عودوا إلى أروقة الأدب والثقافة (إعادة النشر مع عودة الأزمة)/ م م أبو المعالي

أحد, 2016-05-15 14:43

من صفحة الإعلامي محمد محمود ولد أبو المعالي


من هذا المنبر أخاطب الكريمين المبجلين الدكتور ناجي محمد الإمام والدكتور محمدو ولد احظانا ومن لف لفهما فيما بات يعرف بأزمة اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين.. إن رئاسة الاتحاد لا تعادل معشار عشر مكانتكما الأدبية وسمعتكما الطيبة، فلا تلقوا بتراكمات التاريخ الذي شرفكما بماضيكما المجيد، تحت أقدام أزمة عابرة، تدوسها وتلفظها في مزابل التاريخ، فالأمور بخواتمها وما مضى من تاريخكما الأدبي والثقافي ـ كعلمين من أعلام الثقافة ـ يشهد لكما ولكثير من أنصاركما، فلا تجعلوا حاضر التاريخ ولاحقه شاهدا عليكما، ولا تجعلوها نهاية التاريخ بالنسبة لكما بتصدركما مسؤولية الريادة في "فتنة الاتحاد"، والهبوط به من علياء الثقافة والنخوبية إلى درك المناطحة والتقاضي.
في صراع كهذا يحسمه القضاء، سيفقد الاتحاد ولاء الخاسرين في الحكم أيا كانوا، وسيكون غنيمة لقوم ـ أيا كانوا ـ ينهلون ويعلون من نخب النصر على شركاء الهم الثقافي والأدبي.. ويبوؤون بخسران الزملاء وضياع السمعة وانهيار صرح الأدب والثقافة.
عودوا ـ يرحمكم الله ـ إلى أروقة الأدب والثقافة فهي أعز وأكرم لكم، من التخاصم والتقاضي في أروقة المحاكم.. ونحن جميعا وسطاء شفعاء عسى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
وأقولها صراحة لن يبارك الأدباء والكتاب اتحادا فرقته الأهواء . فالاتحاد بدون أي من الفريقين المتنافسين، أشل فاقد البصر والبصيرة، كلُّ على الفائز به، ولعنة تاريخية ستعيش في ذاكرة الأجيال، تريثوا وتمهلوا.. فقد يعض أحكم أنامله وهو يتوهم أنه يقرض أنامل خصمه.
فالدكتور محمدو ولد احظانا، والدكتور ناجي محمد الإمام شخصيتان ثقافيتان وأدبيتان، عرفتهما سوح الثقافة وميادين الأدب ردحا من الزمن، ونالا حظا وافرا من احترام من عايشهما عن قرب، وتقدير من عرفهما عن بعد، ليس حريا بشيعة لهما التوغل في مستنقع سجال لا علاقة له بالأدب...
دعوة مني للدكتورين المحترمين من أجل التدخل للجم الجدل الذي بدأ يخرج عن حدود اللباقة بين الفريقين.. فليست "خصومات" أهل الأدب والثقافة تلك التي يتراشق أطرافها بحجارة غير كريمة..
توقفوا يا سدنة الحبر والقرطاس، تكفينا سوقية خطاب ساسة القبائل ونشطاء الفئات وقادة أحزاب التراخيص.. أما الثقافة والأدب فهي آخر قلاع الاحترام في هذا البلد.. فلا تحرقوا أشرعتها يرحمكم الله.