مدير سوداتيل: الموريتانيون يشبهوننا (مقابلة حول التجربة والشركة وفروعها)

أحد, 2017-04-09 20:07
طارق حمزة زين العابدين الرئيس والمدير التنفيذي لشركة سوداتيل

قبل نحو 6 سنوات ونيف، ترك طارق حمزة زين العابدين الرئيس والمدير التنفيذي لشركة (سوداتل) عمله بشركة « إيه تي إن تي » في الولايات المتحدة الأميركية، وعاد للعمل في شركة الاتصالات السودانية « سوداتيل » كمدير فني، لكنه لم يلبث بعد 4 سنوات أن أصبح نائبا للرئيس ثم مديراً عاماً ورئيساً لكل المجموعة في عام 2014. ومنذ ذلك اليوم أخذت سوداتل منحى آخر على مختلف الأصعدة.

في بداية اللقاء مع طارق حمزة زين العابدين الرئيس والمدير التنفيذي لشركة سوداتل، قال أنه يريد أن يوجه بعض الرسائل للمستثمرين، وهي أن الشركة استطاعت تسديد ديونها العالية، كما أن رأس المال العامل السالب، كان يبلغ 400 مليون دولار في العام 2012 والآن استطعنا تخفيضه إلى 160 مليون دولار، وبحلول نهاية العام 2017 سيصبح إيجابياً.
ويضيف زين العابدين أن سوداتل في العام 2015 وزعت أرباحا بلغت سنتا واحداً عن كل سهم، وهو ما يمثل 8% من القيمة السوقية للسهم الذي يصل الآن إلى 14 سنتا في سوق أبوظبي للأوراق المالية المدرجة بها. كما أن القيمة الدفترية هي 52 سنت وبالتالي هذا يمثل 2% من القيمة الدفترية. وهذا معناه أن سهم سوداتيل مقيم بأقل من قيمته لأن القيمة السوقية أقل من القيمة العادلة وبالتالي لفت انتباه المستثمرين.

ودعا زين العابدين، المستثمرين للنظر إلى هذا السهم وأن ينظروا إلى إيرادات سوداتيل في السنوات الثلاثة السابقة لأنها إيرادات ثابتة وليست وقتية. فقد « استطعنا في العام 2014-2015 رفع الموجودات من نقد داخل البنوك بـ 24 مليون دولار، وقللنا المصروفات المتداولة التي تشمل الديون ومصاريف الزكاة والضرائب وغيرها بـ 36 مليون دولار. وكل هذا أثر إيجابياً على الشركة. وبينما كانت قيمة الأصول التي تملكها سوداتل حوالي 1.2 مليار دولار، قمنا بتعيين مكاتب عالمية لتقييمها وبالتالي قيموها بـ 2 مليار دولار، ما يعني أن قيمة أصولها ارتفعت. والآن صار لدينا تنويع كبير للإيرادات. فسوداتل تملك حاليا « أكاديمية سوداتيل » التي تعمل تحت مظلة اتحاد الاتصالات ITU واختيرت واحدة من أهم 7 مراكز في شمال أفريقيا والوطن العربي، وأصبحت المؤتمرات تدار هناك ما جعلها مورداً إضافياً أيضاً ».
وفق كل ذلك يقول طارق حمزة زين العابدين « أن هناك تقدما ملحوظا جداً في التدفقات النقدية، وقد سددنا ديوننا وأصبحنا ننفق على استثماراتنا من جيوبنا. هذه كلها رسائل للمستثمر، فإذا قرأها بشكل صحيح، سيجد أن السعر الحالي للسهم، بعيد عن قيمته العادلة، والشركة تسير بخطى ثابتة وبالتالي أنا أعتقد أن من يراهن على سهم سوداتيل الآن، هو كمن يراهن على أموال واستثمارات تصب في النهاية في جيبه ». وفي ما يلي نص اللقاء

