"إرم نيوز" تتعرض لموضوع التوتر بين المغرب و موريتانيا عشية انعقاد القمة العربية

سبت, 2016-06-25 13:03

رغم مسارعة الناطقين باسم الحكومة المغربية والموريتانية قبل أسبوع إلى إنكار وجود أي أزمة دبلوماسية بين البلدين إلا أن الشحن الإعلامي والتراشق بالاتهامات على مواقع التواصل الاجتماعي لا يزال مستمرًا بين الدولتين.

عبدالرحمن المقري- إرم نيوز

لا تفتأ العلاقات بين المغرب وموريتانيا تمر بتوتر دبلوماسي صامت، يتفق مسؤولو البلدين على التعتيم عليه، لكن الأزمة الدبلوماسية الحالية تبدو غير مسبوقة، لتعدد أسبابها، وتباين خلفياتها، خصوصًا في ظل إجراءات تضييق بين الجانبين في مجال التعاون الاقتصادي والأمني.

وتأتي الأزمة الدبلوماسية الجديدة على بعد شهر من استضافة موريتانيا لأولى قمة عربية على أراضيها بعد اعتذار المغرب عن تنظيم القمة السابعة والعشرين للدول العربية.

ومما زاد التوتر حدة تصريحات مغربية تشجب تقديم سلطات نواكشوط للتعزية في زعيم البوليزاريو الراحل محمد ولد عبدالعزيز، الشيء الذي اعتبرته الرباط تطورًا في موقف الحياد الذي تنتهجه موريتانيا من ملف النزاع في الصحراء الغربية.

وقد ردت انواكشوط بطرد عمال في شركة اتصالات محلية تملك المغرب جزءا من رأس مالها، وبررت نواكشوط الإجراء بأنه متعلق بتنظيم العمالة الأجنبية في البلاد ولا علاقة له بأي تمييز ضد العمال المغاربة.

ورغم مسارعة الناطقين باسم الحكومة المغربية والموريتانية قبل أسبوع إلى إنكار وجود أي أزمة دبلوماسية بين البلدين إلا أن الشحن الإعلامي والتراشق بالاتهامات على مواقع التواصل الاجتماعي لا يزال مستمرا بين الدولتين.

أزمة صامتة

ويرى الصحفي الموريتاني سيدي محمد بلعمش أن “التصعيد الجديد بين موريتانيا و المغرب ليس إلا تطورا طبيعيا للأزمة الصامتة التي تعيشها العلاقات بين البلدين منذ سنوات، لكن الجديد الآن هو انعكاس الأزمة الحالية على جانبي الأمن و الاقتصاد”.

وكشف بلعمش في لقاء خاص مع “إرم نيوز” عن “دخول  شاحنة محملة بالعملة الموريتانية المزورة فئة الـ 5000 عن طريق الحدود المغربية”.

 وأضاف ولد بلعمش أن السلطات الموريتانية اعتقلت مغاربة متهمين بالتورط في إدخال الشاحنة، فيما اعتبرت جهات أمنية موريتانية أن العملية لو نجحت  كانت ستكون ضربة قوية للاقتصاد الموريتاني.

وحول تأثير الأزمة الدبلوماسية بين الجارين المغاربيين على تنظيم القمة العربية قال بلعمش “إن الأمر لن ينعكس فقط على مستوى تمثيل المغرب في القمة، و إنما يتوقع أن تشتغل الدبلوماسية المغربية على تخفيض مستوى تمثيل بعثات دول عربية أخرى تملك المغرب عليهم تأثيرًا من نوع ما”.

أسباب التوتر المزمن

وأكد محمد فقيهي أستاذ العلوم السياسية بجامعة فاس في تصريحات صحفية أن التوتر المزمن الذي تعرفه العلاقات الموريتانية المغربية له أسباب وتداعيات متعددة، موضحا أن جبهة البوليساريو هي أهم أسباب التوتر المغربي الموريتاني، حيث أن هذه الأزمة القديمة بين الجبهة والرباط جعلت نواكشوط تحاول اتخاذ موقف توازن به علاقاتها مع المغرب أولا والجزائر ثانيا والاتحاد الأفريقي ثالثا.

وشدد فقيهي على أن موريتانيا لا تستطيع أن تفقد المغرب أو تنعزل في علاقاتها معه، ولا هي ترغب في قطع علاقاتها مع الأطراف الأخرى، مبينا أن هذا النوع من التوازن سيكلف نواكشوط كثيرًا ولا تستطيع في كثير من الأحيان أن تتموقع بدقة في اتجاه معين وهي معادلة صعبة جدا عليها.

ومن هذا المنطلق شدد أستاذ العلوم السياسية بجامعة فاس على أن النظام الموريتاني يضع نفسه في موقف حرج مع المغرب ثم مع المكونات الأخرى للمنظومة الجهوية والإقليمية.

سقف الأزمة في ارتفاع

وأشار فقيهي إلى أن الحضور الرسمي مؤخرًا لموريتانيا في جنازة زعيم بوليساريو يعتبر تموقعا باتجاه الجزائر ومن يؤيدون الطرح الانفصالي للصحراء، وهو التوجه الذي أغضب المغرب.

ورأى المحلل السياسي المغربي عبد الرحيم منار السليمي في لقاء تلفزيوني مع قناة ميدي1 الثلاثاء الماضي، أن هناك أزمة بين المغرب وموريتانيا، وأن سقف هذه الأزمة يرتفع تدريجيا، مشيرا إلى أن هناك عدة مؤشرات لهذه الأزمة، سواء على المستوى الدبلوماسي والاقتصادي أو غيرهما من التوترات الاستراتيجية الأخرى.

 

ضبابٌ في العلاقات وليس أزمة          

ويقول المختار ولد داهي السفير الموريتاني السابق بروما في لقاء خاص مع إرم نيوز إنه يعتقد أن “هناك بعض الضبابية في العلاقة بين المغرب وموريتانيا لا يرقي إلي وصف الأزمة، ذلك أن الإجراءات الأخيرة التي تم اتخاذها ضد العمالة المغربية التي هي في وضعية مخالفة لتشريعات العمل بموريتانيا اتضح سريعا أنها إجراءات عامة استهدفت التطبيق الصارم لقانون الشغل علي كافة المستثمرين كليا أو جزئيا ببلادنا بعد فترة من التعامي و شبه السيبة”.

ويضيف ولد داهي أن بعض وسائل الإعلام بالمغرب و موريتانيا حاولت مؤخرًا تحميل بعض الإجراءات و الإيحاءات أكثر مما تحمل؛ حتى أنها أشارت إلى أن في “نفس السلطات المغربية شيء” من تنظيم موريتانيا للقمة العربية المقبلة.

واعتبر الدبلوماسي الموريتاني ما يجري مجرد “كلام جرائد” مطالبا القنوات الدبلوماسية المغربية و الموريتانية بخرجات إعلامية “تقطع ألسنة” الساعين إلى توتير العلاقات بين “البلدين الشقيقين”، مضيفًا أنه يتوقع أن يتم ذلك قبل نهاية الأسبوع الجاري.

للإطلاع على الموضوع من المصدر