حق الرد على ادعاءات ولد ابيبكر و مريديه / " أم التونسي " حصن المقاومة

أحد, 2016-01-31 23:50
محمد سعيد ولد بوسيف


أيها العقيد الحاقد الجاحد مالك تفتري كذبا ، و تهاجم من هم أشرف و أقدس من أن يتفوه أمثالك إليهم بكلمة شكر ، أحرى أن تشير إليهم بعصابات النهب و اﻹرتزاق ، صفات لا تخرج الا من فاه هو أهل لها - و هم من قال فيهم ربنا عز و جل ( إن الله إشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون و عدا عليه حقا في التورات و اﻹنجيل و القرآن و من أوفى بعهده من الله فأستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به و ذلك هو الفوز العظيم ) .
ألا تستحي أيها " القعيد " حين تتحدث بطريقة خجولة بما في الكلمة و تقول ( نحن أبناء المترجمين ، و حرس الدوائر ، و المجندين ، و القناصة و اﻷعوان ، موظفي اﻹدارة اﻹستعمارية ...الخ ) ، هل سألت نفسك قبل هذيانك هذا عن جواز دخول من تتبجل و تسرخ بهم بصوت عال- في جيش الكفار و أدلة النقل و العقل تحرم ذلك على المسلم ، و من ادلة النقل : القرآن و السنة ، و من أدلة القرآن : قوله تعالى ( الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله و الذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت ) النساء 76 ، و قوله تعالى و هو أصدق القائلين ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعضهم أولياء بعض و من يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) ، و أخبر عن حال متوليهم بما في قلبه من المرض المؤدي إلى فساد العقل و الدين أمثالك أيها " القعيد " فقال تعالى ( فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ) .
و معلوم أن من أظهر معانى موالاة النصرة ، هو المشاركة معهم في جيشهم نصرة لهم و بالتالي يكون قد تولى القوم الذين غضب الله عليهم لكفرهم .
دليل السنة : فقد ورد عن النبي عليه أفضل و أزكى الصلاة أنه قال : ( أنا برىء ممن يقيم بين أظهر المشركين لا تراءى نارها ) الحديث صححه اﻷلباني في اﻷرواء " 5/30 " .
أما دليل العقل : فيتضح من جهة أن الجندي المسلم يتلقى اﻷوامر من القائد الكافر ، و هذا يعني أنه أعلى الكافر عليه فصار أعز عليه في هذه الحالة ، و هذا لا يجوز ﻷن الله تعالى يقول في حق المؤمن و ما يجب أن يكون ( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ) .
فلا شك أن ذلك كان واضحا فيما ذهب إليه بعض الضباط الفرنسيين الميدانيين أمثال " جولييه " و "فريرجان " عندما تحدثا عن علاقاتهما ببعض الشيخصيات المتدينة و النافذة و وفائهم لفرنسا ، ما بالك بالجندي البسيط الذي يتلقى اﻷوامر بصرامة أشد ، يقول الرائد جلييه ( في مرحلة تمهيدية بدأ كبولاني إتصالاته بالمشايخ الدينيين ، اﻷكثر نفوذا ؛ مثل الشيخ سيدي ، و الشيخ سعدبوه ، و الشيخ سليمان ، و العلماء اﻷكبر شهرة ، و بد مفاوضات شاقة إستطاع كبولاني إزاحة العقبات ... بفضل معرفته العميقة بالنفسية المسلمة ، و إتقانه للغة العربية ) ، هذا فضلا عن علاقته ب " أخيارهم ولد سيدي التي تجاوزت شرب الشاي المنعنع التعويض له بصاك من السكر و حفنة من الورقة و كمية من أمنيج " مقابل أخبار القوم .
يقول الرائد فريرحان : ( بفضل أخيارهم ولد سيدي فتحت نافذة على البيزان ... إنه يعلم و يعرف كل شيئ ) ، إن مشايخ المهادنة لم يقفوا عند هذا الحد فحسب بل تجاوزا ذلك عند ما يقول جولييه الذي عايشهم ( هؤلاء الشيوخ المقدسون هم الذين عند عودتهم الى أحيائهم ، يستخدمون لنشر هذه اﻷفكار الجديدة ، و إقناع ذويهم و تلاميذهم بها ، و من ثم إقناع قبائل الزوايا و بعض المحاربين بفكرة الخضوع للسلطة الفرنسية و قبول حمايتها ) .و يشير الرائد جلييه بإستغراب و دهشة ( هذا حدث فريد في حوليات المسلمين ، فإن هؤلاء الشيوخ المتديتين هم من مهدوا لنا الطريق و أدخلونا الى موريتانيا ) ، كانت هذه لمحة موجزة عن ما كان يجرى وراء الستار .
" أم التونسي " لم تكن كمينا و لا ثأرا بين أبناء العمومة حسب ادعاءات ولد ابيبكر و غيره بقدر ما كانت معركة مقاومة ضد مستعمر و أعوانه أديرت بإستراتيجية محارب متمرس .
فهل أراد غزي أم التونسي الفرنسيين و أراد الله الفرنسيين و من ولاهم معا .
لا شك أن العدو الذي مني بهزيمة لم تكن في حسبانه ، كان على علم بقدوم " الغزي " فلهذا كان في أقصى ما يكون و أقوى بالعدة و العتاد فقد أختار الى جانب الضباط الفرنسيين الستة و الرماة السنيغاليين ، نخبة من خيرة المجندين المحليين " كوميات " شاركوا الى جانب العدو في معارك عديدة ضد المقاومة في بلاد شنقيط - مقارنة بالمجاهدين الذين لا يملكون سوى الجمال و بنادقهم المتواضعة و أكثرها " لكشام " و البعض منهم قد لا يملكها ، لكنهم يملكون ما هو أقوى ، إنه اﻹيمان الراسخ في قلوبهم بالجهاد في سبيل الله ثم الدفاع عن الأرض و العرض .
كان "غزي أم التونسي "يفوق مائة من الرجال، بقيادة كل من البطل سيدي ولد الشيخ و البطل إبراهيم السالم ولد ميشان و البطل سيدي احمد ولد الكوري ، و القائد الروحي محمد المامون بن محمد فاضل لولا كسره الشهير ، و كانت اﻹنطلاقة من تادخست وليس" السمارة " مرورا بالخط ، ثم إلى آوسرد وتشله فآغوييت إلى أن وصلوا خط لعكل ثم تفلي وكانت المنطقة مخضرة، "وفي الساعات الأولـى من صبيحة يوم الأربعاء في 15 ربيع الثاني 1351هـ 18أغسطس 1932م بعث الغزي برجلين للاستطلاع أو ما يسمى ب"الشوف" وهما: سيدي ولد القاضي وسعيد ولد أحمد لعمر فعادا مبشرين بقرب العدو فقالت جماعة من المجاهدين لا تنتظروا ألم تأتوا للشهادة؟ وقد جاءكم الله بها ، فأندفعوا نحو العدو مقبلين غير مدبرين وكانت تحسب لهم تلك البسالة لأنها ترعب العدو، أما ابراهيم السالم ولد ميشان والجماعة التي أخذت برأيه فكانوا على ثقة تامة بحنكة المجاهد إبراهيم السالم ومعرفته للعدو من خلال معاركه السابقة، وكان لهذه الجماعة بقيادة هذا المتمرس رأي آخر نظرا لخبرته العسكرية وبراعته وسرعته الفائقة استطاع ان يباغت العدو بالالتفاف من الخلف على الفرقة الفرنسية المدججة بالسلاح والعتاد وإرباكها بضربات موجعة و مفاجئة لم تكن في الحسبان أصابت الفرنسيين وأعوانهم بالهلع والخوف وفرار البعض وما هي إلا ساعات بدأت بوادر النصر تلوح في الأفق وذلك بمقتل كل الضباط الفرنسيين الستة وعلى رأسهم "ماك ماهون" برتبة ملازم وهو نجل الرئيس الفرنسي آنذاك و 12 من الرماة و21 من الكوميات، كما استولوا على حوالي خمسين جملا برواحها، و غنموا مدفعا رشاشا ، أما من جانب المجاهدين فقد استشهد منهم 17 مجاهدا و جرح منهم 18 ، يقول الباحث و الكاتب الطالب أخيار بن الشيخ مامين في كتابه : علماء و أمراء في مواجهة اﻹستعمار اﻷروبي ما نصه " يصيف سلمنه ولد احمد زين رحمه الله في روايته وهو أحد المشاركين في هذه المعركة :أن المعركة تميزت بالشراسة والسرعة ، و أن رجال المقاومة في هذا اليوم كانوا من الشجاعة و البسالة بمكان ، لكنهم لم يبلغوا مدى ابراهيم السالم ولد ميشان في اﻹقدام فقد رأيته ، يقول سلمنه ، يلتف من الخلف على جنود الفرقة فيقتل ثلاثة من الفرنسيين و سبعة من الرماة ، و أنه كان يكر و يصول بسرعة البرق في ميدان المعركة.و أنه هو قاتل أحد أشرس كوميات عثمان ولد احمدو .
لقد كانت معركة "أم التونسي" مفخرة بطولية كبرى سجلها التاريخ، لكوكبة من المجاهدين الا أن المتأمل في اﻷبعاد الحقيقية لهذه المعركة التي خاضها المجاهدون ضد المستعمر قد تمت إدارتها بنجاح تام و براعة فائقة حيث إختار المجاهد إبراهيم السالم ولد ميشان المكان المناسب لتسديد الضربات الموجعة و القاصبة للوحدات الفرنسية رغم فارق القوتين .
