بيان من تيار الإبداع
بعد المنعطف الذي اتخذه ملف اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين لدى المحاكم خلال الأيام الماضية، فإن "تيار الإبداع" يعلن:
- أسفه الشديد لقرارات قضائية لا تستند لأدنى حد من المبررات، إنها قرارات تذكر بتاريخ محاكم التفتيش، مع الاعتذار لهذه الأخيرة.
لم تستند الغرفة المدنية في المحكمة العليا للأسف في قرارها "فرض التنفيذ الجبري" إلى نقطة واحدة توافقية بين طرفي النزاع (المكتب التنفيذي وتيار الوفاق).. فما الذي "يجبرُ" على تنفيذه؟.. إن كان الأمر فعلا لا يتجاوز خلافا داخل تيار من اتحاد الأدباء والمكتب التنفيذي للاتحاد.!
إذ لم ينتج عن الصلح الذي تم توقيعه قرار واحد توافقي. ولا عمل واحد مزكي إجماعيا.
فكل لجان التحكيم شاب عملها نقص معيب. إما غياب رؤساء اللجان (استقال أحد الرؤساء، وغاب الآخر عن جلسات الانتساب، ورفض الثالث "عمليات التنسيب القسري"، وإما غياب المعايير الفنية للعضوية. عدم مثول طالب الانتساب أمام اللجنة.
ومثلا فإن العلامة الشاعر الخليل النحوي رئيس لجنة الشعر الفصيح لم يحضر جلسة انتساب واحدة ولم يمثل أمامه منتسب واحد، ولم يلمس ملف طالب انتساب واحد.
كما أن رئيس لجنة السرد عبد الله ولد بن احميده اعتذر عن تولى رئاسة اللجنة، ولم يتم الاتفاق على من يخلفه.
أما رئيس لجنة الشعر الشعبي الرئيس عبد الله السالم ولد المعلا، فقد أكد تمسكه بالطرق الشرعية للانتساب، ورفض التنسيب على طريقة طوابير حوانيت أمل، فكانت النتيجة قيام المحكمة نزولا عند رغبة الزملاء في التيار الآخر باستبداله، وحين عين الزميل حسني ولد شاش ورفض هو الآخر ابتلاع التنسيب المخطط له، أعلن قاضي المحكمة أمام الزملاء أنه سيعيد الملف إلى رئيس المحكمة العليا لأن الطرفين لم يتفقا، وبينما كنا ننتظر قرار المحكمة العليا وفق روح وساطتها أصلا للصلح، وأيضا الوساطة التي يقوم بها معالي وزير الثقافة الدكتور محمد الأمين ولد الشيخ.
فقد جرت مياه كثيرة ولا جسور.
حيث توصلت عبقرية المحكمة إلى قرار ب"التنفيذي الجبري"، الذي هو عمليا قرار بتسليم الاتحاد لطرف.
وإمعانا في تنصل المحاكم من التزاماتها تجاه القانون، فقد عمدت المحكمة التي كلفت ب"التنفيذ الجبري" إلى تعيين كاتب ضبط رئيسا للجنة الشعر الحساني، ومنحت اللجنة 15 يوما لإنهاء العمل في طلبات الانتساب.
إن اللجنة بدأت العمل اليوم (الاثنين) برئاسة كاتب ضبط وعضوين يمثلان تيار الوفاق. فلا وجود لممثل واحد عن المكتب التنفيذي لاتحاد الأدباء، وطبعا لا وجود لممثلي واحد عن "تيار الإبداع".
فأي عدالة هذه، أم أنها من أجل منطق الخصم الواحد؟
وإذا تجاوزنا عن كل ذلك، فكيف تنهي لجنة من ثلاثة أشخاص قراءة وإجازة ما يناهز حدود 50 ألف "تافلويت" في أسبوعين، ومقابلة كل طالب انتساب واختباره؟ والتدقيق في ملفه وفي هويته، والتأكد من أن النصوص التي تقدم بها من إنتاجه؟
إن هذه بالضبط هي عمليات الانتساب الفولكلورية التي رفضها المكتب التنفيذي للاتحاد من قبل وأسماها بتنسيب المؤتمرين، والتي باتت اليوم معروفة النتائج والمآلات.
بناء على ما تقدم:
يعلن "تيار الإبداع" رفضه التام الخضوع لأسلوب محاكم التفتيش وإملاءات مخلفاتها الاجتماعية على طريقة تسجيل ناخبي البلديات الريفية.
يدعو التيار كافة أعضائه إلى اجتماع عام يوم الجمعة القادم (3/6/2016) الساعة الخامسة مساء بمقر "جمعية الضاد"، وذلك لتدارس المطالب التي تقدمت بها عشرات الشخصيات القيادية في التيار.
والله ولي التوفيق
تيار الإبداع
نواكشوط في: 30 مايو 2016