حل بمنزلنا يوم أمس ضيف كريم وصديق قديم أعرفه منذ زمن طويل هو الأستاذ الدكتور محمدّو محمّدن اميّن وقد أهداني كتابه الجديد "وثائق من التاريخ البيظاني- نصوص فرنسية غير منشورة" وهو عبارة عن عمل مركب جمع بين الترجمة والتحقيق والتعليق بأسلوب رصين كعادة مؤلفه.
وبهذه المناسبة أنتهز الفرصة للتعريف بالمؤلٌّف المعروف وبالمؤلَّف الذي قد لا يعرفه الكثيرون من رواد هذا الفن الذي هو فن التاريخ.
الكتاب صادر عن مركز الدراسات الصحراوية الذي يشرف عليه الباحث المشهور المهتم بالتراث العربي في منطقة الصحراء والغرب الإفريقي د. رحال بوبريك وقد قدم له أستاذنا الباحث عبد الودود ولد الشيخ وهكذا تلاحظون قيمة الأعلام الكبار الذين لهم صلة بهذا العمل فربما يسلط ذلك الضوء على قيمته العلمية قبل أن نتحدث عنه. ولكن بما أنني لست ممن يقيّمون الأعمال بمجرد نسبتها إلى أصحابها فقد عمدت إلى قراءة ذلك العمل من أوله إلى آخره باهتمام خاص وقد خرجت من تلك القراءة بالانطباعات التالية وأملي أن تكون مفيدة وأن تساعد في لفت انتباه الطلاب والباحثين المهتمين بالدراسات التاريخية الموضوعية إلى هذا العمل.
محمدّو محمّدن اميّن هو أستاذ تعليم عالي (بروفيسور) ولما لم يكن الأستاذ المعروف بتواضعه ممن يهتمون بالألقاب لم يشر في الغلاف إلى الدال التي أصبحت في بلدنا شاردة واسما دالا على كل شيء سوى على المسمى.
الأستاذ محمدّو محمّدن اميّن هو أحد المؤسسين لمركز الدراسات والبحوث حول الغرب الصحراوي (CEROS) المعروف لدى رجال الفكر والثقافة الموريتانيين والأجانب والذي بفضله تمت استضافة بعض رموز الفكر في اختصاصات مهمة من مختلف أنحاء العالم القاسم المشترك بينهم جميعا هو التميز المعترف به في مجال اختصاصهم.
وقد تولى الأستاذ محمدّو محمّدن اميّن رئاسة هذا المركز بين سنتيْ 2009-2011، حيث قام المركز بنشر العديد من الكتب بالتعاون مع مؤسسات علمية وهيئات ثقافية دولية.
كما تولى الأستاذ محمدّو محمّدن اميّن سابقا رئاسة اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو).
جمعتني وإياه مدرسة واحدة هي المدرسة التونسية وكلية واحدة هي كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية وحصلنا معا على شهادة الدكتوراه في سنة واحدة وإن باعدت بيننا المعرفة والخبرة.
هذا الكتاب هو في الحقيقة مزيج من المعلومات الطبيعية والجغرافية والجيولوجية والاقتصادية والاجتماعية القيمة يشكل الكثير منها إضافة نوعية إلى المعلومات المتوفرة حول البلد ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب. فتقسيم العمل بين المهمات الثلاث جعل الوثائق المتعلقة بها تقدم معلومات متنوعة عن البلد.
الكتاب يتألف من ثلاثة أجزاء هي في الواقع عبارة عن نصوص مرجعية بالغة الأهمية في التاريخ الموريتاني الحديث تكشف الكثير من الجوانب التي كانت مجهولة لدى الكثيرين وتصحح بعض المفاهيم الشائعة لدى الباحثين.
