واصلت الحديث مع حبيبتي متألمة: فلكم من مائدة أعجبتهم لحسوا أوانيها بدون سلمت أناملك وإن لم تعجبهم فلا مجاملة البته ستوبخني ملامحهم لا محالة.
للأمانة لم تكن سيدة البيت قاسية وصعبة مع الجميع بل كانت متدينة وراقية في جل معاملاتها إلا معي !!! وهذا ما لم أفهمه أو أتفهمه فزوجها ليس حاضرا -فهو يعمل في الخارج- ليكون تعاملها بسبب الغيرة ، لكني أعتقد أن السبب يعود للنظرة الدونية لعاملات البيوت فهي تعامل عاملة بيت شقيقها نفس المعاملة ..
فعاملة المنزل بالنسبة لها كائن بين الأنسان والحيوان لا يستحق الشكر ولا الثناء ..
بعد أخذ ورد مع جارتي الحبيبة همست لي : أظن فصلك عن الشغل غيرة فابو زكرياء عطلته قريبة وومريم غيورة وانت حباك الله جمالا وملاحة !!
لم أجب فأنا لم أعد أفهم شيئا !
المهم تابعت حياتي ألفت البطالة استأجرت بيتا صغيرا قرب الحبيبة الطيبة - طبعا - وآليت الا أعمل خادمة بعدها أبدا ..
كثر الحنين و الرنين علي وعلى هاتفي وتوالت الأصوات وظهرت الارقام إلا أصوات بيتي "الطيب' فلقد وضعوني في سلة النسيان والإهمال وكأني لم أمسح يوما على مريضهم ولم أكرم ضيوفهم
فهذه بائعة الخضرة وذلك السائق وتلك زيبدة مراقبة مدرسة معاذ -كما كنت أتمنى- الكل اتصل متأسفا على هذا الغياب المفاجئ والذي ترك فراغا كبيرا في حياتهم .
سعدت بهذه الاتصالات ولو كان جلها لطفا و مجاملة.
تعرفت خلال تلك الفترة على جارات طيبات دأبت أحداهن على نصحي وإرشادي لأنال رضا مريم وبذلك الحفاظ على وظيفتي" السامية''ولكن ليس في الوسع إلا ماكان .
لم تعد الفطائر رائجة كما كانت لقد تم فتح محل للحلويات في حينا.
بدأت العطلة تنقضي تعرفت خلالها على البعوض و شيء من البق.
لم تزل العروض كثيرة من لدن جارات مريم حتى يئسن مني خصوصا زينب وأسماء،
واقترب وعد المدرسة وكان معاذ قد اكمل سنته السادسة إذن يجب أن يلج أبوابها فما الحيلة ياترى؟
قررت التضحية من اجل ولدي
فكرت في زيارة إحدى جارات مريم واخترت زينب ذات الستين من عمرها متوسمة فيها الخير والبركة
رحبت بي ايما ترحيب وبعد التحية قلت لها:هاهي ام معاذ قبلت ان تكون خادمة في بيتكم سجدت زينب شكرا لله وقالت كم كنت أتمناك في بيتنا فكم انا محتاجة لك !
ودعتها ووعدتها بالعودة بعد يومين بإذن الله .
أخذني السائق وأنا سعيدة بهذا اللقاء وكأني أرى وراءه فرجا و فتحا قريبا ،
وما إن وصلت البيت حتى بدأ الخوف يتسلل إلي فالبداية لا تكفي كم كانت البداية مع مريم عذبة وبراقة.
وبعد يوم وليلة من التفكير والتردد رن هاتفي : حبيبتي أم معاذ كوني جاهزة سيأتيك السائق صباح الغد قلت لها نعم باردة كبرود "شكرا"من تلك الفتاة الجامعية.
لم انم ليتها خوفا وترقبا!!
وعند الصباح تملكني النعاس..
الجزء الأول من قصة المواطنة السورية المقيمة بموريتانيا
من صفحة المدونة صفية فتى