مقترحات '' رمزية '' / محمد فال محمد حرمة

خميس, 2016-05-19 13:47
الأستاذ محمد فال محمد حرمة

يعجبني أن تطال التعديلات الدستورية المزمعة أموراً لا أرى أنّ حولها كبير خلاف، مثل :

- اسم البلد؛ يجب أن نستبدل "موريتانيا" "بشنقيط" أو أي اسم عربي آخر له علاقة بالإنتماء الحضاري والتاريخي للبلد، خصوصا أن اسم "موريتانيا" الذي أطلقه المستعمر يشير إلى تخصيص الأرض بمجموعة واحدة هي : les maures "البيظان" والواقع أن البلد للجميع وليس لمجموعة دون مجموعة ولا لفئة دون فئة، إضافة إلى أنّ "موريتانيا" كلمة من لغة أخرى أجنبية على المجتمع الذي يعتز بلغته العربية الرسمية وبلغاته الوطنية الزنجية الثلاث؛

- اسم العاصمة؛ ينبغي أن يُطرح على طاولة النقاش فنواكشوط اسم موغل في البربرية وخالٍ من الألق اللفظي والمعنوي، ولذلك فأرى أنه من الوارد تغييره واستبداله باسم عربي فصيح أو شعبي، وحتى لا نبتعد عن نواكشوط كثيرا لمن لا يحبون ذلك، أقترح واحداً من الأسماء التالية اسماً للعاصمة : دار النعيم، عين الطلح، تيارت ...

- العلَم الوطني؛ لا خلاف في أنّ اختيار مكوّناته وعناصره الأساسية كان موّفقا عشيةَ الإستقلال، إلا أنّه من الوارد إضافة اللونين: الأبيض والأسود؛ إليه في شكل خطوطٍ أو نقاط، رمزا للتلاحم الوطني وتعبيرا عن الوحدة والتضامن ولماًّ للشمل وجمعاً للشتات؛

- النشيد الوطني: أستغرب دائما من دعوة البعض إلى التخلي عن هذا النشيد الذي يستجيب لكل الشروط المطلوبة في مثله، وهو - فوق ذلك - مقبولٌ في كل مضامينه ومراميه من كافة فئات المجتمع ومكوناته وأطيافه، فضلا عن كونه إنتاجا شعريا لأحد أهم المرجعيات الدينية والوطنية في البلد، ما يجعل الإبقاء على اعتماده نشيدا وطنيا أولى من فتح الباب من جديد لشعراء شباب مؤدلجين لكل واحد منهم ليْلاهُ التي يتغنّى بها:
وكلٌ يدّعي وصلا بليلى .. وليلى لا تقرّ له بذاكا؛

- رمز البلاد: اللوح والقلم رمزان وطنيان بامتياز، لم أجد تفسيرا لغيابهما عن الظهور ضمن مكوّّنات "رمزنا الوطني" وعناصره الأساسية؛ أقترح إضافتهما لمجموعة العناصر المكوّنة لرمز البلاد، تخليدا للدور الذي لعباه ويلعبانه في حياة الموريتانيين قديما وحديثا، ولا أظن أنّ النخلة الشامخة الكريمة والسنبلة المعطاء ستضيقان ذرعا بعناق اللوح والقلم مع الهلال والنجمة الذهبيين في مربّع الخلود "رمز البلاد الوطني".

سلّة مقترحات مُعبّأة بأسماء ورموز دستور 20 يوليو 1991 المراجع في سنتي 2006 و 2012، رأيتُ أن أرمي بها اليوم عرضَ َهذا الجدار ليطّلع عليها نقباؤنا الجالسون على طاولة الحوار غداً، ويمرّوا بها مرّ "الكرام" قبل أن يرموا بها عرضَ الحائط وتتحوّل من سلّة مقترحات إلى سلّة مهملات.

من صفحة الأستاذ محمد فال محمد حرمة على الفيس بوك