الشيطان يعظ.. / باب ولد أحمد ولد حمدي - باريس

أربعاء, 2015-09-02 16:24
باب ولد أحمد ولد حمدي - باريس

"الشيطان يعظ" عنوان رواية معروفة للأديب العالمي نجيب محفوظ، ومع أنني لست هنا لأتكلم عن هذه الرواية غير أن عنوانها قفز إلى ذهني؛ وأنا أقرأ بيان المعارضة الهجومي على إنشاء هيئة خيرية، غير ربحية وذات نفع عام.

وبغض النظر عن صاحب الهيئة أو من كان له الفضل في إنشائها، فقد اندهشت من المستوى الذي نزلت إليه هذه المعارضة، ومن بين أعضائها أشخاص أحترمهم وأقدرهم، وكنت أربأ بهم أن يكونوا أداةً بيد زمرة من الذين يعلمون وأعلم ويعلم المواطن الموريتاني ماضيهم القريب في نهب خيرات هذا الوطن.

 أَمَا كان يجدر بالمعارضة العتيدة؛ أن توجه هذا السؤال إلى أغلبية أعضائها وأشدّهم تطرفا في الدفاع عن الصالح العام، وهم من أَثْرَوْا على حساب هذا الشعب؟!

ألم يتبادر إلى أذهانهم أن يسألوا أحد أحزابهم: من أين له تمويل عمله الخيري الواسع النطاق؟.. مع أنني أشجع وأدعم أي شخص أو حزب يساعد فقراء البلد ومحتاجيه.

وأود أن أقول إنه بدلا من التجريح والتثبيط؛ كان الأولى بأولئك أن يشجعوا كل ما من شأنه أن يساعد في بناء الوطن والتخفيف من آلامه وأحزانه.

وفي الأخير، فهيئة الرحمة لا تعدو كونها مؤسسة خيرية؛ قام أحد شباب هذه البلاد بإنشائها من خلال علاقات بناها طيلة فترة دراسته في الخارج مع منظمات وشخصيات ناشطة في مجال العمل الخيري.. وكان بإمكانه - لو أراد جمعَ المال - أن يجمع منه ما يريد دون أن يعلم به أحد.

حَرِيٌّ بنا - بدل النقد الهدّام والهجوم الأعمى ورمي الناس بالباطل - أن نحاول ونستخدم جاهنا وشهرتنا ومعارفنا وعلاقاتنا في ما يفيد الوطن، ويعود بالنفع على المواطنين.

أدعو كل الأحزاب والشخصيات إلى التأسي بهذه البادرة الحسنة.. وإلى إنشاء هيئاتٍ على غرارها تواسي المحتاج، وتُنفّس عن المكروب، وتحمل الكَلَّ، وتُعين على نوائب الحق..

وأرجو مخلصا أن لا يكون هَمُّ معارضتنا الدائم والوحيد؛ هو الوصول إلى السلطة فقط، دون أن تقدم شيئا ذَا بَالٍ إلى المواطن البائس، سوى بيانات وخطاباتٍ لا تخدم المصلحة العامة في أغلبها.