من الشيخ سعد بوه إلى المرابط محنض بابَ بن امَّيْن..

أحد, 2016-03-06 22:26
الشاعر الكبير محمد الحافظ ولد احمدو

تلكم كانت رحلة شاعر الأصالة و الحداثة الأديب محمد الحافظ ولد أحمدو خلال عطلة هذا الأسبوع .
أما الشيخ سعد بوه فقد زار ضريحه ليلة الجمعة في النِّمجاط و أما المرابط محنض بابَ فقد زاره ضحى اليوم الموالي في الدوشليه.
و لِكلا المزارتيْن في قلب الشاعر وقع متميز يعبر عنه تعبيرا صادقا بشاعريته الفيَّاضة ذات الخلفية الصوفية الطافحة.
و لدى لقائه مع العلامة محنض بابَ قال إنه كاد أن يتمثل في حقه بقول المتنبي:
" إلى أي حين أنتَ في زي مُحرم" لولا أن الشطر الثاني من البيت لا يناسب المقام.و قال إنه أمضى معه وقتا عاشه و كأنه في حلم لذيذ .قلت: و لعل مصداق ذلك أنه لم يعد يتذكر أفي بداية اللقاء أم نهايته ألقى عليه قصيدتيْه العصماوين و أولاهما بعنوان " خاتمة الأقطاب" و أما الثانية فبعنوان " شيخ الهدى"! 
و قد استأذنته قبل قليل في نشر هاتين القصيدتين و لا زلنا في التفاوض بشأن ذلك حتى أشفعهما بثالثة و لكنها هذه المرة وليدة الإرتجال عبر الهاتف الجوَّال!

و أبادر فأنشر القصائد المذكورة مستهلا بتلك المرتجلة منها:

على لاحبِ الخط الإكيديِّ يمَّما == بنا الركب من قطب الهدى متيمما
فحط لدى النِّمْجَاطِ وهْنًا رحاله == بحيث حبيُّ الفضل و النور خيما
و بات بنجل امَّين يُنشد مُغرما == " أيا هيَّما ممَّا لقيت و أيَّما"
و بات يمنِّي النفسَ أنْ سيزوره == و ناجي نجيُّ الشعر فيه و هينما
و بات لدى أرجا تكندَ و قلبه == من الدوشليات المنيفات في الحمى
و ما كان يدري ما مسالك ربعها == فألقى مَقاد الركب للشوق ملهما
فقالوا لدى بئر السبيل مسالك == و من مسلك انيفرار هل تبغ معلما
و ثم صوًى قد رُقمت يُهتدى بها == من العَجلات اشتقت النهج منهما
و تلك جميعا للفتى سُبُلُ الهدى == إذا ارتاد منها الحق صادف مغنما
هناك محنض بابَ كان ابتغاءَنا == و قد كان للأرواح و الجسم مرهما
دعا فانتشت أرواحنا لدعائه == و صلَّى على خير الأنام و سلَّما

خاتمة الأقطاب ..

جدت مجازات شعري واستعاراتي == وانثال من لؤلؤٍ كنز العبارات
لما تنوَّرتُ من أنوار طلعتكم ==عالي سنى سدَّ آفاق السماوات
محنض باب إمام العصر يا ابن جلا == قد داس أخمصُكم أقْصى المجرات
فاز امرؤ نال في دنياه رؤيتَكم ==بحيث واتته أسباب السعادات
فأنت خاتمة الأقطاب شيخ هدى == بقدره لا تفي شتى استعاراتي
قد أظهر الله جما من خوارقكم ==به تلوح لطيفات الإشارات 
وأضمرت عن بني الدنيا مكانتَكم ==كي لا يَحار بها عقل البريات
ما ذا أقول وفوق الشعر مَعْرَجكُمْ==هل يدرك الشعر أسرار الولايات 
من السمي الإمام الجد نلت علا ==وغُرِّ ديمان أقطاب البريات
لقد تفردتَ في الإخلاص مجتهدا==فنلت من ربنا أعلى المقامات 
يا آية الله يا طلَّسْمَ خارقة ==يعيا به الفهم من كل الخليقات 
ورثت آباءك الغرَّ الذرى رتبا==في شاهقاتِ مُنيفاتِ الكراماتِ
وهمْت في خدمة الباري مجاهدة ==حتى عرجت إلى أرقى الكمالات
ونلت إكسير سر لا نظير له==يبرعم الورد من صم الحجارات 
قد احتجبت كمثل الدر في صَدَف ==من التستر صونا للحقيقات
ففاض نورك من أصدافه ألقا==يهدي إلى الحق أصحاب الضلالات
وقد شددنا رحال الحج نحوكم ==نرجو معَجَّلَ مقبول الشفاعات
كي يصلح الله منا الشأن أجمعَه==ويخرق الله من مألوفِ عادات
وأن ننال غنى بالله خالقنا ==عن الأنام وفوزا بالمسرات 
بجاه أشرف خلق الله كلهم==أزكى الصلاة عليه والسلامات

شيخ الهدى ..

إني التجأت وإني الرازح الضَّرَعُ ==إلى الإله إليه فاز من ضرعوا 
وقد هرعت إلى الهادي وصحبته==وليس إلا إليهم بعده الهرع
وبالمُتات بغر الصالحين له==من أخلصوا القصد قد يستعذب الكرع
مَحَنْضِ بَابَ ومن راضوا رياضته==من مالهم بين أشتات الورى شِرَعُ
مَحَنْضُ باب الولي الصالح ابن جلا ==الزهد والنصح هِجِّيرَاهُ والورع
والعلم والحلم والإيثار شنشنة ==فيه من الغرر الأجداد من برعوا
فاز الذين تفانوا في محبته ==ومن على القرب من شيخ الهدى اقترعوا 
مِن قادة الأولياء المخلصين ومَن ==بهم إلى ربهم قد أوجف السَّرَعُ
مَحَنْضُ باب المفدى غوث مرحمة==والناس في طبه أو علمه شَرَعُ
إن يشتهد فهو في التشريع متَّبِعٌ==لكن أوابدُ شعر الشيخ تُبْتَدَعُ
نوَّاقُ كل خلوب اللفظ آبدةٍ==مثلِ المَهاةِ التي قد أفردَ الذَّرعُ
و كم تفرع من طود شمارخُهُ==من شم شوكان غُفلٌ ليس تُفْتَرَعُ
وكم بَدَائِهَ من إشراقه عميت==على الذين بليل الظاهر ادَّرعوا
والأولياء لهم في غوصهم عجب==وقد يضيق به من غيرهم ذرع
وهمة الشيخ إكسير قرعت به==باب الهدى فاز من إياه قد قرعوا
يا رب عمره في التقوى بعافية==بالأنبيا والذي من شرعهم شرعوا
عليهمُ صلوات الله عاطرةً == ما صَحْصَحٌ عمَّهُ من يُمنهمْ مَرَعُ

رحم الله السلف و بارك في الخلف.

من صفحة الإداري الأديب محمدن ولد سيدي الملقب بدن على الفيس بوك