ما الجديد في عالم مزودي خدمات الاتصالات هذه الأيام ؟
لا يوجد شيء جديد، ولكن في حقيقة الأمر، فان قطاع الاتصالات وُلد من جديد، فهو لم يعد معتمدا الآن على الصوت. الخدمات الصوتية تراجعت وأصبح القطاع معتمداً بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي وتقديم الخدمات في النطاق العريض وكذلك النطاق الضيق. أصبحت خدمة الاتصالات، لا تنفصل عن الإعلام...أي أصبحت الخدمة والإعلام وجهان لعملة واحدة. كما أصبحت الاتصالات معتمدة على “آي بي تي في” وأصبح لدينا الآن المدن الذكية، وأصبح هناك (fiber-to-the-home) “إف تي تي إتش فايف” أي الألياف التي تصل إلى أبعد من حدود المنزل والتي تقدم خدمات ثلاثية مباشرة من خلال مكتب مشغل مركزي.
لقد تغير تماماً مفهوم الاتصالات، سواء على مستوى الشركات أوعلى مستوى الأفراد، فالاتصالات أصبحت تعني “فيس بوك” و”واتس أب” وكذلك كل مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى .
الجديد في عالم الاتصالات أنها، مثلما قلت، ولدت من جديد لتربط شخص موجود في أقصى القطب الشمالي في أقل من دقيقة. خدمات الاتصالات أصبحت حاجزا وأصبحت قيمة مضافة للدول. الحاجز بمعنى أنه لم يعد هناك حدود من الناحية السياسية، وأصبحت تثير الكثير من القلاقل في الدول، ولكنها أصبحت قيمة مضافة لأنها توفر المعلومة الاقتصادية، وتربط العالم بعضه ببعض، وبدأ العالم يصبح أكثر شفافية.

 

تركزون على التوسع في دول الساحل الغربي لأفريقيا... لماذا هذه المنطقة دون غيرها؟
هذه المنطقة قريبة جداً في ثقافتها وتقاليدها وبنيتها للسودان. لو ألقينا نظرة على موريتانيا على سبيل المثال، سنجد أنهم يرتدون نفس الثوب السوداني تقريبا دون أي فرق بينهما. كما أن زي الشعب السنغالي، هو زي قريب جدا من من الجلابية السودانية، هي منطقة اخترناها لأنها ذات ملامح مشابهة للشخصية السودانية. وإضافة إلى ذلك فهناك طريق يعرف باسم طريق الحج، ويبدأ بموريتانيا إلى السنغال ونيجيريا وتشاد والسودان وصولا إلى السعودية عن طريق البحر الأحمر. هذا تاريخيا، أما نحن فقد قصدنا التوسع في تلك المنطقة لأنها مرتبطة بالسودان تاريخيا.

 

ما هي أبرز التحديات التي تواجه سوداتل في التوسع بأفريقيا؟
تتمثل أبرز التحديات في أن الاقتصاد العالمي يشهد تغيرات سالبة، كما أن معظم منطقة غرب أفريقيا الناطقة بالفرنسية، تتعامل باليورو إلى جانب عملاتها الوطنية، وكما يعلم الجميع فقد شهد اليورو على مدى السنوات الثلاثة السابقة تدهورا كبيرا حيث وصل سعر اليورو إلى 1.35 دولار. أما دول شرق أفريقيا فتتعامل بالدولار وذلك على خلاف غرب أفريقيا. وعندما تدهور اليورو من 1.35 دولار إلى 1.04-1.05 دولار، تسبب ذلك بخسائر كبيرة لكل المشغلين. ومن بين التحديات أيضاً، هناك عدم وضوح الرؤية الاستثمارية في أفريقيا. ومع ذلك فان أفريقيا أصبحت الآن أفضل بكثير حتى من الناحية السياسية، وأصبح فيها الكثير من الديمقراطيات، وأصبحنا نلمس بوضوح أن دولها تهتم كثيرا بالاستثمار. لكن ما ينقص أفريقيا هو البنية التحتية.

 

