ما "دمل الشرق"؟ وما علاقته بذبابة الرمل؟

أربعاء, 2016-06-01 23:33

د. عبد العليم سعد سليمان دسوقي*

الليشمانيا مرض يصيب الإنسان في كافة الأعمار، ويعرف بأسماء متعددة في المنطقة العربية، منها: حبة حلب، وحبة بغداد، وحبة الشرق، ودمل الشرق، وحبة السنة، والقرحة المدارية.

ويسبب هذا المرض "طفيلي الليشمانيا"، والعامل الناقل لهذا الطفيل هو حشرة تسمى "ذبابة الرمل"، والتي يبلغ قطرها 1.5-3 مليمترات، وتتواجد في كل فصول السنة عدا الشتاء، وتنشط ليلا، وتستقر نهارا في الشقوق الداخلية لجدران المنازل وفي جحور الحيوانات كالقوارض والثعالب وفي جذوع الأشجار للراحة. وذبابة الرمل لا تبتعد عن مناطق توالدها سوى مسافات قليلة تقدر بحوالي مئة متر فقط.

وتصيب الذبابة الأجزاء المكشوفة من الجسم، وتبدأ فترة الحضانة من دخول الطفيل إلى الجسم بعد اللدغ وتنتهي بظهور علامات المرض، وتتراوح مدتها بين بضعة أسابيع وعدة أشهر، وهي وسطيا شهران. وتتميز بظهور نقاط حمراء كرأس الدبوس في مكان اللدغ. ويشمل مخزن المرض الإنسان المصاب، والقوارض والكلاب والثعالب المصابة.

الأعراض
تظهر نقاط حمراء تتطور إلى "حبة حمراء" ثم إلى "عقيدة صغيرة" غير مؤلمة، غير حاكة، تعلوها قشرة قد تتقرح وتلتهب، وتشفى بعد سنة إذا لم تعالج تاركة ندبة مشوهة.

أنواع الليشمانيا:

  • الليشمانيا الجلدية (حبة السنة) التي تصيب الجلد في الأماكن المكشوفة.
  • الليشمانيا الجلدية المخاطية: وهي تصيب الجلد والأغشية المخاطية في الفم والأنف والبلعوم.
  • الليشمانيا الحشوية: التي تصيب الأحشاء.

من المعرض لخطر الليشمانيا الحشوية؟
هذا النوع يصيب الأطفال ويسبب الوفاة إذا لم يتم علاجه في مراحله الأولى. يشعر الطفل المصاب بالمرض بالحمى والقشعريرة والضعف والهزال، ويصاب بتضخم الكبد والطحال.

الوقاية
لا يوجد حتى الآن لقاح يعطى لمنع حدوث الليشمانيا، ولكن يمكن تخفيف نسبة الإصابة بها بشكل كبير إذا تم اتباع الإرشادات التالية:

  • مراعاة النظافة العامة والشخصية.
  • توخي الحذر في المناطق الموبوءة، خصوصا وقت نشاط ذبابة الرمل وهو من الغروب إلى الشروق، لذلك ينبغي ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة واستخدام الناموسية عند النوم.
  • استخدام الناموسية، ويمكن أيضا رشها بمادة بيرمثرين، وهي مبيد حشري فعال موجود في المراكز الزراعية، وقليل السمية للإنسان.
  • تركيب "شبك" ناعم على النوافذ.
  • صيانة حظائر الحيوانات ومنع انتشار القوارض والبعوض فيها، ومراقبة الحيوانات ومعالجتها أو التخلص منها، وبشكل خاص "الكلاب الشاردة".
  • تمديد شبكات صرف صحي آمن، والتعامل الفني الجيد مع المخلفات الحيوانية.
  • عدم تربية الحيوانات في المناطق السكنية، وإبعاد مخلفاتها عن الأماكن السكنية، ورشها بمادة الكلس ثم البيرمثرين للقضاء على الحشرات.
  • معالجة البرك والمستنقعات والبحيرات الصغيرة بيئيا.

ويمكن وضع بعض الثلج الفحمي أو الآزوت السائل على مكان اللدغة.

إن وجد في العائلة شخص مصاب بلدغة هذه الحشرة، يجب عليه وضع غطاء رقيق على مكان اللدغة، لأنها تجذب الحشرات الأخرى ثم تنتقل العدوى منها إلى شخص آخر.

تعتمد مكافحة الليشمانيا على ثلاثة أمور رئيسية:

  • معالجة الشخص المصاب وتغطية مكان الإصابة ومتابعته حتى الشفاء الكامل. ويكون العلاج عبر "الحقن" الموضعي كل أسبوع حتى الشفاء الكامل، والكي البارد بالنيتروجين كل عشرة أيام حتى الشفاء الكامل.
  • القضاء على الوسيط الناقل "ذبابة الرمل" بمكافحتها في أماكن تواجدها المختلفة.
  • مكافحة الحيوان الخازن الذي يشكل مخزنا للطفيلي، مثل الكلاب والثعالب والقوارض.
    _______________
    * مدرس علم الحيوان الزراعي، بقسم وقاية النبات، في كلية الزراعة، بجامعة سوهاج، بمصر.