ملاحظة : ألقيت هذه المحاضرة مساء أمس في المركز الثقافي المغربي بنواكشوط بحضور السيد محمد القادري و لفيف من المثقفين و الباحثين
جهود الشناقطة في خدمة غريب الحديث الشريف
(منظومة نبراس أهل السنة لمحمد عبد الله بن محمد المختار نموذجا)
الدكتورة زينب بنت الخرشي
المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية
نواكشوط - موريتانيا
من المعلوم أن علم الحديث من أشرف العلوم، إذ من خلاله تتضح أوامر القرآن وتعرف مستويات الأحكام، ويتسنى للمسلم أن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم ويتبع سبيله، ثم هو الطريق إلى التفقه في الدين والتوسع في أمور الشرع، لذلك تسابق العلماء إلى العناية به متنا وسندا. وألفوا في ذلك التآليف المفيدة النافعة، كما عولوا بشكل خاص على غريبه يشرحون ألفاظه ويبرزون دلالته، فسطروا في ذلك كتبا خاصة تسعى إلى أن توصل للناس القول في كل مسائله مقربة المتن إلى الأذهان، وموضحة الغامض وميسرة الغريب وكلما يستعصى على الفهم فحصل من ذلك تراث ثر، فأردنا من خلال هذه المحاضرة أن نلفت الانتباه إلى جهود الشناقطة في هذا الحقل معتمدين بشكل خاص على منظومة نبراس أهل السنة للمستضيء بضياء السنة لمحمد عبد الله بن محمد المختار(ت 1375هـ).
فماذا عن نشأة هذا العلم وتطوره؟ وأبرز مدوناته؟ وكيف كانت جهود الشناقطة في هذا الجانب؟ وهل توسعوا فيه كما توسعوا في العلوم الأخرى؟ أم أن مؤلفاتهم فيه منحصرة ويسيرة؟
ذلك ما تسعى هذه المحاضرة إلى الإجابة عنه من خلال المحاور الآتية:
أولا: الموضوع ومستوى التأصيل
وفي هذا الجانب يمكن القول إن التأليف في غريب الحديث مر بمرحلتين:
أولاهما بدأت مع جمع من علماء اللغة وأئمة النحو وانتهت مع بداية القرن الثالث الهجري، وثانيتهما أخذت ابتداء من القرن الرابع تنحو منحى التخصص والتوسع:
- مرحلة النشأة والبداية:
ويحسن التذكير هنا بأن التأليف في غريب الحديث الشريف قد بدأ متأخرا نسبيا على خلاف التأليف في غريب القرآن، ويعزى أول كتاب في هذا الموضوع إلى أبي عبيدة معمر بن المثنى (210هـ) ثم يتتابع التأليف بعد ذلك على يد كل من:
- أبي الحسن النضر بن شميل(ت 204هـ)
- أبي سعيد عبد الملك بن قريب (213)
- محمد بن المستنير(قطرب) (206هـ)
- أبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري(215هـ)
ومن الواضح أن هذه المرحلة قد سيطر عليها علماء اللغة، لذلك كانت السمة الغالبة على هذه المؤلفات هي أن يأتوا بالحديث مجردا عن سنده ثم يفسر كلماته الغامضة دون حديث عن الجرح والتعديل أو معرفة السند والرجال، وكانت أغلب مؤلفاتهم تتسم بالإيجاز والاختصار، ويشير ابن الأثير الجزري في هذه المرحلة من مراحل التأليف في غريب الحديث فيقول: "إن أول من جمع في هذا الفن شيئا وألف أبو عبيدة معمر بن المثنى التميمي، فجمع من ألفاظ غريب الحديث والأثر كتابا صغيرا ذا أوراق معدودات" ثم جمع أبو الحسن النضر بن شميل المازني بعده كتابا في غريب الحديث أكبر من كتاب أبي عبيدة وشرح فيه وبسط على صغر حجمه ولفظه ثم جمع عبد الملك بن قريب الأصمعي كتابا أحسن فيه الصنع وأجاد وكذلك محمد بن المستنير المعروف بقطرب وغيره. ([1]).
