السلطات تلزم الصمت إزاء ظاهرة الاعتداء على الأضرحة

أحد, 2016-06-19 03:16
صورة مركبة، يظهر فيها الشاهد الرخامي للضريح قبل وبعد تكسيره.

التزمت السلطات الموريتانية - حتى الساعة - الصمتَ إزاء حادثة الاعتداء على ضريح الولي والعالم الشهير أحمد بزيد بن يوقب بن أبهنضام دفين "تمغرت"، أحد أشهر علماء البلاد وأعيانها.

وكان أشخاص مجهولون قاموا بكسر شاهد الضريح، وقطعوا شجرةً عند رأسه كان يستظل بها زواره، وأزاحوا الأخشابَ من فوق القبر في محاولة لطمسه.

وقد طالب الشاعر المعروف المختار السالم الحكومةَ الموريتانية بفتح "تحقيق عاجل وصارم" في ما سماه "جريمة العبث بحرمة ضريح القطب الرباني الكبير أحمد بزيد".

وحذر المختار السالم من أن "هذه جريمة لن نسكت عنها"، حسب تعبيره، مضيفا: "يجب أن يعاقب الفاعل فورا".

وكان الصحفي  سيدي محمد ولد معي اتهم السلفيين بالاعتداء على ضريح الولي أحمد بزيد، حيث كتب على صفحته على الفيسبوك: "الاعتداء على قبر جدنا ولي الله أحمد بزيد ولد يوقب دفين "تمغرت" آخر صيحات الفكر السلفي الأحمر".

مردفا: "هذه الحادثة المدانة تشي أن البلاد تحتضن أقواما يريدون الانتقام من كل شيء، حتى من التاريخ ومن عطاء الله، وما كان عطاء ربك محظورا".

وتعتبر مقبرة "تمغرت" من أقدم مقابر اترارزه، وتوفي دفينُها أحمد بزيد أواسط القرن الـ 11 الهجري، قبيل الحرب المعروفة بـ"شرببه".

ويعيد الاعتداء الأخير إلى الأذهان اعتداءاتٍ مماثلة قام بها تنظيم القاعدة في الشمال المالي، إبان سيطرته عليه، حيث قام بهدم الأضرحة وطمسها وتغيير ملامحها.

ويمنع السلفيون زيارة القبور والتبرك بأصحابها، معتبرين أن ذلك شرك بالله، وهو ما يراه المتصوفةُ غلوا وتكفيرا للمسلمين.

ويرى مراقبون أن الصراع بين السلفيين والمتصوفة في موريتانيا شهد تصاعدا كبيرا في حقبة التسعينيات وبداية الألفية، قبل أن يتراجع بعيد سقوط نظام ولد الطايع، ويخشى هؤلاء أن تكون الاعتداءاتُ الأخيرة على الأضرحة بوادرَ لعودة الصراع القديم.

روابط ذات صلة:

مجهولون يعتدون على ضريح عالم شهير باترارزه

صور من العبث بضريح العالم والولي "أحمد بزيد"