كيف خفف شباب موريتانيون وطأة البرد على فقراء العاصمة نواكشوط

اثنين, 2015-12-14 17:02

أمام كوخ متهالك وسط حي "لمغيطي" الشعبي بالعاصمة الموريتانية نواكشوط تجلس "فاتو ماربا" وهي تحمل ابنها الصغير في انتظار استلام ملابس شتوية يقدّمها بعض الشباب في إطار حملة يقومون بها كل سنة من أجل تخفيف معاناة سكان الأحياء الشعبية.

ليست المواطنة "فاتو ماربا" وحدها المستفيدة من حملة "دثروني" التي أطلقتها جمعية الإدارة للثقافة والتنمية، بل هناك العشرات ينتظرون نصيبهم من الملابس الشتوية التي قررت الجمعية توزيعها عليهم.

ألم وأمل

في مكان تجمّع المستهدفين بتوزيع الملابس الشتوية، وقفت "ديه بنت بلال" مع أصدقائها في الجمعية واصفة حال سكان هذه المنطقة بقولها: "يعيشون حالة عزلة زاد من آلامها حلول فصل الشتاء الذي عصف بآمال المئات من فقراء الحي، الذين كانوا يؤنسون أنفسهم بإمكانية حدوث لفتة حكومية تخفف الحسرة والحزن الباديين على شفاه عشرات من سكان الحي الفقير".

وقالت دية بنت بلال لـ"هافينغتون بوست عربي" إن "الشباب القائم على جمعية الإرادة للثقافة والتنمية خفف من معاناة سكان الحي عن طريق تقديم العديد من المساعدات آخرها توزيع ملابس شتوية، شملت العديد من الأسر القاطنة بالحي الشعبي الذي يعاني سكانه نقص الماء، والكهرباء، والتغطية الصحية وتوفير التعليم".

عمل متواصل لدعم المحتاجين

رئيس جمعية الإرادة الخيرية في موريتانيا، الهادي ولد المنير، ولد الطلبة قال: "إن شباب الجمعية يواصلون عملهم المكثف من أجل تقديم العون للمحتاجين بشكل عام"، مؤكداً أن حملة "دثروني" الهادفة لتقديم الملابس للفقراء ستستمر طوال فصل الشتاء.

وأضاف ولد المنير لـ"هافينغتون بوست عربي" أن "عملية توزيع الملابس الشتوية استفادت منها حتى الآن أكثر من 200 أسرة، وتضم المساعدات ملابس للكبار والصغار، بالإضافة لبطانيات وأغطية تساعد سكان الأحياء الشعبية في الحصول على الدفء المفقود لديهم في فصل الشتاء".

وقد قامت الجمعية منذ تأسيها بتقديم المساعدات للمحتاجين بمختلف أشكالهم من ذوي الإعاقة، والفقراء، والطلاب، والمعوزين.

التطوّع وسيلة الوصول للهدف

تعتمد جمعية الإرادة في دعمها للفقراء على تطوّع منتسبيها من الشباب المتحمس للعمل الخيري والتوعوي، مقدمة بذلك الكثير من المساعدات المالية لآلاف الأسر داخل البلد منذ تم تأسيسها في عام 2010 وحتى اليوم.

الحسين ولد سيدي، مسؤول المتطوعين في الجمعية، يقول لـ"هافينغتون بوست عربي" إن "العمل التطوعي حاجة ضرورية وغذاء روحي لدى العديد من الناس، وهو أيضاً عمل متحضّر يهدف بالأساس إلى تقديم المساعدات للمحتاجين ودعمهم في مختلف نواحي الحياة".

وأضاف ولد سيدي أن "فريق الجمعية لا يتجاوز 70 متطوعاً أغلبهم من فئة الشباب، فالعمل التطوعي بموريتانيا مازال يشهد العديد من النواقص".