يندرج تكلس الكتف ضمن أمراض العظام المؤلمة المزمنة ذات الشيوع و الانتشار، حيث تهاجم المريض آلام وخز حادة كما لو كان قد تعرض لصعق بالكهرباء، ويمكن علاج هذه الآلام المبرحة بالأدوية والعلاج الطبيعي والموجات الصادمة، وكحل أخير يمكن اللجوء إلى الجراحة.
وأضاف فريتش أنه لا يتوافر لأوتار هذه المجموعة من العضلات بين عظمة الكتف ورأس عظمة العضد سوى مكان محدود للغاية، وتعمل الترسبات الكلسية على تهيج الأوتار وزيادة سمكها، بحيث يصبح هذا المكان أكثر ضيقا.
وتظهر الآلام خصوصا أثناء الليل عند إجراء أي حركات فوق مستوى الرأس مثل تعليق الستائر أو تركيب لمبات الإضاءة، وتمتد من الكتف لتصل إلى الكوع في كثير من الأحيان.
وعادة ما يظهر تكلس الكتف في عمر يتراوح بين 35 وخمسين عاما، ولا تزال الأسباب التي تؤدي إلى ذلك غير معروفة إلى حد كبير، إلا أن البروفيسور أولريش برونر -من الرابطة الألمانية لجراحة الكوع والكتف بمدينة فورتسبورغ- يقول إنه من المحتمل أن نقص تدفق الدورة الدموية وبالتالي نقص الأكسجين في أوتار الكتف يؤدي إلى تحول الخلايا، ولكن لم يتم التوصل إلى أسباب تكلسه على وجه الدقة.
ويتم اكتشاف تكلس الكتف مصادفة في أغلب الأحيان عند إجراء فحص بالأشعة السينية. وأضاف برونر أن الترسبات الكلسية في أوتار الكتف لا تؤدي بالضرورة إلى ظهور الأعراض أو الآلام، وبالتالي فإنها لا تحتاج إلى علاج في مثل هذه الحالات.
ذوبان
وحتى مع ظهور أعراض وآلام تكلس الكتف فإن الأمر يستغرق وقتا طويلا كي تصبح هذه الآلام ملحوظة. وأشار فريتش إلى أنه قد تظهر آلام حادة بشكل مفاجئ والتي قد تستمر لمدة أسبوعين، وفي هذه الحالة تذوب الترسبات الكلسية من تلقاء نفسها وتبتعد عن الأوتار وتخترق الجراب (Bursae) المجاور، وهو ما يؤدي إلى التهابه.