2- مرحلة التوسع والإضافـة:
وتبدأ قريبا من منتصف القرن الثالث الهجري مع أبي عبيد القاسم بن سلام الأزدي (ت 224هـ) في كتابه غريب الحديث([2])، وحاول أن يجمع فيه آثارا كثيرة ومعاني لطيفة وفوائد جمـة، وصار كتابه إماما لأهل الحديث، وبذلك يؤسس لمرحلـة جديدة من مراحل التأليف في هذا العلم، فقد استوعب أعمال من سبقوه في هذا الفن، وكان يورد الحديث ثم يورد سنده، وبعد ذلك يفسر غريبه، ويوضح مشكله، وقد يشير في بعض الأحيان إلى جوانب من فقه الحديث، ومن أعيان هذه المرحلـة عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت 276هـ)، فقد ألف كتابا تتبع فيه جهود أبي عبيد القاسم بن سلام في كتابه غريب الحديث، وتعقبه بالنظر، فتتبع ما أغفله متحدثا عن منهجه قائلا: «وقد كنت زمانا أرى أن كتاب أبي عبيد قد جمع تفسير غريب الحديث وأنَّ الناظر فيه مُسْتَغْنٍ به ثم تعقَّبت ذلك بالنظر والتفتيش والمذاكرة، فوجدت ما تركه نحوا مما ذكر، أو أكثر منه فتتبَّعت ما أغفل وفسَّرته على نحو ممَّا فسَّر بالإسناد لما عرفت إسناده، والقطع لما لم أعرفه وأتبعت ذلك بذكر الاشتقاق والمصادر والشواهد من الشعر وكرهت أن يكون الكتاب مقصورا على الغريب فأوْدَعْتُه من قصار أخبار العرب وأمثالها وأحاديث السلف وألفاظهم، ما يشاكل الحديث أو يوافق لفظه لفظة، لتكثر فائدة الكتاب ويمتع قارئه ويكون عونا على معرفته وتحفظه ولم أعرض لشيء ممَّا ذكر أبو عبيد، إلا أحاديث وقع فيها ذلك فنبهت عليه ودللت على الصواب فيه، وأفردت لها كتابا يدعى كتاب «إصلاح الغلط»، وإلا حروفا تعرض في باب ولا يعمل ذلك الباب إلا بذكرها، فذكرتها بزيادة في التفسير والفائدة»([3]).
هذا عن علم غريب الحديث في المشرق، أما في الغرب الإسلامي فقد عرف هذا العلم على يد عبد الملك بن حبيب السلمي (ت 238 هـ) بكتابه «شرح غريب الموطأ»([4]) حيث يعتبر أول أندلسي ألَّف في غريب الحديث وشرحه، واهتمَّ بكتاب مُهِمٍّ هو موطأ الإمام مالك برواية يحيى بن يحيى الليثي وتتبَّع ألفاظه الغريبة وحاول شرحها شرحا وافيا، وألَّفه على طريقة السؤال والجواب. والكتاب من مقروءات ابن الفرضي على مجاهد بن أصبغ بن حسان([5]) وهو مطبوع محقق.
وألَّف فيه كذلك محمد بن عبد السلام الخشني (ت 286 هـ) كتابه "غريب الحديث" فشرح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحد عشر جزءا وحديث الصحابة في ستة أجزاء والتابعين في خمسة أجزاء ومن بعده قاسم بن ثابت بن حزم السرقسطي (ت 303 هـ) مؤلف كتاب «الدلائل في غريب الحديث»([6]) مطبوع، رواه عنه ابنه ثابت وله فيه زيادات وهو من أَجَلِّ كتب الغريب في الغرب الإسلامي، حيث ضمَّ مادَّةً وفيرة من الأحاديث والأشعار واللغة والغريب.
ذكره أبو محمد عليٌّ بن أحمد وأثنى عليه وقال :
«ما ساد أبو عبيد إلاَّ بتقدُّم العصر([7]). وقال أبو علي القالي : ما وضع بالأندلس مثله، وقال العباس بن عمرو الورَّاق: ما وضع بالمشرق مثله([8]).
ولأبي الحسن القابسي (ت 403) "المنتقى من المنتخب الْأَوْطَأ في غريب ألفاظ الموطأ".
ولأبي الوليد هشام بن أحمد الوقشي (ت 489) "التعليق على الموطأ في تفسير لغته وغوامضه" مطبوع.
ولأحمد بن محمد الأموي الإشبيلي "اختصار غريب حديث مالك لِلدَّارَقُطْنِي".
ولمحمد بن خلف بن موسى القرطبي (ت 537 هـ)، "مشكل ما وقع في الموطأ وصحيح البخاري".
ولأبي عبد الله محمد بن عبد الحق بن سليماني اليفرني التلمساني (ت 625 هـ)، "الاقتضاب في غريب الموطأ وإعرابه على الأبواب"، وقد سار فيه على ترتيب أبواب الموطأ راوية يحيى بن يحيى وهو منهج ابن حبيب والوقشي، كما التزم بذكر الباب بعد ذكر الكتاب، إلا الأبواب التي لم تشتمل أحاديثها على ألفاظ غريبة. ولا يذكر الحديث كاملا، بل يقتصر على الجملة التي وردت فيها اللفظة الغريبة التي يريد شرحها.
