ساعات قليلة تفصلنا عن النهائي الناري في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم ذو الطعم الإسباني الخالص، والذي يجمع ريال مدريد مع جاره أتلتيكو مدريد في مدينة ميلانو الإيطالية على ملعب سان سيرو (جوزيبي مياتزا) تحت قيادة الحكم الإنجليزي مارك كلاتينبيرغ.
وسيحاول أتلتيكو الثأر بعد خسارته بنتيجة 4-1 في نهائي 2013-2014 عندما واجه ريال مدريد على ملعب النور في لشبونة، في حين يسعى النادي الملكي لإنقاذ الموسم بتحقيق اللقب الأوروبي والذي سيكون الحادي عشر له في تاريخ الميرينجي.
قدرة الروخيبلانكوس على الإطاحة بالكبار
وصل أتلتيكو مدريد، لنهائي دوري الأبطال هذا الموسم بعد مواجهات كانت غاية في الصعوبة، بدأها من مباراته أمام أيندهوفن الهولندي في دور الـ16 حيث تعادلا الفريقان ذهابًا وإيابًا ولكن تمكن لاعبي الأتلتيكو من الفوز باللقاء بضربات الترجيح بنتيجة 8-7، وتأهل على إثرها لدور الربع نهائي من البطولة حيث واجه منافسه الشرس فريق برشلونة وتمكن من تجاوزه بعد أن خسر في مباراة الذهاب بنتيجة 2-1 لكن العزيمة والدافع للفوز قادهم لتجاوز الفريق الكتالوني في مباراة الذهاب بنتيجة 2-0 حيث تمكنوا بذلك من الوصول لدور نصف النهائي.
وفي الدور نصف النهائي وجد أتلتيكو مدريد نفسه في مواجهة منافس قوي وهو بايرن ميونيخ الألماني، ولكن رغبة الوصول للنهائي جعلت من البايرن بمثابة العائق الذي يجب على لاعبي سيميوني تجاوزه للسير في الطريق السليم لتحقيق الهدف المنشود، حيث تمكنوا من الفوز في مباراة الذهاب بنتيجة 1-0 وخسروا في مباراة الإياب بنتيجة 2-1 ولكن كان الفوز من نصيبهم بسبب افضلية الهدف خارج الميدان ليجد الفريق نفسه بعد ذلك بين قطبي لقاء المباراة النهائية التي ستقام على أرض ميلانو.
تخصص فرق كبيرة وأداء عادي أمام الفرق الصغيرة
في آخر 3 مواسم شارك فيها أتلتيكو مدريد في بطولة دوري أبطال اوروبا تحت إدارة المدرب الأرجنتيني سيميوني، واجه الفريق الإسباني مباريات غاية في الصعوبة في حين أنه تمكن من الوصول للنهائي مرتين في موسمي (2013-2014)، وهذا الموسم (2015-2016)، أمام جاره اللدود ريال مدريد والذي تمكن من الفوز عليه في النهائي الأول الذي دار بينهما على ملعب النور بلشبونة بنتيجة 4-1 .
ويختلف أسلوب لعب الروخيبلانكوس مع الفرق الكبيرة حيث انه يعد منافسًا عنيدًا للفرق الكبرى، ففي موسم 2013-2014 تمكن أتلتيكو من إزاحة برشلونة في الدور الربع نهائي بعد أن تعادلا في مباراة الذهاب بنتيجة 1-1، وفاز في مباراة الإياب بنتيجة 1-0 وتأهل للدور نصف النهائي حيث كانت بمثابة الصدمة للفريق الكتالوني.
وفي دور نصف النهائي تعادل أتلتيكو مدريد مع تشيلسي الإنجليزي في مباراة الذهاب بنتيجة 0-0، وذلك عندما ترك حينها البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب البلوز الاستحواذ لصالح رجال سيميوني حيث لم يتمكنوا من الاستفادة من ذلك بحيث انتهى اللقاء بالتعادل السلبي بين الفريقين، إلا أن الروخيبلانكوس انتفض في مباراة الإياب وأنهى اللقاء بالفوز بنتيجة 3-1 أهلته لدور النهائي والذي خسره أمام ريال مدريد.
لكن تظل هناك مشكلة لدى الفريق الإسباني، وهي أنه لا يلعب بنفس المستوى الذي يواجه به الفرق الكبرى أمام الفرق ذات المستوى المتواضع، بل ترى أنه مستواه يكون عاديا جدًا بحيث يوشك على الخسارة في بعض الأحيان.
ففي موسم 2014-2015 واجه اتلتيكو صعوبة بالغة في مواجهة بايرن ليفر كوزن بسبب تمركز الفريق الألماني في مناطق الدفاع مما صعب مهمة الفوز على لاعبي الأتلتيكو في مباراة الذهاب لتنتهي بفوز ليفركوزن بنتيجة 1-0، وفاز في مباراة الاياب بصعوبة بالغة بنتيجة 0-1 لعب على إثرها ركلات ترجيحية والتي تمكن من خلالها من الفوز على المنافس الالماني بنتيجة 3-2.
كما وجد اتلتيكو هذا الموسم نفس المشكلة حيث لم يكن عبوره لأيندهوفن الهولندي سهلاً، حيث ان الفريق الهولندي استخدم أسلوبا دفاعيًا مع الضغط على زملاء توريس مما أدّى لانتهاء اللقاءين ذهابا وإيابا بالتعادل السلبي 0-0، حيث اتجهة المباراة للضربات الترجيحية والتي تمكن فيها رجال الروخيبلانكوس من الفوز بنتيجة 8-7.
والآن.. تنتظر لاعبي أتلتيكو مدريد، مباراة غاية في الصعوبة عندما يواجه ريال مدريد على لقب دوري الأبطال، فهل يتمكن الروخيبلانكوس من الثأر والتتويج لأول مرة بالبطولة أم يخسرها مرة أخرى لصالح الملكي؟