تطرقت لتذبذب أسعار صرف العملات الأفريقية أثر على أرباحكم في الفترة الماضية؟
نعم وللحقيقة فإن تذبذب أسعار العملات أثر بشكل كبير على الأرباح، حيث تم تسجيل أرقام مخيفة في مناطق التشغيل. وحتى داخل السودان، فان الاقتصاد يمر بمرحلة إعادة هيكلة، خاصة بعد انفصال جنوب السودان، وبعد ازمة الركود في العامين 2011-2012. لقد فقد السودان 50% من ميزانيته ومن دخله القومي و 80% من موارد العملة الأجنبية التي كان يحصل عليها. كل ذلك ترك تأثيره على الاقتصاد بصورة عامة. وهذا العام اتخذت الحكومة ترتيبات صارمة جداً قضت برفع الدعم عن الوقود وعن البترول والكهرباء والكثير من الخدمات الأخرى. وقد اثر رفع الدعم هذا، كثيرا على عملياتنا، لأننا نحن أيضا، كنا نتمتع بالدعم، وكذلك مشغلون آخرون. كذلك أدى إلى تدهور العملة الوطنية أمام الدولار، إلى تراجع الأرباح، لكن في الوقت الحالي، وصلنا إلى مرحلة ثبات وإلى نوع من التعافي الاقتصادي، الذي يسير حالياً في الاتجاه الصحيح. في السنوات الماضية، وكوننا جزءا من العالم ومن أفريقيا، فقد شهد الاقتصاد مشكلة كبيرة. أظن أنها مشكلة لا تعاني منها فقط السودان أو سوداتيل، بل لو نظرت إلى كثير من المشغلين الآخرين، سترى أنهم يتكبدون خسائر. الآن نحن فخورون لأننا من 2014-2016 بدأنا بتسجيل أرباح ثابتة وصلت إلى 50 مليون دولار بينما كانت خسائرنا قبل ذلك أي في عامي 2011-2012 تقدر بـ 46 مليون دولار. وبرغم كل التحديات التي ذكرتها، فهذا بحد ذاته يعد إنجازا كبيرا. استراتيجيتنا حتى العام 2020 تقضي باستثمار 500 مليون دولار داخل وخارج السودان. الآن الإيرادات بلغت 475 مليون دولار في 2016، ومن المتوقع أن ترتفع الاستثمارات إلى 900 مليون دولار في العام 2020.

 

هل من الممكن أن تحدثنا عن الاستحواذات والشركات التي قمتم بشراء حصص فيها في الفترة الماضية بأفريقيا؟
في أفريقيا، قمنا بتملك شركة إكسبرسو السنغال، وهي المشغل الثاني في ذلك البلد، وحصتنا فيها تصل إلى 95 بالمئة. وفي موريتانيا نحن أيضا لدينا حصة نسبتها 95% من شركة « شنقيتل » المشغل الثاني، وفي غينيا كوناكري لدينا حصة 72% في شركة « إنترسل » المشغل الثالث ولدينا 13% في الكونسورتيوم الذي يملك الكابل البحري « إيس » الذي يربط السودان بأوروبا بدءاً من كيب تاون بجنوب أفريقيا مرورا بالساحل الغربي، وصولا إلى فرنسا، ويربط 20 دولة أفريقية. كما أننا المالك رقم 2 في الكابل بعد شركة « أورانج » الفرنسية. كذلك في كيب تاو بجنوب أفريقيا، نحن شركاء أيضاً في الكابل البحري لشرق أفريقيا « إيزي » بنسبة 14% الذي يمر بالساحل الشرقي لأفريقيا حتى بور سودان- ويربط 18 دولة في أفريقيا. كذلك نملك حصة في كوابل بحرية مع المملكة العربية السعودية مناصفة بينا وبين شركة الاتصالات السعودية STC، وكذلك نملك نسبة مقرة بـ 60% في شركة “سوداسات” داخل السودان، وهي شركة تقدم خدمات اتصالات الأقمار الصناعية، و60% في شركة “دولفين” بدبي للاستثمار في الكوابل البحرية.

 

