خاص - مراسلون دخل عمال شركة "كينروس تازيازت موريتانيا" في إضراب مفتوح عن العمل احتجاجا على مايعتبره مناديب العمال ظروفا قاسية تطبع عملهم فى الشركة .
وحسب أحد المناديب فإن الشركة اتخذت سلسة من الخطوات وصفها ب"الاستفزازية" تضمنت إجراءات من بينها تخفيض 20 في المائة من مجمل قيمة الراتب وامتيازات العاملين، وتضمنت الإجراءات الجديدة التى تنوي الشركة اتخاذها إلغاء امتيازات كانت تقدمها الشركة للعمال الدائمين في الشركة وتقديم رواتب إضافية كل ثلاثة أشهر وإلغاء التأمين الصحي الشامل الذي كانت تقدمه الشركة هذه الخطوات ولدت امتعاضا واسعا في صفوف العمال .
وقال المندوب إن الادارة تلكأت في تطبيق تفاهمات إضراب 2013.
الشركة ترد: نأسف لدخول العمال فى الإضراب
الشركة من جانبها أكدت مرارا على أن تراجع أسعار الذهب عالميا أدى إلى تبني سياسة تقشفية حالت دون تطبيق تفاهم ألفين وثلاثة عشر مع مناديب العمال
وبعد دخول العمال في الاضراب عبرت الشركة عن أسفها للجوء العمال إلى الإضراب بدل الحوار مع الشركة مؤكدة أنها تحترم بشكل عام حق العمال في الإضراب ، إلا أنها تأمل حسب البيان أن يتصرف المناديب على نحو مسؤول وان يتقيدوا بالتزامات الإضراب القانوني بما في ذالك تحريم منع العمال الذين قرروا عدم المشاركة في الإضراب من مزاولة عملهم.
مالذي يُكلف الإضراب ماليا؟
حسب خبير عمل فى شركة "كينروس تازيازت موريتانيا" فإن فاتورة الإضراب اليومية ستكلف الشركة الكندية 766 ألف دولار أي ما يعادله بالأوقية قرابة 260 مليون اوقية
فحسب تقديرات الخبير فإن شركة تازيازت المحدودة تُنتج فى الأحوال العادية عشرين ألف اونصة ذهب شهريا أي مايعادل 660 أونصة في اليوم الواحد ،ومن المعلوم أن قيمة الاونصة تساوي فى السوق العالمية 1200 دولار، إلا أنه حسب قراءة أخرى في حالة فشل الاضراب فى ثني الشركة عن قرارها القاضي بخفض الرواتب والامتيازات فإن الشركة ستعوض خسارتها خلال أيام الإضراب فى فترة وجيزة ؛ إذ ستسمح المالية من خفض النفقات المتمثلة فى كتلة الأجور إلى تعويض خسارة أيام الإضراب .
إضرابات فاصلة
في أغسطس2006 دخل عمال شركة كينروس تازيازت موريتانيا في توقف عن العمل استمر لثلاث ساعات لتلبي الادارة مطالبهم المتمثلة فى تحرير عقود عمل دائمة لهم ، لحظات الصفاء بين العمال والشركة لم تدم طويلا خاصة ان أعدادهم سمحت لهم بانتخاب مناديب لهم .
اشتعلت جذوة المطالب من جديد وتحديدا في 19 مايو2011 حيث توقف العمل لمدة أربعة أيام لتتوصل الشركة لاحقا إلى اتفاق مع مناديب العمال انتهى بموجبه الإضراب.
أغسطس 2013... 12 يوم بدون عمل ؛والنتيجة تسريح بالمئات
خيم شبح الإضرابات من جديد على المنجم الأكبر للذهب فى موريتانيا وعاد العمال الى الإضراب لكنه هذه المرة كان إضرابا خارجا عن التوافق العام ؛ إذ قرر المناديب البالغ عددهم 19 مندوبا الدخول في إضراب دون الرجوع إلى مئات العمال الذين رفض بعضهم الدخول في الإضراب
وحسب بعض العمال الذين التقيناهم أثناء إعداد هذه الورقة فإن الشركة خرجت هي الرابحة وكانت النتائج كارثية على العمال اذ عمدت الشركة إلى تسريح ثلاث مائة عامل كما تمت إقالة خمسة مناديب من أصل ثمانية عشر ليستعيد العمال والشركة حالة من الهدوء استمرت حتى اليوم بعد دخول العمال في إضراب عبروا عن استعدادهم لمواصلته حتى تتحقق المطالب.
لكن ما يميز هذا الظرف هو أنه رغم ما تدعيه الشركة من هبوط سعر الذهب فإنه لا يمكنها إنكار أن ربحها في عملية الإنتاج ما يزال مريحا مما يدحض حجة الشركة التي كانت تتذرع دائما بانخفاض سعر المعدن الغالي مقارنة بسعر التكلفة و هي حجة ساقطة حسب الكثيرين الذين يقارنون بين سعر البيع و سعر التكلفة ..
و مع محاولة الشركات الاستعانة بعمال من خارجها لتشغيل المصنع و ما حدث من احتكاكات في بداية الإضراب يبدو أننا سنتابع أحداث إضراب فاصل هو الآخر فلمن ستكون الغلبة فيه؟! ..
الأيام القادمة ستجيبنا