ما بال هذا البلد؟ ما بال نخبته؟ إلى هذا القدر من الانحطاط وصلنا؟
ظننا أنا وصلنا حضيض التملق السياسي ونفاق النخبة في فترة حكم ولد الطائع، لكن ظهر أن هنالك حضيض تحت ذاك الحضيض!
دكاترة يبحثون ويناقشون ويحللون خطاب عسكري لم يتعد الباكالوريا امتلأ بالشتائم والمغالطات والأخطاء النحوية والأخلاقية حتى أني بدأت أسائل نفسي هل أننا شاهدنا نفس الخطاب؟ وهل استمعنا لنفس الشخص وهو يتحدث؟
تذكرت قصة الملك الشهيرة مع الخياط الذي ادعى أنه خاط له ثوبا من لا يراه يعتبر بليدا، ليخرج الملك علي رعيته عاريا بين تصفيق وزرائه ومعاونيه خوفا من أن يوصف أحدهم بالبلادة ومن دون أن يجرؤ أي أحد على إخبار الملك بأنه يسير متبخترا في شوارع مدينته عاريا!
والله ثم والله لقد سار صاحبنا عاريا في النعمة!
البلد يعيش أحلك أزمنته، أزمة اقتصادية خانقة تعالج بضرائب مجحفة، دولة همها الجباية والجباية فقط: تجبى على بطاقات التعريف وعلى تأشيرات الأجانب (بل تطالبهم بالدفع مرتين)، تفرض المكوس علي مواطني الجوار متناسية جالياتها عندهم وتسترزق حتى من مغفلي البحث عن الذهب.
تعليم فاسد وصحة القتل الرحيم منها أرحم، معارضة بائسة تنتظر جميعها الفرصة السانحة لدعوتها إلى تقاسم الكعكة وهم بعضها منصب يناله لتحل مشاكل البلد، فيما يحلم البعض الآخر بدخول القصر علي ظهر عسكري يقود دبابة سيكون قطعا أسوء من صاحبنا!
شباب كانوا أملا فصاروا ألما! نخبة تستحق البصاق، بمعارضتها وموالاتها بمثقفيها ودكاترتها بعلمائها وعلمانييها!