كان الشيخ علي الرضى قد أنشأهما سنة 1988 تقريبا في الدعوة إلى الله تعالى والجهاد في سبيله، وقد تم استجواب الشيخ بسبب هذه الوشاية من قبل رجل من قادة الجيش الكبار في ذلك الوقت، فشرح له الشيخ أنه لا يريد الإرهاب، وأن الجهاد وإن أمر به في القصيدتين فمن المعلوم عند الفقهاء أنه مرتبط بقرار أعلى سلطة في الدولة المسلمة إذا توفرت جميع شروطه الشرعية، ويتعين الجهاد على عامة المسلمين، أفرادا وجماعات إذا اقتحم المشركون أرضهم، قال الشيخ خليل ابن إسحاق المالكي رحمه الله تعالى: "وتعين بفجء العدو وإن على امرأة" .
وحسب الرسالة دائما؛ فإن "الحوار كان وديا بين الشيخ علي الرضى والرجل، وكان سببَ صداقة بينهما".
واستطردت الرسالة أن لقاء ثانيا جمع بين الشيخ ورجل الأمن "قبل سنة تقريبا من الآن"، حين "دعاه الشيخ للعشاء معه في التيسير، وأثناء الحديث أخبره الرجل بأنه كان له جد من كبار المجاهدين الموريتانيين الذين استشهدوا في ولاية آدرار عند دخول المستعمر الفرنسي أرض الوطن، ومازحه الشيخ قائلا: لو كنت أعلم أنك حفيد ذلك الرجل المجاهد المقاوم لرددت بها في ذلك الحوار الأول، ولنبهت الإدارة عليه، فقال له الرجل على سبيل المزاح: الحمد لله على أنك لم تطلع على أن جدي كان من المجاهدين ضد الاستعمار الفرنسي".
وتحدثت الرسالة عن علاقة الشيخ بالرقيا قائلة: "حُبِّبَ إلى شيخنا الشيخ الرضى الرقيا الشرعية بكتاب الله الأسنى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأسماء الله تعالى الحسنى، وضَرب صفحا عن الرقيا بغير ذلك، محذرا مما هنالك".
وأكدت الرسالة أنها (الرقيا) "كانت، فيما مضى، هي المصدر الوحيد للكسب عند الشيخ علي الرضا".
وعن علاقة الشيخ بـ"التزبوت" و"الولاية"؛ قالت الرسالة: "لا يدعي "التزبوت" ويقول في مجالسه في عدم ادعائه للولاية:
الوَلاَيَ مَانِ مدَّاعِيهَ ** واعْلَ ربِّ مَـتْمَنِّيهَ".
وتحدثت الرسالة بوضوح عما سمته "جماعة الشيخ"، ووصفتها بأنها: "تتسم بسمات سنية منها عدم الرد بالمثل، على أهل الإساءة التزاما منهم بتوجيهات بينة من الشيخ علي الرضى حفظه الله ورعاه، ومن سماتهم كذلك أنهم يرحبون بالنصيحة ويحبون أن يسمع منهم الجواب، إن كان حقا قُبِلَ منهم وإن كان باطلا رد عليهم ليتوبوا إلى الله تعالى، ولا يعتبرون أنهم فوق النقد".
وعن نشاطات جماعة الشيخ قالت الرسالة: "من ضمن جماعة الشيخ الرضى مثلا من يمتهنون التجارة كسائر من يمتهنها من الناس، ويمارسون عملهم داخل البلاد وخارجها، يبيعون ويشترون ويأخذون الدين ويقضونه، وذلك وفق الشريعة الإسلامية، فهم يرجعون في معاملاتهم إلى العلماء العاملين الراسخين في العلم من الجماعة ومن غيرها، ويستفتونهم في كل نازلة فقهية".
وشددت الرسالة على أن "من المناكر التي عمت بها البلوى وترغب الجماعة في مشاركتها في إنكارها ظاهرة الربا المستشرية في بلادنا وغيرها، وأكثر البنوك في موريتانيا وغيرها من البلدان الإسلامية بنوك ربوية".