يذكر القراءات القرآنية المختلفة السبعية وغير السبعية. وينسب بعض الأشعار إلى قائلها، وهو مطبوع محقق.
ولمحمد بن علي بن عسكر المالقي (ت 636 هـ) كتاب "المشرع الروي في الزيادة على غريبي الهروي".
ولأبي العباس أحمد بن عمر المزني القرطبي (ت 656 هـ) "مختصر صحيح البخاري وشرح غريبه".
ولعبد الله بن محمد بن أبي القاسم بن فرحون (ت 769 هـ)، "الدر المخلص من التقصي والملخص".
ومِمَّنْ ألَّف فيه من المغاربة نذكر:
- محمد بن أحمد بن أسيد القيرواني (ت 416 هـ) بكتابه "
- شرح الملخص للقابسي.
- والقاضي عياض بن موسى اليحصبي السبتي (ت 544 هـ) وله فيه:
- شرح حديث أم زرع.
- غريب الشهاب للقضاعي.
- مشارق الأنوار على صحاح الآثار وهو من أَجَلِّ مصنَّفاته، حتى قال فيه ابن الصلاح من الطويل:
مَشَارِقُ أَنْوَارٍ تَبَدَّتْ بِسَبْتَةٍ |
|
وَمِنْ عَجَبٍ كَوْنُ الْمَشَارِقِ بِالْغَرْبِ |
- ومحمد بن أحمد اليعفري المكناسي (ت 818 هـ) بكتابه:
- شرح غريب البخاري.
- وأحمد قاسم البوني الفاسي (ت 1139 هـ) بكتابه:
- فتح الباري في غريب البخاري.
- وعلي بن أحمد بن محمد الحريشي الفاسي (ت 1143 هـ) بكتابه:
- إرشاد السالك لشرح مقفل موطأ مالك، محقق.
وغيرهم.
ثانيا: الموضوع ومستوى المناقشة والتحليل
ويمكن أن نتحدث خلاله عن مستويين أولهما: يعرض لجهود الشناقطة في علم الحديث وغريبه عموما، وثانيهما يتمخض للحديث عن المنظومـة المذكورة، منظومـة نبراس أهل السنة.
- جهود الشناقطة في الحديث وغريبه
نذكر هنا بأن علم الحديث لم يعرف من الحضور وكثرة المؤلفات ما عرفته العلوم الأخرى، ولعل ذلك راجع إلى أمور منها:
- كثرة التآليف في الموضوع وصعوبة الإضافة مما يعني الميل إلى التكرار دون فائدة تذكر أو زيادة تنتظر، فيكون المؤلف مجرد ترديد لما ذكره القدماء.
- كثرة المعاجم والقواميس في الساحة الشنقيطية، وهو عوض الاهتمام بالغريب خاصة، فكانوا إذا استشكلوا لفظا في الحديث أو غيره رجعوا إلى القاموس المحيط فأغناهم ذلك عن التأليف في الغريب.
- التمكن من اللغة والتوسع في معرفة ألفاظها.
- موقع البلاد الجغرافي وعزلتها وبعدها عن عواصم الخلافـة ومراكز الثقافة في العالم العربي والإسلامي يومئذ، مما جعل الكثير من الكتب لا يصل إليها إلا في وقت متأخر، ومن ذلك كتب غريب الحديث.
- غياب تدريس الحديث كمادة مستقلة في المحضرة الموريتانية، فغالبا ما يقرأ للتبرك دون التعلم.
وعلى الرغم من كل هذه العوامل فإن الشناقطة كان لهم بعض الإسهام في حقل الحديث وغريبه من ذلك أن قراءة البخاري كانت عادة معرفية يعمل بها في المساجد، فمن المأثور عن ناصر الدين (1085هـ)، أنه كان يقرأ الحديث بحضرته خاصة صحيح البخاري بين الظهر والعصر، وكان لكتاب منتقى الباجي نوع من الحضور في الساحـة الشنقيطية، فكان من أهم مصادر الفتوى والقضاء في هذه البلاد، وكان أيضا من التقاليد المعرفية في المدن القديمة(شنقيط، وادان، ولاته، تيشيت) أنهم كانوا يحافظون على دراسة صحيح البخاري من فاتح رجب إلى نهاية شهر رمضان، وباقي السنة يدرسون الكتب الأخرى. وبالجملة فإن الشناقطة خلفوا في علم الحديث آثارا يمكن القول بشيء من التجوز إن لها صلة بغريب الحديث خاصـة شرح كتب الصحاح كالبخاري والتعليق على الموطإ.