يتعلق النص الأول من النصوص التي يقدمها هذا الكتاب بوثيقة أعدها ضابط مشاة البحرية الفرنسية جان فرانسوا كاي Jean-François Caille (1799-1847م) الذي ارتبط اسمه بمنطقة غرب إفريقيا ارتباطا وثيقا وهي بعنوان "ملاحظات حول سكان موريتانيا وسكان بلاد الزنوج المتاخمين لنهر السنغال".
والحال أن أهمية هذه الوثيقة لا تكمن في صدق المعلومات التاريخية التي تقدمها بل في أنها تسلط الضوء على الطريقة التي كان يتعامل بها الفرنسيون مع شعوب المنطقة ولذلك فهي تندرج ضمن ما يسمى بالانتروبولوجيا الاستعمارية.
وقد أشار فرانسوا كاي في بداية الوثيقة إلى فكرة مهمة هي الاعتقاد الموجود لدى الكثير من الباحثين بتأثير الهجرة المرتدة هجرة المورسكيين الذين هُجّروا من الأندلس وخصوصا من غرناطة على تغيير الخريطة الديمغرافية لسكان الشمال الإفريقي عموما وسكان هذا القطر خصوصا. ويبقى على الباحثين أن يتتبعوا آثار تلك الهجرة والبحث عن المؤثرات الأندلسية في أنماط التعبير الثقافي في الثقافة الشنقيطية : في العمارة وخاصة في المدن القديمة تيشيت وولاته وشنقيط ووادان وفي الفنون التقليدية المختلفة كالصناعة التقليدية والموسيقى والشعر وفي الذهنية الاجتماعية ونسق التمثلات المرجعية للفرد... صحيح أن الشعوب التي تخضع للتهجير تفقد الكثير لكنها تحتفظ عادة بالكثير أيضا.
فاليهود الذين هُجّروا إلى أمريكا تحت اضطهاد هتلر والنازيين حملوا معهم الكثير إلى أمريكا . واليهود الذين هُجّروا من إسبانيا في ظل محاكم التفتيش وبعد التنكيل الذي تعرضوا له على يد توماس دي توركوماندا من الأراضي المنخفضة إلى سهل الأناضول بتركيا ومن شبه الجزيرة الآيبيرية إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حملوا معهم الكثير أيضا.. فما الذي حمله المورسكيون إلى هذه البلاد ؟
وعلاوة على ذلك يبدو أن اشتقاق التسمية التي اختارها المستعمر لهذه البلاد هو على صلة وثيقة بهذا الاعتقاد الشائع.
وللأسف ترسخت في الذهنية الاستعمارية صورة سلبية عن هذا الفضاء الصحراوي الشاسع صورة يبدو أنها تعود إلى حقبة أبعد من سقوط الأندلس إلى القرون الأولى للميلاد وخاصة إلى حقبة الاستعمار البيزنطي الروماني وعلاقته بالشعوب التي كانت تعيش على أطراف الإمبراطورية وهي شعوب شرسة مقاتلة معروفة بالبطش وقوة العصبية مثل الجرامنتيين والشعوب البربرية. وربما تكون هذه الخلفية هي التي جعلت حكم فرانسوا كاي على شعوب الصحراء لا يختلف كثيرا عن حكم هيرودوت وغيره من المؤرخين القدامى. يقول فرانسوا كاي واصفا سكان البلد:
"إن سكان هذه البلاد عموما مخادعون قساة يتعاطون بلا تبصر أصناف الرذيلة وهم يجهلون على ما يبدو مبادئ الفضيلة كما حددتها أمم العالم المتحضر".
والحقيقة أنه لا يمكن القول بأن تلك الأحكام السلبية ناجمة عن تأثير الروح الإسلامية في الشعب الموريتاني وهو ما تجسد في رفض الاستعمار ومحاربته لأن الشعب الموريتاني ليس هو الشعب الوحيد المشبع بالروح الإسلامية وليس هو الشعب الوحيد الذي رفض دخول الوافد الجديد: ولعل من التفسيرات المقبولة لهذه الظاهرة التناقض الظاهري بين حياة البداوة وأسلوب العيش المرتبط بها من جهة وبين الثقافة وشكل معين من أشكال الوعي الحضاري كان موجودا لدى أولئك البدو من جهة أخرى.
