وقالت جامعة وايل كورنيل للطب في بيان أمس الأربعاء وصل إلى الجزيرة نت، إن باحثيها يتميزون باختصاصهم في مجال بحثي حديث نسبيا يعرف باسم "علم المستقلَبات"، ويُقصد به الدراسة الشاملة للتحولات الكيميائية الحيوية في جسم الإنسان.
وأضاف البيان أنه من المعروف أن التمور غنية بالسكريات الطبيعية، مما يجعلها مثالية عند بدء الإفطار في شهر رمضان، لكن ما لا يعرفه كثيرون أن التمور غنية أيضا بما يُعرف باسم "الكيميائيات النباتية"، ويُقصد بها الكيميائيات النباتية الطبيعية الخافضة للكوليسترول والمقلِّصة لمخاطر الإصابة بأمراض القلب. ويُعرف عن التمور أيضا أنها تحتوي على مضادات الأكسدة ومضادات الالتهاب ومضادات السرطان ومركبات حامية للأعصاب إلى جانب خصائص أخرى.
ويستخدم باحثو وايل كورنيل للطب-قطر تقنيات متقدمة لتحليل الكيميائيات النباتية المفيدة لصحة الإنسان الموجودة في اثنين من أكثر أصناف التمور انتشارا في المنطقة وهما الخلاص ودقلة النور. والخلاص هو صنف رَطْب لونه بني محمَّر ينتشر في بلدان مجلس التعاون الخليجي ومنها قطر ويُطلق عليه لقب "ملك التمور"، أمّا دقلة النور فهو منتشر في بلدان شمال أفريقيا مثل تونس والجزائر.
وتقول المختصة في مشاريع علوم الأطعمة والصحة في وايل كورنيل للطب سويتي ماثي: "نحن مهتمون بمعرفة ما هي الجزيئات "الصحية" التي تجد طريقها إلى جسم الإنسان عندما يتناول أحدنا التمور".
واستعان فريق الباحثين بواحد وعشرين متطوعا معافا للمشاركة في الدراسة، وأخذ الباحثون عينات دم من المتطوعين بعد صيام استمر اثنتي عشرة ساعة. ثم طُلب من المتطوعين تناول كمية كبيرة من تمور "دقلة النور"، وأُخذت بعدئذ منهم خمس عينات دم بمعدل عينة كل نصف ساعة. وبعد مرور أسبوع، عاد المتطوعون إلى العيادة وأُعيدت تلك العملية مع تمور "الخلاص". وضمن تجربة موجّهة، أُجريت العملية ذاتها مع مشروبات سكرية خالصة.
وقال أستاذ الفسيولوجيا والفيزياء الحيوية في وايل كورنيل للطب-قطر الدكتور كارستن زوري: "استكملنا أخذ العينات المطلوبة كاملةً ونقوم حاليا بتحليلها لمعرفة تأثير أكل التمور في عملية الاستقلاب عند الإنسان. وهذه دراسة استقصائية مثيرة للاهتمام لأنها قد تعطينا معرفة معمقة عن أصناف التمور ذات التركيزات العالية من الكيماويات النباتية المفيدة للصحة، لنتمكن بعدئذ من تقديم توصيات أفضل بشأن الحمية الغذائية المفيدة لصحة الإنسان".