يجب الصيام شرعا عند البلوغ، لكن ليس من الحكمة ترك الطفل دون تدريب، حتى إذا بلغ فاجأته بالأمر؛ ولهذا كان تدريب الأطفال على الصيام أمرا مستحبا وسنة متبعة منذ عهد الصحابة الكرام، فكيف يكون ذلك؟
كتبت موسوعة الملك عبد الله بن عبد العزيز العربية للمحتوى الصحي أنه في الصحيحين من حديث الربيع بنت معوذ: "فكنا بعد ذلك نصومه -تعني يوم عاشوراء- ونصوم صبياننا الصغار منهم، إن شاء الله، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبة من العهن -أي القطن- فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذلك، حتى يكون عند الإفطار".
والطفل يحب أن يرى نفسه كبيرا، يفعل كما يفعل الكبار، فلا تحرمه من هذا الإحساس، بل إن من حقه أن يصوم، ولا تخلط بين الرأفة والشفقة عليه، وبين ما يجب على الوالدين من تدريب أطفالهم على شؤون الحياة عامة، الشرعي منها والدنيوي.
وحول سؤال: كيف ندرب الطفل على الصيام؟ تؤكد الموسوعة أنه "بالتدريج، ويبدأ معه من السابعة، فهي سن التمييز، ثم يترقى في عدد الساعات سنة بعد سنة، مع مراعاة ظروفه الصحية الخاصة ومدى قدرته على التحمل".
وهناك طرائق وكيفيات متعددة لتدريب الطفل على الصيام، ومنها:
-
ألا يصوم اليوم كاملا، بل يصوم جزءا منه، من أوله حتى الظهر، أو يفطر الصباح ثم يصوم من الظهر حتى المغرب كي يفطر مع الأسرة، وهو أحسن.
-
أن يصوم صيام الماء، فيسمح له بالماء والعصير فقط دون الأكل.
-
لا بد من مراعاة نفسيات الأطفال، فبعضهم لا يحب "صيام الأطفال"، لكن على الوالدين أن يرددا عليه أن "ربي يحب الأطفال ويسامحهم"، و"إذا جاعوا يمكن أن يأكلوا، فالله لا يؤاخذهم"، ونحو ذلك.
ويجب أن نتذكر أن الطفل أمهر آلة تسجيل في الدنيا، ولهذا يجب ألا نظهر التأفف والتذمر من الصيام، وألا نمضي النهار كله نائمين، ونسهر في الليل، ويجب علينا الامتناع عن التدخين في رمضان وفي غيره، وأن نضبط أعصابنا ونتجنب الانفعال، ويجب ألا نترك وجبة السحور، وأن نوقظ الطفل لتناولها.
وعلى الوالدين مراقبة الصغير الصائم، فإذا ظهرت عليه علامات الإعياء والإرهاق، فليفطر، كما أن بعض الأطفال من المرضى لا يناسبهم الصيام، كمرضى السكري والكلى ونحوهما من الأمراض، إذ يحتاج الصيام إلى مشورة طبيب متخصص قبل صيام الطفل.