وهذه بعض النماذج مرتبة حسب وفيات مؤلفيها:
- الحاج لحسن بن آغبد الداودي الزيدي (ت 1123 هـ) له:
- عبد الله بن الحاج حماه الله القلاوي (ت 1209 هـ) له:
- تعليق على صحيح البخاري([11]).
- سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي (ت 1233 هـ) له:
- طلعة الأنوار (مطبوع)
- هدى الأبرار(مطبوع). وكلاهما في مصطلح الحديث
حققه الدكتور إسلم بن سيد المصطف كلية الآداب جامعة محمد الخامس –الرباط- 1996م- 1997م
- غرة الصباح في اصطلاح البخاري([12]).
حققه الدكتور محمد الكبير بن حرمة. دار الحديث الحسنية.
- نيل النجاح ([13]): شرح غرة الصباح
- الشيخ محمد الحافظ العلوي (ت 1245هـ) له:
- تعليق على ألفية السيوطى([14]).
- صالح بن عبد الوهاب الناصري (ت 1272 هـ)
- غوامض الحديث([15]).
- الشيخ محمد المامي الشمشوي الباركلي (ت 1282 هـ) له:
- المفتاح([16]) في المصطلح.
- محمذ فال بن متالي التندغي (ت 1287 هـ) له:
- شرح الأربعين حديثا النووية([17])
- محمد بن محمد سالم المجلسي (ت 1306) هـ له:
- النهر الجاري في شرح صحيح البخاري([18]).
- الشيخ ماء العينين القلقمي (ت 1328 هـ) له:
- اللؤلؤ المكنوز في الحديث المحوز([19]).
- محمد يحيى بن محمد المختار الولاتي (ت 1330هـ) له :
- نور الحق الصبيح في شرح الجامع الصحيح.
- اختصار الموطأ للإمام مالك.
- شرح اختصار ابن أبي جمرة على البخاري.
- تأليف في مصطلح الحديث([20])
- الشيخ محمد الخضر بن ما يابي (ت 1354هـ ) له:
- كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري([21])
- محمد يحيى بن سليمة الولاتي (ت 1354 هـ) له:
- موطأ الموطأ([22]) اختصر فيه موطأ مالك.
- محمد بن احميد الديماني (ت 1358 هـ) له:
- أحمد بن دهاه العلوي (ت 1361) له:
حققه الدكتور محفوظ بن محمد الأمين بكلية الآداب جامعة محمد الخامس –الرباط- 1997- 1998م.
- الشيخ محمد حبيب الله بن مايابى الجكني(ت 1364) له:.
- سدات بن بابا عينين (ت 1378هـ)
- أحمد محمود بن يداده الحسني (ت 1383هـ) له:
- محمذ بن محمذ فال بن أحمد فال التندغي (ت 1400 هـ) له:
- نظم في مصطلح الحديث وتاريخ الرواة([40]).
وممن ألف في غريب الحديث من الشناقطة:
- محمد بن محمد المختار العلوي (ت 1375هـ)
- أحمد محمود بن يداده الحسني (ت 1382هـ) له:
- شرح حديث أم معبد في صفة النبي صلى الله عليه وسلم([43]).
- محمذ بن محمد فال بن أحمد فال التندغي (ت 1400هـ) له:
- نظم في غريب الحديث([44])
- منظومة نبراس السنة، عرض وتقديم:
وهي منظومة للشيخ محمد عبد الله بن محمد المختار الذي اشتهر عند العامة بـ "محمد بن الداه" ولد سنة 1309هـ الموافق 1882م، نشأ في أسرة عريقة في العلم والصلاح، وقد عرف بالذكاء النادر والنبوغ الذي قل نظيره، فكان لا يسمع شيئا إلا حفظه، حفظ القرآن الكريم وسنه لا تبلغ العاشرة، أخذ العلم عن والده محمد المختار، وعن محمد فال (اباه) بن بابا، ومحمد الامين بن بدي (حميين)، وغيرهم، صنف الكثير من المؤلفات الهامة، ومنها: نظم في غريب القرآن، نظم في الحديث (نبراس أهل السنة للمستضيء بضياء السنة) موضوع المحاضرة، نظم في البيوع، نظم في قواعد الفقه وأصوله، تأليف في ذم التقليد... توفي في رجب سنة 1375هـ الموافق 1956م، ورثاه أعيان أعلام ممن عرفه أو أخذ عنه، ومن هؤلاء على سبيل المثال: الشيخ محمد فال (اباه) بن عبد الله بقصيدة طويلة مطلعها:
