دروب الأسى / المصطفى بن أمون "شعر"

أحد, 2015-12-27 18:29

 

إنّ الحياة بلا عهدٍ ولا ذمم...

فلا تغرَّ بما يغشاك من نعم

ما إنْ تدومُ على حال تكونُ به

فكنْ على حذر من صابِها الشّبم

في كل يوم من الأيام تفجعنا

ونحنُ نمرحُ في دوامة الحُلم!!

ما إنْ يمرُّ بنا يومٌ فنغبطه

إلاّ وباغتنا بحادثٍ عَمم!

فكمْ أحالتْ صروفُ الدهر بهجتنا

إلى يبابٍ من الأحزان والسقم...!

كأننا غرضٌ للموت تطلبه

بلا توانٍ ولا كدٍ ولا سئم..

فلمْ تخلدْ أميراً في إمارته

ولا وزيراً ولا ساع على قدَم

من عهد آدمَ سيفُ الموت في صخبٍ

يفري الجميع ونارُ الحزن في ضَرم

فذي مدامعنا تنثالُ من كمدٍ...

وذي جوانحنا تغلي من الحِمم

فكمْ تبددَ في درب الهوى أملٌ

على صفيح من الأحزان والألم

واليومَ تصدعُ باب الصبر فاجعة

بموت أحمد صنوَ المجد والذمم

فتىً تأبط من وحي الهدى قبسًا

يضيءُ في عرصاتِ التيه والعدم

فكمْ تأففَ من عيبٍ يذامُ به

وكمْ أزالَ عناءَ البائس الهرم

فتىً تعلقَ بالعلياءِ من صغر

في العلم والحلم والإخلاص والكرم

طوبى لأحمدَ من فتىً يقومُ على

نشر الفضائل والأخلاق والحكم

فكمْ أثارَ فراقُ القــَرْم من شجنٍ

ومن هُيام ومن حُزن ومن ألم...

يا رب أنتَ الكريم المستغاثُ به

فاكرمْ وفادته بالعفو والنعم...

واسبلْ عليه مع الرضوان عافية

واخلفه في الأهل والأحباب والرحم

وعـِذهُ من ورطاتِ الحشر قاطبة

بلا عناءٍ ولا خوف ولا ندم...

صبرًا عزيزُ فصبرُ المرء ينفعه

لدى المصائب والأحزان والنقم

فلا عُدمتَ مدى الأيام معتصمًا

بالله والصبر والإخلاص والهمم

ثم الصلاةُ على المختار من مضر

والآل والصحب في بدءٍ وفي ختم

 

كلمات: الشاعر/ المصطفى بن أمون

كيفه بتاريخ:24/12/2015م

[email protected] بريد ألكتروني: