نص مقابلة الرئيس ولد عبد العزيز مع RFI " مترجما و مكتوبا "

سبت, 2017-04-15 09:05

نشرت الوكالة الموريتانية للأنباء نصا مكتوبا للمقابلة التي أجراها الرئيس محمد ولد عبد العزيز مع إذاعة فرنسا الدولية :

"إذاعة فرنسا الدولية: السيد الرئيس مرحبا بكم، لوحظ مؤخرا إحجام الوزراء الفرنسيين عن القيام بزيارات رسمية لموريتانيا منذ إعادة انتخابكم 2014، هل يعني ذلك أن علاقاتكم كانت أفضل عندما كان نيكولا ساركوزي في السلطة؟
فخامة رئيس الجمهورية: ربما كان هناك تبادل أكثر، وهذا لا يعني بالضرورة أن العلاقات كانت أحسن. والسبب ينبغي أن تبحثوا عنه هنا في فرنسا وليس في موريتانيا.
إذاعة فرنسا الدولية: هل انتخاب فرانسوا فيون سيكون الأفضل بالنسبة لكم، أي عودة اليمين إلى السلطة في فرنسا؟
فخامة رئيس الجمهورية: نتابع باهتمام بالغ مايجري حاليا على مستوى الإنتخابات في فرنسا. وعلى كل حال نحن معنيون بالحفاظ على روابط طيبة مع فرنسا، ولا أعتقد أن الأمر يتعلق بالأشخاص.
إذاعة فرنسا الدولية: فيما يتعلق بقضية الإرهاب، يبسط الإرهابيون نفوذهم حتى موبتي في وسط مالي، بتواطؤ من مجموعة الفلان، هل يقلقكم هذا؟
فخامة رئيس الجمهورية: كل ما يحدث في مالي يقلقنا. بالفعل، المشكل يتمدد من الشمال إلى الجنوب، وهناك أصلا مشاكل في شمال ذلك البلد، لم تتم السيطرة عليها. نرى أن الوضعية تتفاقم، وبدل السيطرة عليها تتمدد للاسف.
إذاعة فرنسا الدولية: هل يقوم الرئيس إبراهيم ببكر كيتا بما يلزم؟
فخامة رئيس الجمهورية: نعم، الماليون يقومون بكل ما بإمكانهم فعله، لكن الوضع جد خطير، وتغذيه كذلك التوترات خارج حدود مالي، للأسف.
نتحدث عن تمرد في شمال مالي وعن الإرهاب، لكننا للأسف نتحدث أقل من ذلك عن تهريب المخدرات في المنطقة التي تغذي كل هذا. فالمصدر الوحيد لتمويل ودعم الإرهاب، بعد دفع الفدى مقابل الرهائن هو تهريب المخدرات.
إذاعة فرنسا الدولية: هل موريتانيا محصنة ضد تهريب المخدرات:
فخامة رئيس الجمهورية: على كل حال نقوم بجهود كبيرة، صحيح أنه من الصعب أن نجزم بأن موريتانيا محصنة من هذا، فلدينا مليون كلم مربع يجب تأمينها وجعلها محصنة، لكن على كل حال نقوم بجهود كبيرة وهذا ما أعطى نتائج ملموسة بادية ومعترف بها من طرف الجميع.
إذاعة فرنسا الدولية: لم تعرف موريتانيا أي حادث إرهابي منذ 2011، مع ذلك تتغاضون عن وجود مسؤولين سابقين في جماعة أنصار الدين مثل سنده ولد بوعمامه الناطق السابق باسم هذه الحركة، وزعيم سابق من القاعدة مثل أبو حفص الموريتاني. لماذا تستقبلونهم في بلدكم.
فخامة رئيس الجمهورية: أولا، يتعلق الأمر بموريتانيين، فبوعمامه موريتاني، كان ناطقا باسم القاعدة في تمبكتو، كما قاد عمليات بنفسه. والثاني كان ناطقا ومستشارا دينيا، أعتقد لبن لادن. هم فعلا يعيشون في موريتانيا بهدوء، لأنهم تابوا ولم يعودو يشكلون أي خطر.
إذاعة فرنسا الدولية: ألا تخشون أن يعودوا يوما إلى نشاطاتهم؟
فخامة رئيس الجمهورية: لا يمكنهم العودة إلى ذلك، لأنهم مطلوبون من طرف الإرهابيين.
إذاعة فرنسا الدولية: مؤخرا أعلنت السنغال أنها أوقفت عدة إرهابيين محتملين أو متواطئين مع الإرهابيين، لماذا لا نشاهد مثل هذه الاعتقالات في موريتانيا؟
فخامة رئيس الجمهورية: لم يعد هناك أي وجود للإرهابيين في بلدنا. الإرهابيون الوحيدون الموجودون عندنا في السجون، ولا يمكن أن نخرجهم من السجون لنعتقلهم من جديد. لدينا تقريبا حوالي الأربعين بعضهم محكوم عليه بالإعدام، وقد أطلقنا سراح 36 إرهابي من بين السبعين أو الثمانين المعتقلين، أطلق سراح 36 منهم ولم يعد منهم إلى الإرهاب سوى إثنين فقط، والبقية استفادت من تمويل مشاريع واستقروا في بلدهم، وهم الآن في موريتانيا.
إذاعة فرنسا الدولية: هل من كلمة حول علاقاتكم مع المغرب، فلماذا منذ سنوات عديدة موريتانيا ليس لديها سفير في المغرب؟
فخامة رئيس الجمهورية: فعلا ليس هناك سفير، لدينا قائم بأعمال وسفارة مفتوحة، والعلاقات جيدة.
إذاعة فرنسا الدولية: ماذا يعيقها، وما مصدر الانسداد بين بلديكم؟
فخامة رئيس الجمهورية: لا أعتقد أن هناك انسدادا، عمليا نقيم نفس العلاقات مع جميع البلدان، لكننا نعاني بالفعل من مشكل المغرب العربي الذي لم يتمكن من التقدم.
إذاعة فرنسا الدولية: المغرب يدق بقوة وبإصرار على باب المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، هل تعتزم موريتانيا العودة إلى صفوف هذه المنظمة الغرب إفريقية؟
فخامة رئيس الجمهورية: الأمر لا يتعلق بلعبة الدومينو، نحن في نقاش من أجل شراكة مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا منذ عدة سنوات، ونحن بصدد التوصل إلى اتفاقيات معها قريبا.


