كاتب يهاجم بيرام و يرد على مقابلته مع قناة سنغالية ..( مقال )

اثنين, 2016-06-06 22:46
الصحفي السالك عبد الله

الكاتب عنون مقاله ب '' الكذاب ليس منا...وبيرام يكذب وزيادة...''

تابعت ككل المهتمين بالشأن العام مقابلة رئيس حركة إيرا بيرام الداه اعبيد مع قناة سينغالية، وهي الخرجة الأولى له بعد إطلاق سراحه، لكن ما فاجأني حد الذهول حجم المغالطات الكثيرة التي قال المدعو في الحلقة.

وبما أننا في اليوم الأول من الشهر الفضيل، سأتقرب إلى الله، بكشف تلك المغالطات للرأي العام، وأبين كذب الرجل الذي أعطى العنان للأطماع لتقوده.

أثناء المقابلة التي دامت 29 دقيقة و42 ثانية، ذكر بيرام الداه اعبيد لحراطين 4 مرات وشرائح السود 12 مرة، وهذا يعطيكم لمحة عن اهتمامه والسيطرة المطلقة على تفكيره قبل قراراته.

طيلة الحلقة ظل بيرام يغالط ويغالط ويكذب عنوة، ويسطر من الأكاذيب ما عجز عنه مسيلمة الكذاب، وبما أنه ذكر شباب لحراطين مرة واحدة في الحلقة، وبما أنني من الشباب الذي حملوا الشعارات في كل من نواكشوط وروصو وألاك لأجل المطالبة بإطلاق سراحه، وجدتني معنيا بكشف تلك المغالطات والمزايدات لأنها تضر قضيتنا الأم أولا وآخرا، ومن هذا المغالطات:

1: أكد بيرام أن موريتانيا تعيش نظام فصل عنصري "ابرتايد" كالذي شهدته جنوب إفريقيا وأمريكا، حيث كان يمنع على السود أن يدخلوا مناطق البيض أو أن يشتركوا معهم في أي شيئ، كما يمنعون من حقهم في التصويت.

بالله عليكم متى كانت موريتانيا هكذا؟ ألم يعش حراطين وسود حياة أفضل وأنبل من حياة عاشها البيظان؟

2: قال إن نسبة البيظان في موريتنايا لا تتعدى 20% وهو نفس العدد الذي قال إن نسبة العبودية تصله في البلد، وهنا أسأل كيف عرف بيرام أن نسبة البيظان كذلك؟ أم أنه الحقد والعنصرية، وإذا كانت العبودية بهذا الحجم فأين هي الحالات التي تثبت ذلك.

نعم العبودية ما تزل موجودة على استحياء، لكن مخلفتها أكثر منها كممارسة، والحالات التي توجد حالات نادرة تماما، ومن يصورها على أنها 20% فإنما هو كاذب أثيم، يريد الرواج لتجارته عند الغرب.

3: البيظان يمنعون لحراطين من الزواج: هذه كذبة لا تقل حجما عن سابقاتها ولا اللاحقات، فتصوير العلاقة بين لحراطين والبيظان على أنها علاقة خوف وطمع، مجرد محض افتراء وقائله مردود عليه إلى يوم الدين، وأتمنى أن يذكر بيرام اسم حرطاني أو حرطانية منعه أو منعها البيظان من الزواج.

4: طرد السود إلى الخارج لا يمكن لأي أحد أن ينكر ما تعرض له السود في سابق الأزمان، من ظلم واحتقار، لكن ذلك العهد ولى، وكل واحد منهم لا يحمل حقدا لموكن البيظان ولا يريد الانفصال قد عاد إلى موطنه الأصلي، وهو الآن لديه أوراقه المدنية، ويعيش بسلام في أرضه، لا طالب ولا مطلوب، إلا ان أفلام تلك الحركة العنصرية أصبحت سيطرتها بادية للعيان على الرجل، وهي التي تريد أن تقسم موريتانيا، والآن تركز على ضم تجار قضية لحراطين مثل بيرام، لكن إذا نجحوا في شرائه لن ينجحوا في مخططهم الرديئ.

5:خطاب إيرا يلمس التابوهات هكذا قال بيرام، لكن الظاهر بأنه لا يلمس أي شيئ، بل يعتدي حلى شرائح عريقة في موريتانيا، إن كان بعضهم قد أخطأ في زمن السيبة، فإن هذه الأجيال الصاعدة لا يجب أن تدفع ثمن ذلك، إذ لا تزر وزر أخرى.

يجب أن نعزز العلاقات بين أجيال هذه الشرائح ونركز على ما يجمعنا لا ما يفرقنا.

للأمانة التاريخية، وإنصافا للحقيقة، كان لابد من تبيان هذه المغالطاتـ، التي يهدف من خلالها بيرام ومن خلفه افلام إلى زعزعة السلم الأهلي في موريتانيا وإلى زرع الفرقة بين مكونات شعبها.

إن قضية لحراطين قضية عادلة، وهي قضية الشعب أجمع، لأن التحرر والعدل والمساواة، أمور إذا ما تحققت هذه الشريحة على هذه الحقوق فإن الشعب كله سيجني ثمار ذلك، لكن لا يجب أن نترك دعاة التفرقة ومستغلي القضايا العادلة أن ينجحوا في تحقيق مآربهم الضيقة، يجب علينا جميعا أن نقف صفا واحدا، وننشد العدل والمساواة لكل الشرائح، وهذا يقع على عاتق الشباب المثقف من كل الشرائح الوطنية.

الصحفي السالك عبد الله