أما الوثيقة الثانية فهي إحدى الوثائق الموجودة بالأرشيف الوطني للسنغال وتتعلق بالمساعي الفرنسية الحثيثة لتوقيع معاهدات وأحلاف مع القوى الفاعلة في موريتانيا في ذلك الوقت من إمارات وقبائل وشخصيات نافذة تمهيدا لوضع البلاد تحت الحماية الفرنسية.
وهذه الوثيقة هي عبارة عن تقرير كتبه المترجم الشهير دودو سك المعروف بابن المقداد بعد المهمة التي قام بها لدى قبيلة اشراتيت ليعرض عليهم مشروع معاهدة مع الفرنسيين تتيح لهم إحكام قبضتهم على وسط البلاد وأجزائها الشرقية.
وقد كانت ترجمة هذه الوثيقة ودراستها مناسبة للمؤلف لتصحيح خطإ شائع لدى الباحثين الموريتانيين والفرنسيين على حد سواء وهو الخلط بين صاحبها دودو سك (محمداً بن المقداد) وأبيه الذي كان يمارس المهنة نفسها وهو المختار بن المقداد.
وقد تحدثت الوثيقة عن الصراعات الداخلية لمجموعة ادوعيش وحروبها مع جيرانها وتحالفاتها ولكن ليس هذا هو الأهم في نظري لأنه تاريخ معروف ومتداول.
إن أهمية هذه الوثيقة تكمن في أنها كشفت عما أشرنا إليه سابقا وهو التعارض الظاهري في المجتمع الموريتاني بين المظهر وأسلوب العيش وبين الثقافة ووجود شكل معين من الوعي وهو الأمر الذي يمكن قراءته من خلال رد أحد الأمراء الشباب (الحسين بن بكار ولد اسويد أحمد) على ابن المقداد والذي أظهر فهما عميقا لأهداف الفرنسيين ومطامعهم وهي بسط السيطرة على البلاد أبيضها وأسودها يقول الأمير الشاب مخاطبا ابن المقداد: "إنني مندهش جدا لرؤية رجل في مثل ذكائك وهو ليس مسلما فحسب بل أكثر من ذلك حاج يظهر هذا القدر من الولاء والإخلاص لأعداء الرسول الذين لا يسعون إلا للإيقاع بالمسلمين بيضا وسودا ليسطروا على بلادهم".
وفي تقديرنا أن هذا النص الذي كتبه أحد أعوان الإدارة الاستعمارية المقربين هو دليل واضح على سوء الفهم لدى الإداريين الفرنسيين ورواد الانتروبولوجيا الاستعمارية في الآن نفسه لطبيعة هذا المجتمع وعدم إدراكهم بأن المظاهر خداعة وأنه لا يوجد بالضرورة تناقض بين الشكل البدوي وخشونة العيش لدى شعب ما من الشعوب وبين وجود شكل معين من أشكال الوعي لديه حتى لو لم يأخذ ذلك الوعي بعدا سياسيا صريحا. لم يكن الفرنسيون يدركون بأن جزءا من هذا الشعب على الأقل يعي الرهانات الحضارية والمشاريع السياسية التي جاءوا من أجلها وهذا قصور واضح في الانتروبولوجيا الاستعمارية، الأب غير الشرعي للاستعمار. إنه سوء الفهم ذاته الذي أودى بحياة كوبولاني نفسه !
