بين العملاقين محمد الحافظ بن أحمدو و الشيخ أبو شجة..

خميس, 2016-03-24 20:51
محمدن ولد سيدي الملقب بدن

نقل إليَّ قبل ساعات بالهاتف النقال كل من الصديقين الشاعرين المفلقين مفخرة البلاد و ذخر العباد : محمد الحافظ بن أحمدو و الشيخ أبو شجة بن محمد بن ببانه هاتيْن الملاطفتيْن الطريفتيْن اللتيْن دارتا بينهما زوالَ يوم أمس فشفعتهما بثالثة و ها أنا أنشر الجميع تعميما للفائدة :

قال محمد الحافظ:

لُعَاعُ القَوافِي الحُوِّ يومَ تلجَّنا == بحلقِكَ غَامَ الكونُ شِعْرًا و أدجَنا
فحلَّقتَ في أقصى الشَّواهِق عارِجًا == تُخَالُ عُقابا من "عَمَايَةَ " أحْجنا
يَلَجُّ بك التَّطويحُ في كل نَفْنَفٍ == فعرِّجْ علينا كيْ تلأليءَ وَهْجَنا
أَبا شَجَّةَ الغِطريفَ يا فَرْدَ عَبْقَرٍ == و يا قاطفا من سدرة المُنتهى الجَنى
حثَثْنا عَناجيجَ القوافي مُغِذَّةً == لميقاتِك المُنْتَابِ نبدأُ حَجَّنا
لِتجْلُوَّنا يا صَيْقَلَ الروحِ و النُّهى == كأنَّا لآلٍ ماضِغُ اليمِّ مجَّنا

و قال الشيخ أبو شجَّه:

بعَبْقَرَ كان الشعرُ صِرمةَ ناِشِدِ == فلمَّا حدوتَ الشعرَ فيها تَعَرْجَنَا
وَ فَاحَ بِمَا تَحْدُو النُّجُومُ عَرَائِسًا == فَأخْمَلتَ مَنْ سَدَّى برُشْدٍ وَ مَجَّنَا
تَرُوضُ بآفاق العُلا عنْ كرامةٍ == عِتَاقَ القوافي ما أجلَّ و أوْجَنَا 
لقد كنتَ فيها يا محمَّدُ حافِظا == شمائلَ لولاها القَرِيضُ تَهجَّنا
فأَجْنيْتَ لي منهنَّ يا شيخَ عبقرٍ == مَجَانِيَّ أنستْنا من الدهر ما جَنى
و أبدعتَ نهْجًا أنتَ ألزمتَني به == فمَنْ ذا على الأيام يَلزَمُ نهجَنَا؟!

و على نهجهما تجاسرتُ فقلتُ:

قَرِينَانِ من فُرسانِ عبْقَرَ في حِمَى == عَرِينْيْهِما سدَّا إليهِ مَحَجَّنَا
و ما مِنْهُمَا إلاَّ لذا الثغر حافظ == و ذو شَجَّةٍ إن نَقْصِدِ الثغر شَجَّنَّا
و جئنَا مِنَ الفَجِّ العميق بأشهرٍ == حرام بِها أنْ يَقْطَعَ البَرُّ فَجَّنَا
و ألْزَمَنَا ما ليس يَلزَمُ مَنهَجًا == لَدُنْ صاغَهُ من خالِص التِّبْرِ و الجَنَى
رَضِينَا بِفَضْلِ الرَّوْضِ رَوْضِ قَرِيضِهِمْ == وَ فضلٍ بزَهْرٍ الرَّوْضِ يَضمن حجَّنا
نهُزُّ بِجِذْعِ السِّدرةِ المُنْتَهَى بِها == تَسَاقُطُ رَطْبٍ ما ذَوَى أو تَعَجَّنَا !

للتوضيح حدثني الأستاذ محمد الحافظ أنه فوجيء في المنزل بزيارة صديقه أبو شجة إذ لم يتنبه له إلا بعد أن وقف عند عتبة البيت و هم بالدخول فقال له و الله لا تجلس حتى أرحب بك شعرا لا نثرا و ارتجل في حقه القطعة المنشورة!
ثم إن أبو شجة جلس فأ نشأ ينظم الإجابة.

من صفحة الإداري الأديب محمدن ولد سيدي الملقب بدن على الفيسبوك