قال الشيخ حاتم بن عارف العوني إن عدد الأحاديث الموضوعة والباطلة والضعيفة في تحريم بعض صور الفنون واللعب واللهو عدد كبير جدا، يفوق عدد ما يثبت في تحريم بعض الصور بأضعاف مضاعفة جدا.
وأرجع العوني، وهو عضو سابق بمجلس الشورى السعودي، الأمر إلى ما وصفه بـ"خلل التصور الديني حول موقف الإسلام من اللعب واللهو"، مؤكدا أن هذا الخلل هو ما جعل الوعاظ الجهلة يتحمسون في صد الناس عنه بهذا الكذب.
وأضاف العوني في تدوينة على الفيسبوك: "هذا الخلل كان شائعا بين المتدينين الجهلة منذ عصور قديمة، ممن لا يعرفون معنى الزهد والورع بمعناهما الشامل ، ممن لا يفرقون بين الحرام والأكمل ، ممن لا يفرقون بين الأكمل في حق شخص والأكمل في حق غيره ، ممن لا يفرقون بين عصر وعصر وعرف وعرف !!
وحذر العوني من أن هذا الخلل في تفاقم إلى اليوم !
وهذا نص التدوينة:
عدد الأحاديث الموضوعة والباطلة والضعيفة في تحريم بعض صور الفنون واللعب واللهو عدد كبير جدا، يفوق عدد ما يثبت في تحريم بعض الصور بأضعاف مضاعفة جدا. وليس عليكم إلا أن تنظروا في كتاب ابن أبي الدنيا في (ذم الملاهي) وكتاب الآجري في (تحريم النرد والشطرنج والملاهي) ، وبعض الكتب المعاصرة في ذلك ، لتعلموا الكم الهائل من الأحاديث الضعيفة والباطلة في هذا الباب !!
بل هناك أحاديث في تحريم ألعاب لم يثبت فيها حديث واحد (كالشطرنج) ، وهناك أحاديث في تحريم ما اختلف في تحريمه ، ولو نظرتم فيما ورد في تحريم الغناء والمعازف لملأت كتابا من الأحاديث الباطلة والموضوعة ، لا يصح منها إلا حديث واحد أو اثنان أو ثلاثة (على خلاف فيها جميعا) ، وفي فقهها حتى لو صحت اختلاف .
وفي هذه الأحاديث من الغلو في ادعاء التحريم والتنفير من بعض صور اللهو واللعب ما لا يقبله عقل :
فانظروا مثلا إلى هذا الحديث الباطل في تحريم الشطرنج «إذا مررتم بهؤلاء الذين يلعبون الأزلام الشطرنج والنرد : فلا تسلموا عليهم ، فإن سلموا عليكم فلا تردوا عليهم ؛ فإنهم إذا اجتمعوا وأكبوا عليها جاء إبليس أخزاه الله بجنوده فأحدق بهم ، كلما ذهب رجل يصرف بصره عن الشطرنج لكز في ثغره ، وجاءت الملائكة من وراء ذلك فأحدقوا بهم ، ولم يدنوا منهم ، فما زالوا يلعنونهم حتى يتفرقوا عنها ، حين يتفرقون كالكلاب اجتمعت على جيفة ، فأكلت منها حتى ملأت بطونها ثم تفرقت» .
وعن علي (رضي الله عنه) أنه «مر على قوم يلعبون بالشطرنج، فقال: ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون، لأن يمس أحدكم جمرا حتى يطفأ خير له من أن يمسها» .
حتى المراجيح لم تسلم من ادعاء ورود النهي عنها :
ففي حديث باطل : «أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقطع المراجيح» .
وانظروا ما ورد في تحريم الموسيقى من الغلو :
حديث : «بعثت بكسر المزامير والمعازف» ، «بعثت رحمة وهدى للعالمين بمحق الأوثان والمعازف والمزامير وأمر الجاهلية» .
وحديث : «من استمع قينة صب في أذنيه الآنك يوم القيامة» . والقينة : هي المغنية ، والآنك : هو الرصاص المنصهر .
فلماذا هذا الولع في الكذب على النبي (صلى الله عليه وسلم) لتحريم اللعب واللهو ؟!
لماذا تكثر الأحاديث الباطلة والضعيفة الدالة على التحريم في هذا الصنف من الموضوعات خاصة ؟!!
صحيح أن علم الحديث استطاع تمييز هذه الأحاديث الضعيفة والباطلة وتبرئة الحديث النبوي منها ، لكن لماذا كان الكذابون والواهمون يقعون في هذا الكذب ، وبهذه الكثرة ؟!
لا شك أن كثرة الأحاديث الباطلة في هذا الباب يدل على خلل التصور الديني حول موقف الإسلام من اللعب واللهو ، وأن هذا الخلل هو ما جعل الوعاظ الجهلة يتحمسون في صد الناس عنه بهذا الكذب.
وهذا الخلل كان شائعا بين المتدينين الجهلة منذ عصور قديمة، ممن لا يعرفون معنى الزهد والورع بمعناهما الشامل ، ممن لا يفرقون بين الحرام والأكمل ، ممن لا يفرقون بين الأكمل في حق شخص والأكمل في حق غيره ، ممن لا يفرقون بين عصر وعصر وعرف وعرف !!
وما زال هذا الخلل في تفاقم إلى اليوم !
لمطالعة التدوينة من مصدرها: