
إنها رواتبنا( مأموني،علال، وأنا) قطعت اثناء تدريبنا في العراق بأمر من رئيس الوزراء المقدم احمد ولد بوسيف رحمه الله ..نعم ..لكن لهذا الأمر قصة..اثناء تدريبنا في بغداد اتصلت بِنَا نقابة الصحافيين العراقيين لتؤكد لنا ان رئيس قسم نقابة الاعلام سيدينه ولد اسلم أرسل اليهم بأننا نحن الثلاثة مكلفون بتمثيل النقابة الموريتانية في المؤتمر الرابع لاتحاد الصحافيين العرب الذي عقد بالحبانية على مقربة من بغداد..كانت فرصة للسياحة فتشاورنا بسرعة ثم قررنا المشاركة فإذا نحن بعد ساعتين في فندق راق في الحبانية مشاركين في مؤتمر للإعلاميين العرب.
أثناء المؤتمر، طرحت توصية تخص قضية الصحراء فاختلف المغاربة والجزائريون كما هو العادة،في نصها فالجزايريون يريدون توصية لتقرير مصير الشعب الصحراوي والمغاربة يريدون توصية الوحدة الترابية المغربية...بعد نقاش طويل اتفق المؤتمرون على ان يكلفوا الوفد الموريتاني بتحرير توصية يصادق على نصها كما هو..فدخلت أنا والزميل مأموني في مشاورات وكان الزميل مأموني بحكم السن والتجربة السياسية اكثر مني نضجا ووعيا فحررنا التوصية وكان نصها يدعو لاحترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ويحيي ديناميكية السلام التي اطلقتها موريتانيا (نظام العسكر تاريخئذ)..هذه التوصية لم ترق مع الأسف لرئيس الوفد المغربي محمد العربي المساري(الصورة)،، فدفع بعد عودته للمغرب، حكومة الرباط للاحتجاج رسميا لدى حكومة نواكشوط مع انها توصية لا تمثل الحكومة الموريتانية بل لا تمثل الا مأموني وعلال وانا..
كان ذلك الظرف حساسا للغاية والأمور الداخلية مختلطة..
جاءت رسالة الاحتجاج فوجدت المرحوم بوسيف وهو اذ ذاك موال للمغرب ، هو الآمر الناهي في البلد، فأمر بمعاقبتنا استرضاءا للمغرب ونحن لا ندري،،فامر عبد القادر ولد ديدي بقطع رواتبنا وتجميد عقودنا..بعد المؤتمر بأسبوع انتهى تدريبنا وعدنا عن طريق باريس داكار وعند ما وصلنا الى مطار داكار اخبرنا ان الرحلة ملغاة لان طائرة تقل رئيس الوزراء الموريتاني احمد ولد بوسيف سقطت للتو في البحر ومطار نواكشوط مغلق..
عدنا برا الى نواكشوط لنجد اننا مطرودون ورواتبنا مقطوعة ..استفسر الزميل مأموني عن الموضوع ليكتشف خلفيات القضية فهي تدبير من العربي المساري بسبب توصية الصحراء الغربية..سيدي ولد الشيخ مدير الوكالة أكد لنا انه جاءته أوامر من الوزير عبد القادر ولد ديدي وانه نفذها..كان من قدر الله ان السلطة انتقلت من النظام الذي عاقبنا وظلمنا الى نظام الرئيس هيدالة الذي ترضيه توصية المؤتمر..وَعَبَد القادر ولد ديدي وزير الإعلام عزل وحل مكانه العقيد حمود ولد الناجي.. وقف معنا أمين عام اتحاد العمال ماء العينين روبير الذي تتبع له نقابتنا فكتب رسالة للوزير يطالب بإنصافنا .
استقبلنا حمود ولد الناحي فقصصنا عليه القصص فاتصل بالرئيس هيدالة وقص عليه قضيتنا فأعطى الرئيس هيدالة للوزير حمود الأمر العسكري التالي بفرنسية صقيلة :
Il faut résoudre le problème de ces journalistes rapidement et tu me rends compte
"يجب حل مشكلة هؤلاء الصحافيين سريعا وأخبرني بما حصل..او كما قال..
استدعى الوزير مدير الوكالة سيدي ولد الشيخ وأمره بتسوية مشكلتنا فسواها في أسرع من طرفة عين..وانتهت بذلك فصول مغامراتنا العجيبة..
من صفحة الإعلامي عبد الله السيد على الفيس بوك