قلت أنكم واثقون من وتيرة النمو بـ “سوداتيل” وأنكم ستتجاوزون التوقعات في الفترة المقبلة، على ماذا بنيتم هذه الثقة؟
ثقتنا مبنية على استراتيجية واضحة تم وضعها في العام 2015 للأعوام 2016 وحتى العام 2020 مع مكتب استشاري ألماني يدعى “ديتاكون” وقد استغرق وضع هذه الاستراتيجية عاما كاملا. وتم وضع الاستراتيجية وفق معايير صارمة ومتحفظة وتتحدث عن التحول الكامل لنمط أعمال الشركة من مجرد مشغل لخدمات الموبايل، إلى مزود خدمات في قطاع التقنية والاتصالات “آي سي تي”. سوداتيل تملك أكبر بنية تحتية في السودان من حيث الألياف الضوئية أي أكثرمن 13 ألف كيلو متر منها، وكذلك نملك كمية من الكوابل البحرية التي تربطنا بالدول العربية والأفريقية وأوروبا وأميركا.
نحن الشركة الوحيدة في السودان، والثانية بعد جنوب أفريقيا التي تملك مركزاً للمعلومات. كل هذه البنية التحتية ستساعدنا في السنين القادمة، بينما لم نستفد منها في السنوات الأربع أو الخمس الماضية لأن خدمات الصوت كانت هي السائدة، وهي لا تحتاج إلى مركز معلومات. الآن العالم بدأ التوجه نحو النطاق العريض، والآن الحكومة طرحت مشروع الحكومة الإلكترونية وأصبح المواطنون يتحدثون عن الدفع عبر الموبايل فأصبحت كل الخدمات خدمات إنترنت وشكل هذا مورداً إضافياً للشركة.
قبل 3 سنوات، كان دخل مركز المعلومات يساوي صفراً، بينما دخله الآن أصبح محل تقدير. كما تم إدخال خدمة الدفع عبر الموبايل، هذا العام وأصبحت مورداً للشركة. وكذلك قامت الشركة بتأسيس “سوداني ستور” تقليداً لـ “آبل ستور” و “جوجل ستور” الذي يحتوي على مجموعة من التطبيقات، وهو ما يشكل مورداً إضافياً أيضاً حيث يشتري الناس التطبيقات ويستخدمونها في السودان وفي خارج السودان. وقد تكبدت الشركة مديونيات هائلة وفي العامين 2014 و 2015 تمكنت من دفع أكثر من 300 مليون دولار من التدفق النقدي لديها، وسددت كل شيء حيث لم يبق لديها أي دين لأي بنك أو مشغل خدمة أو أي شركة مثل هواووي Huawei و زي تي Zte الصينيتين .
كما انطلقت سوداتل، في العام 2016 إلى استثمارات ضخمة جداً، وأجاز مجلس الإدارة 173 مليون دولار واستثمرنا حتى الآن 100 مليون دولار. أستطيع القول أن الثقة متأتية من أننا أصبحنا نمول كل هذه المشروعات ذاتياً حتى لا ندخل في مخاطر كبرى مثل فروقات العملة والفوائد العالية التي تفرضها البنوك.
كما بدأنا تشغيل خدمات الجيل الرابع منذ عيد استقلال السودان في يناير/كانون الثاني الماضي (يناير - 2017) ووضعنا نموذجاَ واضحاً للتكلفة لتقل بنسبة 40% وهو ما رفع من كفاءة الشركة على مستوى الأفراد والموارد البشرية والعميات التشغيلية. المنافسون يملكون مواقع أكثر منا في التغطية، ونحن نملك أعداداً أقل منهم، لكن نحن نقوم بإدارتها بمنتهى الكفاءة.

 

نسبة الـ 40% لتقليل التكلفة أي ما ذكرته قبل قليل تعد نسبة كبيرة، كيف قمت بهذا؟
صحيح . أولاً تواجدت سوداتيل في عمليات خاسرة في غرب أفريقيا. مثلاً في سوق غانا، كانت خسائرنا السنوية لا تقل عن 40 مليون دولار، فقمنا بالتخلص من سوق غانا تماما. كذلك تخلصنا من سوق نيجيريا الذي عانينا فيه من صعوبات كبيرة. أي أن سياستنا تعتمد أساسا على التخلص من أي قطاع أعمال خاسر كنا نملكه أو كنا شركاء فيه، ولقد كانت قراراتنا سريعة جدا وبلا أي تأخير أو إنتظار. وأيضاً وجدنا أن التكاليف الباهظة جاءت بسبب تشغيل المولدات، لأن هناك مناطق كثيرة في السودان، وبخاصة المناطق النائية، لا يوجد فيها كهرباء، وبالتالي لا بد من الاعتماد على المولدات. كانت التكلفة عالية جدا في ما يتعلق بالبترول والجازولين فأدخلنا نظاماً هجيناً، فتقلصت تكلفة الغاز والوقود بنسبة 70%. صحيح أننا استثمرنا مبالغ ضخمة، ولكن التكاليف التشغيلية تراجعت كثيرا جداً.