دليل آخر يكذب أطروحات الانتروبولوجيا الاستعمارية وفهم الإداريين الفرنسيين للمجتمع الموريتاني ويثبت ذكاء هذا الشعب ووعيه نستشفه من قول ابن المقداد الذي أشار بوضوح إلى أن الأمير قد أدرك بأنه أحرجه بكشفه لحقيقته وحقيقة ما جاء به وأن هناك حاجة للمجاملة : "وأمام موقفي وخشية تدخل سيء العقبى من قبل اشراتيت رأى الحسين أن من الحيطة أن يغير موضوع الحديث فتمنى لي مقاما سعيدا وهنأني بوصفي حاجا. وفي الأخير وقبيل خروجه طلب مني أن أهديه بارودا وتبغا وأقمشة لأتباعه. ولم يكن الأسلوب الذي عاملني به قبل قليل ليستدر كرمي نحوه، فلم يحصل مني إلا على قليل من التبغ للتدخين". هذا الأسلوب الذي يدل على الدهاء السياسي ينسبه بول مارتي إلى الشيخ سيديا بابا الذي كان يرسل إلى الدائرة يطلب منها بعض المؤن وخزائنه ملأى بها.
وبما أن التاريخ يعيد نفسه فإن ابن المقداد سيتعرض لموقف مشابه للموقف المحرج الذي تعرض له مع الأمير الشاب بعد ذلك بسنوات قليلة وقد حدث ذلك أثناء بعثة بلانشيه إلى آدرار سنة 1900م والتي كان ابن المقداد مشاركا فيها تحت إمرة بلانشيه عندما وبخه زوايا آدرار لأنه أوصل النصارى إلى بلادهم.
وعلى كل حال فإن الحوار الذي دار بين الأمير الشاب والمبعوث الفرنسي إلى تگانت حوار شيق مليء بالمعاني والدلالات يبقى على الباحثين المختصين استنباط الأفكار والدلالات الكامنة فيه. ومليء بالدلالات أيضا الحوار الصامت بين أمير آدرار وبعثة بلانشيه وتباطؤ الأمير في القدوم إلى البعثة بعد وصولها إلى مدينة أطار وتعرضها للقصف وبعد ذلك للاختطاف رغم سطوة الأمير وقوته وما ذاك إلا لأن الفرنسيين لم يفهموا النظم ولا العادات الاجتماعية وطبيعة السلطة القائمة في المجتمع ولم يحترموا سلطة الإمارة وسيادتها على أرضها وعلى رعاياها.
الدليل الأخير الذي نستشفه من الوثيقة على فشل الانتروبولوجيا الاستعمارية والإداريين الفرنسيين في فهم عقلية المجتمع ومستوى الوعي لديه هي تصريح أمير شراتيت بأنه لا يستطيع تنفيذ بعض بنود الاتفاقية وخصوصا المواد المتعلقة بالمشاركة في المجهود الحربي وتوفير الجماّلة لتشكيل السرايا العسكرية وعمليات نقل الأمتعة والعتاد للجيش الفرنسي متذرعا بأن "البيظان لا يطيعون زعماءهم". والواقع أن ميزان القوى لم يكن يسمح له برفض الاتفاقية أو فرض شروطه على الفرنسيين لأنه هو الطرف الأضعف لكن وعيه السياسي والحضاري وحنكته قد أثبتا له بأنه غير ملزم بتنفيذ البنود غير المنصفة رغم استفادته من بنود أخرى مثل المادة 19 من الاتفاقية التي تقول "تلتزم الحكومة الفرنسية بدفع خمسمائة قطعة من القماش الغيني الأزرق [المعروف شعبيا بالنيلة] سنويا للمختار ولد المختار ومائتي قطعة لولد الرسول ولد علي بن محمد شين وذلك مقابل التنازل عن ضريبة تصدير الصمغ".
وقد تضمنت الوثيقة كذلك معلومات مفصلة بخصوص العلاقات البينية والحروب الداخلية داخل إمارة تگانت (الصراع بين أبكاك واشراتيت والحرب بين كنته واشراتيت...) كما تضمنت علاقات هذه الإمارة وحروبها الخارجية مع الإمارات الأخرى وخصوصا إمارة آدرار.
