الببغاوات البشرية/ أحمد ولد الدوه

اثنين, 2016-05-09 20:53


     غريب أمر بعض ببغاواتنا فهم وإن شاطروا طائر الببغاء في صفاته وخصائصه إلا أنهم يتفوقون عليه في القدرة على تحوير الكلم عن مواضعه ومعانيه ؛ فطائر الببغاء يتميز بحفظ الألفاظ والكلمات التي يسمع ويحاول تقليدها فقط ؛ أما حين يتجاوز الببغاء الحفظ والتقليد فنحن في هذه الحالة أمام ببغاء بشري تحركه مصالح شخصية ضيقة مدفوعة بأجندات أيديولوجية خربت ودمرت دولا عربية شقيقة ؛ وتحاول جاهدة إيصال شرارة تلك الفتنة المشؤومة إلى ديارنا مهما كان ثمن ذلك فالمهم في نظر تلك الببغاوات هو الثمن النقدي الذي سيدخل حساباتهم ..
كنا سنحاول جاهدين التماس الأعذار لهم  لو أنهم كلفوا أنفسهم ــ المريضة بحب السلطة والامتيازات التي أدمنوها دهرا ــ عناء فهم كلام الرئيس المؤسس في مهرجان النعمة في سياقه بدل تحريفه والتلاعب بمفرداته وتطويعها خدمة لأغراضهم الوضيعة ، أقام كبير الببغاوات الدنيا ولم يقعدها وهو يحاول جاهدا إقناع المشاهدين بارتكاب الرئيس المؤسس لجرم حين وصف بعض أفراد المعارضة بأعداء الوطن ؛ وتناسى هذا الببغاء سيل التهم والألقاب التي يطلقونها على من اختاره الشعب ومنحه الثقة لقيادة سفينة البلاد إلى شط الأمان ؛ أو نسي ذلك الببغاء وصفهم لصاحب الفخامة ب"تاجر المخدرات" و"الجنرال الأرعن " و .. أم أن ذلك حلال عليهم حرام على غيرهم ..
ومع ذلك فالواقع كما كذب إفكهم وبهتانهم يصدق الرئيس المؤسس حال وصفه لبعض أفراد المعارضة بأعداء الوطن ؛ فتربصهم بالمجتمع لاختلاق فتنة بين مكوناته هو صريح عداء الوطن ؛ وركوب موجة الجحيم العربي قبل سنوات لتخريب البلاد لا يمكن أن يصنف إلا في خانة العداء للوطن والمواطنين..
وحين يوعز كبير الببغاوات إلى صغاره المغرر بهم بتلقف مفردات من كلام ربان سفينة الإتحاد من أجل الجمهورية الأستاذ سيد محمد ولد محم خلال مؤتمره الصحفي وتطويعها في محاولة من الببغاء الكبير إلى النزول والتدني بمفردات الرئيس ولد محم حتى يتمكن من مجاراته ؛ فذلك محض الاعتراف بالعجز عن منازلة عملاق السياسة وفارس الخطابة  ..
كان بالإمكان فهم حديث الأستاذ سيد محمد ولد محم عن الشاحنة " الكميون" الذي حمل قادة المنتدى على غير التفسير الذي سوق له صغار الببغاوات  ؛ لكن ما داموا قد حملوه على ذلك المحمل فهم في ذلك أحرار والوجهة تليق بأمثالهم من الخردة المنتهية الصلاحية .
تحدث صغار الببغاوات عن استقطاب رئيس حزب الاتحاد لبعض الشباب المغرر بهم من خلال دعوته لهم للالتحاق بركب التغيير البناء ؛ والحقيقة أن دور السياسي الناجح هو العمل على اكتساب الآخرين وانتشالهم من الغرق .
أما الحديث عن البحث عن بعض قادة المنتدى في الأسواق بدل القصر الرئاسي فذلك وارد ؛ ولا أحتاج إلى التذكير باهتمام أحدهم وهو رئيس سابق ببناء الأسواق والاستثمار فيها أيام توليه مقاليد الأمور في البلاد .
بقي لي تذكير صغار الببغاوات وهي رسالة للبغاء الكبير أن الثمن في عالم السياسية ليس نقديا بقدر ما هو مكاسب سياسية يمكن الحصول عليها بالحوار وبناء القواعد الشعبية والاستعداد للمنافسة الشريفة والمسؤولة التي تضمن التناوب السلمي والديمقراطي على السلطة .
 
بقلم أحمد ولد الدوه