أما بخصوص الرسالة الملفقة أيها " العقيد " التي تتشدق بها أنت و غيرك و حسب إدعاءاكم المغلوط بأنها تخص رجال من قبيلة أولا ادليم وهم ( اعل ولد ميشان - امحد ولد اعل ولد احمد زين - سيدي حمد ود عمار ولد امبارك - احمد ولد يرعاه الله) يعلنون ولائهم لفرنسا بتاريخ 2 دجنبر 1932 م ، فهذا ما ينفيه الواقع لهذه القبيلة الذي لا يؤخطه كل من لديه أدنى معرفة بهذه القبيلة لعدة إعتبارات :
1- اولاد ادليم لم يكونوا من طرف مشايخ المهادنين بل من طرف المجاهدين و شيخ المجاهدين الشيخ ماء العينين ، وقد شاركوا في معارك عديدة قبل أم التونسي و بعدها .
2- الرجال اﻷربعة الذين تم ذكرهم كانوا من أبرز رافضي الإستعمار ، لكنهم لم يكونوا ممن شارك في المعركة .
3- اعل ولد ميشان الذي على رأس الرسالة المزعومة هو :
- شقيق الشهيد سيدي احمد ولد ميشان و هذا اﻷخير قتل من طرف الفرنسيين في وقعة الخلجان في منطقة تازيازت سنة 1910
- اعل ولد ميشان هو والد ابراهيم السالم ولد ميشان الذي لا يجهل خاصة من اﻷعداء فقد أذاقهم ما يجعلهم يذكرونه قبل و بعد أم التونسي ، فقد لقبه النقيب " دتون لويسكي " ب Le spécialiste في مهاجمته لقافلة السيارة الفرنسية بسهل أمساكة أو ما يسمى في التقارير الفرنسية L'attaque du Convoi في 8يناير 1934 م22 رمضان ، و كذلك وقعة " حرك الدبش "1933 م اي اشعال مؤن النصارى في منطقة " تنودارت " و التي كانت امدادا لمراكزهم ، كما ان الرجل لم يكاتب و كان آخر من يطلق الرصاص على العدو
- عند ما تقارن بين تاريخ الرسالة المزعومة 2 دجنبر 1932 و تاريخ آخر معارك ابن الرجل المتهم اﻷول ستلاحظ التناقض الذي لا تخطيئه العين .
4 - الغزي : كان يضم قبائل شتى( اولاد ادليم - أولاد اللب - الركيبات - اولاد ابي السباع - لعروسيين - تكنة - الكرع - أسكارنة - كنتة - الزعيم الروحي للغزي محمد المامون ولد محمد فاضل ) .
5 - لم يكن بين أبناء العمومة من العلب و أولاد ادليم أي ثأر سوى أن بعض العلب تم تجنيدهم أنذاك من طرف شيخهم باب ولد الشيخ سيديا بعدما تتلمدوا عليه -الى جانب المستعمر و لذلك أصبحوا في المواجهة ضد المقاومة بصفة عامة
6 - في نهاية سنة 1934 م قاد الفرنسي " كوفلى " حملته اﻹنتقامية الشهيرة لقتلى أم التونسي ، ففي احدى جولاته اﻹنتقامية على سبيل المثال لا الحصر ، نهب كل ما تملك عائلة أهل بوسيف و قتل اﻷب ألمين كون أبناءه السيد ولد بوسيف و الدوه ولد بوسيف من جرحى معركة أم التونسي ، لماذا لم تشغع له تلك الرسالة المزعومة .
7 - الرسالة
لا تحمل ختمة
8 - متى كان يهمك ماهو مقاومة و ما هو ثأر بين قبيلتين ، ألست انت القائل أن مقتل كبولاني كان خطأ لا يغتفر ، هل غيرت رأيك في المقاومة بين عشية و ضحاها أم أن الرأي عندك بين الطموح الذي لم تجد له النور بعد ولن تجده ﻷنك تحاول اللعب مع الكبار فأحذر اللعب مع من هزم أسيادك الكبار ، فقد طفح الكيل و بلغ السيل الزبى - و بين زعزعة أمن و إستقرار البلد بإثارة النعرات الفيئوية و القبلية و كذا الجهوية .
ألم تكف عن محاولاتك الخجولة و اليائسة لزعزعة أمن و إستقرار بلد عانى و مازال يعاني بسبب أمثالك ، أم أنك تريد إقحامه فيما تمر به في مثل هذه اﻷيام أمتنا اﻹسلامية من محن عظيمة و نوازل شديدة ، و نكبات متلاحقة ، ساهم فيها بشدة تعرض اﻷمة لخيانات متعددة ، تارة من أعداء الدين أسيادك ، و تارات - و هو أنكى من أبناءها أمثالك ، لا لشي سوى السعي في اﻹستزادة من الدنيا الدنية ، و التي لم يسلم منها أحد ، و أسعد الناس فيها من قنع ببلغة تبغله غايته ، و لقمة يسد بها جوعه ، و ليبذل و يسعى بعد ذلك فيما ينفع البلاد و العباد .
إنتهى