هذه المعلومات وغيرها تثبت أن تقرير ابن المقداد وثيقة تاريخية حقيقية يجب تحليلها ومقارنتها مع ما هو متوفر من وثائق حول تلك الحقبة المهمة من التاريخ الموريتاني.
أما الاتفاقية التي حملها ابن المقداد إلى زعماء اشراتيت فتتعلق أساسا بالتجارة وبالمصالح الاقتصادية لفرنسا بالإضافة إلى تكريس سلطة المختار ولد المختار ولود الرسول ولد محمد شين على اشراتيت ودعمهما وبعض المزايا المادية الممنوحة لهما والاعتراف بالامتيازات السياسية والاقتصادية والأمنية الممنوحة للفرنسيين وأتباعهم.
أما الجزء الأخير من هذا الكتاب فيتناول تقرير بعثة بول بلانشى إلى آدرار سنة 1900م وهو تقرير يوجد في آرشيف ما وراء البحار بمدينة أكس آن- بروفانس بفرنسا.
وتعتبر بعثة بلانشي آخر الحملات الفرنسية الممهدة لاحتلال موريتانيا وقد سيطرت على هذه البعثة أهداف اقتصادية بحتة مثلما كانت المطامع التجارية والأمنية هي السمة الغالبة على مهمة ابن المقداد الذي كان بدوره حاضرا في هذه البعثة. وفي الواقع كانت المهمة الأساسية للبعثة هي إعداد خريطة جيولوجية بالمعادن في موريتانيا وإمكانية البحث في مدّ سكة حديدية تربط بين المستعمرات الفرنسية عبر موريتانيا وذلك على الرغم من تنوع المجالات التي يشير إليها التقرير الذي تم إعداده عن المهمة.
لم تخل الوثيقة المتعلقة بمهمة بلانشيه أيضا من الوقوع في الأحكام المسبقة التي تميز الانتروبولوجيا الاستعمارية ومن ذلك قوله : "إن البيظان أنذال وجبناء لا يحاربون إلا عن طريق إقامة الكمائن والمباغتة أو عندما يوقعون بعدوهم عن طريق خدعة ما. وهم متبجحون متغطرسون حقودون وميالون للثأر يعرفون كيف يخفون حقدهم منتظرين أحيانا بضع سنوات ليجدوا الفرصة السانحة للانتقام (...) ومع أن البيظان يعترفون بالسلطة الدينية لسلطان المغرب فإنهم لا يعتبرون أنفسهم أتباعا سياسيين له".
وبمعزل عن العلاقات التاريخية بين أمراء القطر وعلمائه بسلاطين المغرب فإننا نعتقد أن المحنة التي تعرضت لها البعثة والخطر الذي كان قائما بوقوعها في يد المجاهد ماء العينين الحليف التقليدي لإمارة آدرار والشريك في حكم المغرب هو سبب إشارة التقرير إلى التبعية للمغرب لدى سكان الترارزة وإنشيري وآدرار وهي المناطق التي تشملها بعثة بلانشيه.
وأما الإشارة إلى الجبن والنذالة والخداع فهي عندما نربطها بسياق البعثة قد تدخل في نطاق الفنون القتالية في ظل عدم تكافؤ في الأسلحة والعتاد ومؤلف التقرير نفسه يعترف بذلك. ونجد نفس الأوصاف ونفس الأسلوب عند بول مارتي في كتابه "دراسات حول الإسلام في المجتمع الموريتاني" من خلال وصفه للتكتيكات العسكرية للشيخ ماء العينين ومحمد المختار ولد الحامد بالعصابات والخيانة والغدر.
على كل حال الكتاب مليء بالإشارات والإحالات التاريخية المهمة والأفكار التي تتطلب التحليل والنقد والمراجعة في ضوء ما هو متوفر من معلومات صحيحة حول هذه الفترة المهمة من تاريخنا .
شكرا للباحث محمدّو محمّدن اميّن.