إذاعة فرنسا الدولية: إذا، لا تنوون العودة إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا؟
فخامة رئيس الجمهورية: لا ننوي ذلك في الوقت الحالي. أولا نحن بلد مغاربي.
إذاعة فرنسا الدولية: غادرتم المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا للانضمام إلى اتحاد المغرب العربي، هل كان الخيار الأفضل؟
فخامة رئيس الجمهورية: نعم، حينها قمنا بالخيار الأفضل، وسنواصل العمل لبناء المغرب العربي الكبير.
إذاعة فرنسا الدولية: في موريتانيا رفض مجلس الشيوخ مشروع التعديل الدستوري الذي كان مقدما للتصويت، لماذا اليوم تتجاوزون موقف الشيوخ للذهاب إلى الاستفتاء؟ لماذا تتمسكون بهذا التعديل الدستوري؟
فخامة رئيس الجمهورية: لا أتمسك وحدي بهذه التعديلات، لقد نظمنا حوارا بين الأغلبية الرئاسية وجزء كبير من المعارضة، وهذه التعديلات كانت من مخرجات هذا الحوار.
إذاعة فرنسا الدولية: اليوم، أنتم من قرر التوجه إلى هذا الاستفتاء؟
فخامة رئيس الجمهورية:نعم، قررت ذلك احتراما لهذا الحوار.
إذاعة فرنسا الدولية: الحوار لم يكن شاملا؟
فخامة رئيس الجمهورية: على كل حال شمل 90 بالمائة.
إذاعة فرنسا الدولية: أليست الأولوية بالنسبة لموريتانيا في قضايا أخرى لا تتعلق بإلغاء مجلس الشيوخ وتغيير العلم؟
فخامة رئيس الجمهورية: لدينا أولويات عديدة، وهذه من ضمنها. لدينا أولويات كثيرة فنحن بلد سائر في طريق النمو.
إذاعة فرنسا الدولية: هل ستواصلون المسار لتنظيم هذا الاستفتاء؟
فخامة رئيس الجمهورية: بالتأكيد سينظم قريبا، ننوي تنظيم الاستفتاء خلال أشهر قليلة، ربما، مباشرة في نهاية الصيف.
إذاعة فرنسا الدولية: ضمن مشروع التعديلات الدستورية، لا تطرح قضية عدد المأموريات الرئاسية، هل من تعديلات قبل العام 2019؟
فخامة رئيس الجمهورية: هذه التعديلات هي الوحيدة المطروحة حاليا على الطاولة.
إذاعة فرنسا الدولية: هل ستغادرون السلطة في العام 2019؟
فخامة رئيس الجمهورية: أنتظر العام 2019 لاحترام الدستور.
إذاعة فرنسا الدولية: هل تفكرون في خليفة لكم؟
فخامة رئيس الجمهورية: من الآن وحتى العام 2019، لدينا الوقت للتفكير في كل هذا. نحن في العام 2017، على أية حال الدستور سيحترم وهذا هو الأساس.
إذاعة فرنسا الدولية: قريبا في ال23 إبريل، ستنعقد جلسة محاكمة مدون شاب تمت إدانته بالزندقة وحكم عليه بالإعدام في 2014، وتمت مراجعة ملفه. في حالة إطلاق سراحه خلال الجلسة القادمة، هل يمكن ضمان أمنه في موريتانيا؟
فخامة رئيس الجمهورية: كما تعلمون الوضعية صعبة، خصوصا أن القضية مازالت بيدي القضاء، وإذا أطلق القضاء سراحه، فالدولة هنا لتأمينه كما كل الموريتانيين.
إذاعة فرنسا الدولية: هل من رسالة توجهونها لمن يعادونه بعنف؟
فخامة رئيس الجمهورية: علينا جميعا، سواء كنا في النظام أو مواطنين أو منظمات المجتمع المدني أن نترك هذا المشكل بين يدي العدالة، فوحدها العدالة مخولة تطبيق القوانين في بلدنا.
إذاعة فرنسا الدولية: السيد الرئيس أشكركم"