 

كيف ترى سوداتيل حالياً؟
أنا أرى أن الشركة تملك الكثير من المقومات، ولديها الكثير من الإمكانات، إذا اتخذت القرارات بصورة سليمة، وإذا تمكنا من تقليل المخاطر المحيطة بالشركة والمنطقة. هناك 3 مشغلين في السودان، هم “زين” و “سوداتيل” و “إم تي إن” MTN”. شركة زين ولدت من رحم سوداتيل، حيث باعت سوداتيل حصة كبيرة جدا من أسهمها لزين، وكانت الشركة حينها الشركة المسيطرة على السوق السوداني كله قبل أن تبيع تلك الحصة للأخوة في الكويت. لكن سوداتيل ورثت كل ما كانت تملكه الحكومة والدولة السودانية من بنية تحتية في الشركة، وهذه شكلت لنا ميزة إضافية. فرغم خسارتنا أسواق مثل غانا ونيجيريا التي استثمرنا فيها خارج السودان، إلا أننا كسبنا أسواقاً جديدة مثل موريتانيا والسنغال، وأصبحت هذه الأسواق مورداً للعملة الحرة، كما أعطتنا فكرة عن كيفية الاستثمار في الأسواق الخارجية. أعتقد أيضاً أن فكرة الاستثمار في الكوابل البحرية هي شيء ممتاز لأنها أصبحت تشكل مورداً إضافياً لنا. سوداتيل أصبحت شركة إقليمية، والآن فإن التحول في سوق الاتصالات يجعلنا نطمح لأن نكون شركة متوسطة وليس ضخمة، لأنه كلما كبرت الشركة، كلما ارتفعت تكلفة التشغيل مما يؤدي إلى فقدان الكفاءة.
سوداتيل تسير في خطى ثابتة، والميزة الإضافية هي دولة السودان بموقعها الاستراتيجي، فالسودان هي بوابة أفريقيا. لو نظرنا إلى موقع بور سودان، سنرى أن الحركة القادمة فيه ستكون كثيفة على بوابة أفريقيا وبالتالي سيتم الدخول إلى القارة عن طريق هذا الميناء الواقع على البحر الأحمر. السودان محاط بـ 8 دول، والآن أصبحنا نرتبط بكوابل أرضية مع مصر ومع جنوب السودان وإريتريا وأثيوبيا وأفريقيا الوسطى وتشاد ونيجيريا والنيجر ومالي . الموقع الاستراتيجي للسودان يمكن سوداتيل من أن تلعب دوراً إقليمياً رائدا جداً، وكذلك الربط مع دول الخليج عبر البحر الأحمر، لأنه الربط الوحيد المتواجد بين قارتي أفريقيا وآسيا، وهو من خلال شراكة سوداتيل وشركة الاتصالات السعودية STC.

 

بعض شركات الاتصالات العالمية تشكو من قلة المشتركين أو من تراجع فيها، حيث أن النمو توقف نظرا للوصول إلى حالة إشباع السوق، ما رأيك؟.
نعم هذا صحيح. وهذا ما ناقشناه في الاجتماع الأخير لمجلس الإدارة. تحدثت استراتيجيتنا عن ذلك وعدد المشتركين المذكور فيها كان أقل بـ1-2 مليون من العدد المستهدف، وكان السبب الرئيس هو التشبع في الأسواق. لكنني أعتقد أنه في نفس الوقت، وعلى الرغم من أننا لم نحقق الهدف في عدد المشتركين، فقد حققنا هدف حجم الإيرادات. وفي إحدى المرات، ارتفع متوسط حجم الدخل من العميل بشكل كبير. نعم لقد انخفض عدد المشتركين، وتشبع السوق، لكن متوسط إيراداتنا ارتفع من العميل على الرغم من أننا لم نرفع سعر التعرفة . الآن أصبح العميل يستخدم المزيد من الخدمات، فهو يدفع للنطاق العريض للتطبيقات وللمعلومات ليشترك في السحابة بمركز المعلومات وبالتالي استطعنا تنويع الخدمات.

 

ما هي الأسس التي تبنى عليها عملية التطور التكنولوجي في سوداتيل؟ كيف تديرونها؟
خارطة الطريق واضحة جداً، ليس فقط لسوداتيل بل لكل المشغلين. كل من يعمل في المجال الهندسي، يعرف أن الصراع بدأ من نظام الـ”تي دي إم إيه” TDMA ثم نظام “سي دي إم إيه” CDMA ومن ثم التحول إلى نظام “أنالوج” Analogue قبل التحول إلى نظام الديجيتال والجيل الأول ثم الجيل الثاني، وبدأت الرؤية واضحة جداً للجيل الثاني ثم الجيل 2.5 ثم الجيل الثالث والرابع، والآن يجري العمل على تطوير الجيل الخامس.

كم موظفاً لديكم؟
نملك 2400 موظف منهم 1800 داخل السودان و600 خارج السودان.