نبأ أتى من أعظم الأنباء |
|
لهفي ولهف السنة الغراء |
وقد أرخ لموته العلامة المختار بن المحبوبي عند حديثه عن وفيات العام 1375هـ يقول:
ومات خاتمة أهل الحفظ |
|
مقرر المعنى بأحلى اللفظ |
محمد بن الداه أي محمدي |
|
من بعدها المختار عيلم الندي |
وتقع منظومة النبراس في ثلاث وتسعين صفحة بخط مغربي حسن وهي بالغة الأهمية، وقد افتتحها بقوله:
اَلْحَمْدُ للهِ الْقَدِيمِ الْأَحَدِ |
|
اَلْوَاحِدِ الْفَرْدِ الْعَظِيمِ الْصَّمَدِ |
||
صَلَّى وَسَلَّمَ عَلَى الَّنِبيِّ |
|
وَآلِهِ عَدَدَ كُلِّ شَيِّ |
||
وَلاَحِنُ الْحَدِيثِ بَيْنَ الْجُلَسَا |
|
قَدْ قَابَلَ الظُّبَا وَمَا تَتَرَّسَا |
||
واختتمها بقوله:
وَاغْفِرْ لِكُلِّ مُسْلِمٍ وَمُومِنِ |
|
وَاغْفِرْ لَنَا يَا رَبَّنَا بِالْمُومِنِ |
وسنتناول في ما يأتي ثلاثة نماذج من منظومته في غريب الحديث نبراس أهل السنة هي:
1- شرحه لكلمة "الأبهة" الواردة في الحديث: «يبعث جدي عبد المطلب في زي الملوك وأبهة الأشراف» حيث يقول:
أبهة([45]) بالضم وزن سكره |
|
بالكبر والنخوة بعض فسره |
وربما قد فسرت بالعظمه |
|
وعن علي لفظ تلك الكلمه |
2- شرحه لكلمة "يأرز" الواردة في الحديث: «إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها» حيث يقول:
ويأرز([46]) الإيمان أي ينضم |
|
لطيبة وراؤه يضم |
بقلة وربما قد فتحا |
|
وكسره أيضا كذاك صححا |
وكل ذا جاء بفتح الباري |
|
أرجو من البارئ فتح الباري |
3- شرحه لكلمة "ترب" الواردة في الحديث: «تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك»، حيث يقول:
وترب([47]) المرء إذا ما افتقرا |
|
وكم بمخرج التعجب جرى |
ولمنظومة النبراس مزايا عديدة منها:
- أن صاحبها قد حدد منهجيته في بداية مؤلفه بشكل دقيق، مما يسهل على الباحث التعامل معه، بخلاف الكثير من المنظومات التقليدية التي لا تعير أهمية كبيرة للمنهجية التي ينبغي للمؤلف اتباعها.
- منها كذلك، نزعة احترام الرأي الآخر، وإقرار مبدإ التعددية في هذا المجال فالرجل كما يبدو في مواطن عديدة من كتابه لا يتعصب في الغالب لرأي معين وإنما يورد مجموعة من الآراء المختلفة أحيانا، ويرى أنه لا ضير في ذلك مستدلا مثلا بما ورد في القرآن الكريم من قصة الخلاف بين نبي الله سليمان مع أبيه داود عليه السلام:
تَخَالُفُ الْأَفْهَامِ فِي الْمَسَائِلِ |
|
شَأْنُ الْكِرَامِ السَّادَةِ الْأَوَائِلِ |
وَلَيْسَ فِي الْخِلاَفِ عَنْهُمْ حَرَجُ |
|
بَلْ وَسَّعُوا فِيهِ وَمَا إِنْ حَرَّجُوا |
وَرُبَّ خَلْفٍ مُسْفِرٍ عَمَّا انْبَهَمْ |
|
مِنْ غَامِضِ الْمَسْلَكِ جَمِّ الْمُزْدَحَمْ |
دَلِيلُهُ خُلْفُ سُلَيْمَانَ النَّبِي |
|
مَعَ أَبِيهِ الْمُرْسَلِ الْمُهَذَّبِ |
كِلاَهُمَا مَا عَابَهُ الْإِلَهُ |
|
بَلْ خَارَهُ الْإِلَهُ وَاصْطَفَاهُ |
- من مزايا الكتاب أيضا شمولية المنظومة حيث نجد فيها القرآن الكريم والحديث الشريف والعقيدة والسيرة واللغة والفقه والتاريخ والأنساب وعلم الفلك والمنطق وعلم الكلام... فهي بحق موسوعة شاملة ضمت علوما شتى.
