بعد أربع سنوات من التوتر/ هل تتحسن العلاقات الموريتانية – المغربية "قراءة"

أحد, 2015-12-13 09:51
لم يلتق قائدا البلدين منذ 2008 و تعود هذه الصورة لأيام حكم الرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبد الله حيث كان ولد عبد العزيز مبعوثا إلي الملك المغربي

تحليل - صحيفة مراسلون  الإلكترونية / كتبت الصحافة المغربية قبل سنتين أن بدايات الخلافات الموريتانية المغربية بدأ صغيرا، وكان تأجيل إحدى الزيارات المقترحة من الجانب الموريتاني ليكبر ككرة الثلج ويتأثر بالتجاذبات الإقليمية وينعكس على السياسة المحلية

ولكن ما نعرفه أن شرارتها المعلنة كانت نهاية 2011 بعد طرد السلطات الموريتانية مراسل وكالة الأنباء المغربية الرسمية عبد الحفيظ البقالي الذي تغلغل في الصحافة الموريتانية وجند حلفاء منها للجانب المغربي فيما يتعلق بملف الصحراء وخلافات المغرب مع الجزائر.

بعد ذلك استقر المعارض الموريتاني البارز محمد ولد بوعماتو في مدينة مراكش المغربية وجعلها مركزا لإدارة أنشطته المالية الواسعة ومنها بدأ تشكيل جبهة لضرب النظام الموريتاني بكل ما وسعه ذلك - حيث ما تزال المعركة متواصلة -

وقد كان رد موريتانيا مفهوما من خلال عدم تعيين سفير بالمغرب وسحب القائم بالأعمال وترك السفارة في إدارة مستشار قادم من سفارة موريتانيا بالجزائر، وهو أمر لم تفلح في التأثير عليه مساعي الوزير الأول المغربي بنكيران الذي يمثل بالنسبة للسلطة الموريتانية حليفا لأحد أكبر أحزاب المعارضة هو حزب "تواصل" ذي التوجه الإسلامي.

وتعززت الخلافات بالاستضافة الرحبة التي سخرها المخزن المغربي للمعارض الموريتاني الآخر المصطفى ولد الإمام الشافعي حيث لم يعط لمذكرة التوقيف الصادرة في حقه من موريتانيا أي أهمية بل أكرم وفادته ومنحه امتيازات كبيرة.

وحسب معلومات نشرت قبل سنة فإن التأييد الجزائري الكبير لتولي موريتانيا لرئاسة الإتحاد الإفريقي قد زاد غضب المغاربة، وهو تأييد تبعته عدة إشارات إيجابية في العلاقات الموريتانية الجزائرية قبل أن تطرد موريتانيا مستشارا أمنيا بالسفارة الجزائرية قالت إنه سرب معلومات خاطئة تسيء إلى الجيران لأحد الصحفيين المؤيدين للصحراء المغربية.

وهنا جاء تصريح رئيس الحزب الحاكم الموريتاني سيدي محمد ولد محم أن موريتانيا تريد العلاقة مع المغرب والجزائر معا وليس مع أحدهما على حساب الآخر وهو ما اعتبر رأيا يتناسب مع الموقف الموريتاني المتوزان من قضية الصحراء الغربية.

موقف يجعل النظام الموريتاني يرسل تهنئة بمناسبة العرش الملكي في ذات اليوم الذي يزود المخيمات الصحرواية بالمساعدات الإنسانية.

ومن المؤكد أن زيارات أحد المفوضين الإقليميين الموريتانيين إلى المغرب قبل شهرين، وكذا زيارة رئيس الحزب الحاكم إلى الرباط في دعوة من حزب الاستقلال ذي العلاقات الجيدة مع المخزن المغربي وما يقوم به زميل درب ولد عبد العزيز الجنرال غزواني من اتصالات، كل ذلك قد أتى أكله من خلال المشاركة المغربية في الاستعراض العسكري بنواذيبو حيث كانت رسالة إلى من يهمه الأمر.

كما أن الزيارة الحالية لوزير الخارجية المغربي ومدير الاستخبارات قد تزيل بعض اللبس الحاصل، لكننا لا يمكن أن نتحدث عن تحسن حقيقي بين المغرب والنظام الموريتاني قبل:

  • -تعيين سفير موريتاني بالرباط؛
  • -موقف واضح من المغرب في احتضان المعارضين الموريتانيين للنظام.

ولماذا لا نقول إن الدليل القطعي للتحسن هو قيام الملك محمد السادس  بتلك الزيارة - المؤجلة إلى حين - إلى نواكشوط؟

أما أي حديث آخر عن تحسن  ملحوظ خارج النقاط السابقة أو إحداها فيبقى مجرد تفاؤل حالم أو رجاء لا يمت إلى الواقع بصلة.

مراسلون