- منها أيضا بروز شخصية المؤلف في أواخر بعض الأبيات، حيث يبدو لنا حضور شخصيته بقوة، مؤكدا صحة الحكم الذي أطلقه بعبارات صارمة من مثل.
- والرُّحَضَا بِأَوَّلَيْنِ مُهْمَلَيْنْ |
|
وَمُعْجَمٌ ثَالِثُهَا بِغَيْرِ مَيْنْ |
- وَالرَّجْمُ قَدْ فَسَّرَهُ بِالشَّتْمِ |
|
فِي نَصِّهِ الْجُعَفِي دُونَ وَهْمِ |
-وَالظُّلْمُ فِي الْحَدِيثِ وَالقُرْآَنِ -قَدْ جَاءَ لِلنَّقْصِ وَلِلْعِصْيَانِ |
|
ذُو لَمَعَانٍ جَاءَ فِي مَعَانِ وَجَاءَ لِلْكُفْرِ بِلاَ بُهْتَانِ |
-قَدْ جَاءَ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ |
|
رَاءُ تُضَارُّونَ بِلاَ مَحِيدِ |
-وَثَلِّثِ الْخَاءَ مِنَ الْخَشَاشِ |
|
وَالْفَتْحُ أَشْهَرُ بِلاَ نِقَاشِ |
- وَلْتَكْسِرِ الرَّاءَ مِنَ الرِّضَاعِ |
|
وَفَتْحُهُ صَحَّ بِلاَ نِزَاعِ |
-وَشَبَهٌ نَوْعٌ مِنَ النُّحَاسِ |
|
كَجَبَلٍ وَزْنًا بِلاَ الْتِبَاسِ |
- وَاسْتَنَّ بِالْعُودِ مِنَ الْأَرَاكِ |
|
يَسْتَنُّ يَسْتَاكُ بِلاَ عِرَاكِ |
- وَسُبُحَاتُ وَجْهِ ذِي الْجَلاَلِ |
|
بِضَمَّتيْنِ دُونَمَا جِدَالِ |
وقد يبدو للقارئ أن هناك نوعا من التعارض بين ما يبدو في بعض الألفاظ من صرامة في الحكم في الأمثلة السابقة، وما قد كنا رأيناه من قبل من نزوع المؤلف إلى تقبل الرأي الآخر، واستعراضه في حالات عديدة مجموعة من الأقوال المختلفة حول موضوع معين، إلا أنه لا تعارض في رأيى بين الميزتين، فهذه العبارات المتقدمة جاءت أساسا لاعتبارات الوزن ثم إنها في الغالب تتعلق بأحكام محل إجماع كالمعنى المعجمي لبعض الكلمات، أو كيفية ضبط أوزان بعض الألفاظ.
- بروز عبقرية الرجل في المنظومة وحواشيها من خلال القدرة على اختيار اللغة، والتمكن من ناصيتها وجودة الصياغة وطرافة النظم، واعتماد المنهج العقلاني في تعاطيه مع المواضيع التي يعالجها، وفي هذا المجال شكل النظم أو المدونة وثيقة دينية وتاريخية وأدبية وفكرية قدمت لنا صاحبها وعكست مستواه المعرفي والأخلاقي والعقلي، وأسست أول تجربة رائدة في مجال التأليف في غريب الحديث ببلاد شنقيط، فالكتاب يجد فيه القارئ ضالته لعمقه وتنوع مواضيعه وتعدد مصادره ووضوح منهجه، كل ذلك كان انعكاسا لعبقرية الرجل المتعددة الوجوه.
- وفي الجانب الأسلوبي تميز النظم من الناحية اللغوية باستخدام بعض الألفاظ التي تواترت عند الناظم مثل: وقيل، وربما، وقد، وهي كلمات تعبر عن تعدد الأقوال في الموضوع الواحد وحرصه على أن يورد أكبر قدر من هذه الأقوال بألفاظ مختصرة ولكنها معبرة عن المعاني المقصودة، كما أكثر من استخدام كاف التشبيه لضبط أوزان الكلمات أو شرح معانيها المعجمية نحو قوله:
وَفِي الْحَدِيثِ أَثْلَبٌ كَجَعْفَرِ |
|
وَزِبْرِجٍ مُفَسَّرٌ بِالْحَجَرِ |
أما من الناحية البلاغية، فقد استخدم الناظم في مقدمة نظمه بعض الألوان البلاغية أظهرت شغفه بالبلاغة والأدب كالتشبيه في قوله:
-وَقَدْرُهُ لَمْ يَكُ بِالْمَقْدُورِ |
|
لَكِنَّ هَذِى نَفْثَةُ الْمَصْدُورِ |
-أُوضِحُ مَا فِيهِ مِنَ الْغَرِيبِ |
|
وَمُوضِحُ الْغَرِيبِ كَالْغَرِيبِ |
- أَقْوَى خِلاَفَ أَهْلِهِ حَتَّى غَدَا |
|
تَحْكِي رُسُومُهُ رُسُومَ ثَهْمَدَا |
وتضمين الشعر في قوله:
- يَالَيْتَنِي وَأَنْتِ يَا لَمِيسُ |
|
فِي بَلْدَةٍ لَيْسَ بِهَا أَنِيسُ |
وتضمين الأمثال:
- وَرُبَّـمَا لِلْمُحْكَمِ المَكْنُونِ |
|
أَجْنَحُ وَالحَدِيثُ ذُو شُجُونِ |
- وَالمَثَلُ السَّائِرُ فِي الإِنَاءِ |
|
وَرَشْحِهِ بِالقَصْدِ غَيْرُ نَاءِ |
-وَقِيلَ فِي شَفَا عَلَى شَفِيرِ |
|
سَقَطْتَ فِي الشِّفَا عَلَى الْخَبِيرِ |
كما استخدم الكناية في مثل قوله:
أَقُولُ ذَا وَقَدْ غَدَا عِلْمُ الأَثَرْ |
|
تَنَكَّرَ الأَعْلاَمُ مِنْهُ وَانْدَثَرْ |
وَاسْتَعْجَمَ المَعْرُوفُ مِنْ أَخْبَارِهِ |
|
وَصدَحَ الأَبْوَامُ فِي أَوْكَارِهِ |
لكنه عندما بدأ يتناول موضوعه تخلى عن استخدام البلاغة باستثناء حالات نادرة جدا لأنه أراد أن يتفرغ لنظم موضوعه بأسلوب علمي خال من الصعوبة والتعقيد.
تلك هي أبرز الإشكالات التي تطرحها هذه المحاضرة
قائمة المراجع
- بلاد شنقيط، المنارة والرباط، تأليف الخليل النحوي، طبع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس 1987.
- تاريخ العلماء والرواة بالأندلس، لابن الفرضي
- تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1422هـ 2002م.
- تراث المغاربة، للدكتور محمد بن عبد الله التليدي، دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، ط1، 1416هــ 1995م.
- جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس: تأليف الحميدي أبي عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله الأزدي، الدار المصرية للتأليف والنشر، القاهرة، 1966هـ.
- الحديث الشريف علومه وعلماؤه في بلاد شنقيط،
- حياة موريتانيا: تأليف المختار بن حامد، الدار العربية للكتاب، 1990.
- زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم، لمحمد حبيب الله بن مايابى.
- الشعر الشنقيطي في القرن الثالث عشر الهجري، أحمد بن الحسن، جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، ليبيا، 1995 م.
- الشعر والشعراء في موريتانيا، محمد المختار بن اباه، تونس، 1987 م.
- غريب الحديث لابن قتيبة، مطبعة العاني بغداد، الطبعة الأولى، 1397هـ.
- غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام، مطبعة دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد – الدكن، الطبعة الأولى: 1384هـ 1964م.
- فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور، لأبي عبد الله الطالب محمد بن أبي بكر البرتلي الولاتي دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1401 هـ-1981 م
- الفهرست لابن النديم، دار المعرفة بيروت لبنان، الطبعة الثانية. 1417هـ 1997م.
- الفهرست لابن خير الاشبيلي: أبي بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة الأموي.
- لسان العرب لابن منظور، طبعة دار صادر، بيروت، الطبعة الثانية 1414هـ.
- المجموع المغيث في غريب القرآن والحديث، للإمام الحافظ أبي موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المدني الأصفهاني، دار المدني، ط1 بيروت 1414هـ 1994م.
- النهاية في غريب الحديث والأثر للإمام مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري، ابن الأثير، دار المعرفة، بيروت، لبنان، ط 1، 1422هـ/2001م.
- الوسيط في تراجم أدباء شنقيط، تأليف أحمد بن الأمين الشنقيطي، الطبعة الثانية، مؤسسة الخانجي بمصر، 1378هـ/1958م.
([1])النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، للإمام مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري، ابن الأثير دار المعرفة، بيروت، لبنان، مج1، ط1، 1422هـ، 2001م. ص: 23.
([2])الفهرست لابن النديم، دارالمعرفة، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية، ج1 1417هـ، 1997م، ص: 61.
- تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1422هـ، 2002م، ج 12 ص: 405.
- الفهرست لابن خير الاشبيلي: أبي بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة الأموي ص: 157.
([3])غريب الحديث لابن قتيبة، مطبعة العاني، بغداد، الطبعة الأولى، 1397هـ، ص: 5، 6، ج 1.
([4])فهرست ابن خير، ص: 170.
([5])تاريخ العلماء والرواة بالأندلس، لابن الفرضي، ص: 148.
([6])فهرست ابن خير ص: 161.
([7])جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس : تأليف الحميدي أبي عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله الأزدي،الدار المصرية للتأليف والنشر، القاهرة، 1966هـ، ص: 332.
([8])تاريخ العلماء والرواة لابن الفرضي ج1 ص: 403.
([9])فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور: تأليف أبي عبد الله الطالب بن محمد بن أبي بكر البرتلي الولاتي ص: 88.
([10])نفس المرجع ص: 88.
([11])حياة موريتانيا - الدار العربية للكتاب - تونس 1990: تأليف المختار بن حامد،ص: 48.
([12])بلاد شنقيط ، المنارة والرباط، تأليف الخليل النحوي، طبع المنطقة العربية والثقافة والعلوم، تونس، 1987.، ص: 556.
([13])الحديث الشريف علومه وعلماؤه في بلاد شنقيط، ص: 174.
([14])بلاد شنقيط ص: 750.
([15]) نفس المرجع، ص: 577.
([16])حياة موريتانيا ص: 50.
([17])نفس المرجع ص: 48.
([18])بلاد شنقيط ص: 595.
([19])حياة موريتانيا ص: 49.
([20])توجد هذه المؤلفات الأربعة في كتاب «الحديث الشريف علومه وعلماؤه» ص: 197.
([21])حياة موريتانيا ج2 ص: 49.
بلاد شنقيط ص 572.
([22])الحديث الشريف علومه وعلماؤه ص: 247.
([23])نفس المرجع ص: 251.
([24])نفس المرجع ص: 251
([25])بلاد شنقيط ص: 541.
([26])حياة موريتانيا ص: 50 حققه الدكتور محفوظ بن محمد الأمين بكلية الآداب جامعة محمد الخامس –الرباط- 1997- 1998م.
([27])الحديث الشريف علومه وعلماؤه ص: 297.
([28])بلاد شنقيط ص: 541.
([29]) حياة موريتانيا،ج2 ص 49
بلاد شنقيط ، ص: 570.
([30])حياة موريتانيا ج2 ص: 48.
([31]) حياة موريتانيا ج2، ص 48 .
بلاد شنقيط ص: 571
([32])حياة موريتانيا ج2 ص: 48
بلاد شنقيط ، ص 570 .
([33])حياة موريتانيا ج2 ص: 48
بلاد شنقيط ، ص 570.
([34])حياة موريتانيا ج2 ص: 48
بلاد شنقيط ص 570.
([35])حياة موريتانيا ج2ص: 48
بلاد شنقيط ص 571 .
([36])الحديث الشريف علومه وعلماؤه ص: 370.
([37])نفس المرجع ص: 370.
([38]) حققه الدكتور محمد بن الشريف أحمد، دار الحديث الحسنية، 2005/2006.
([39])الحديث الشريف علومه وعلماؤه ص: 375.
([40])نفس المرجع ص: 434.
([41])بلاد شنقيط ص: 596،
الحديث الشريف علومه وعلماؤه ص: 343،
تراث المغاربة، للدكتور محمد بن عبد الله التليدي، ص: 286.
([42])الحديث الشريف علومه وعلماؤه ص: 595.
([43])نفس المصدر، ص: 544.
([44])نفس المرجع ص: 434.
[45] - الأبهة العظمة والكبر. اللسان مادة (أبه) انظر أيضا المجموع المغيث، ج1 ص 22.
[46] - أَرَزَتِ الحيةُ تأْرِزُ: ثَبَتَتْ فِي مَكَانِهَا، وأَرَزَتْ أَيضاً: لَاذَتْ بِجُحْرِهَا وَرَجَعَتْ إِليه. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِن الإِسلام ليأْرِزُ إِلى الْمَدِينَةِ كَمَا تأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلى جُحْرِها» قَالَ الأَصمعي: يأْرِزُ أَي يَنْضَمُّ إِليها وَيَجْتَمِعُ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ فِيهَا. لسان العرب مادة (أرز).
[47] - قوله: تربت يداك، فإن أصله أن يقال للرجل إذا قل ماله قد ترب أي افتقر حتى لصق بالتراب، وهي كلمة جارية على ألسنة العرب، يقولونها وهم لا يريدون وقوع الأمر. راجع غريب الحديث لأبي عبيد مج 1 ص 258.