الشعب يحمي .. مشروع الإصلاح الوطني / عبد الله الراعي

اثنين, 2017-03-20 12:11

إن الشعب في طريقه  لتصفية وإقصاء القرب المملوءة بالخيانة والمجبولة على بيع الضمير والارتهان للأجندات النفعية ..  وليقين بعض "الشيوخ"  أن المرحلة القادمة لا تعنيهم صوتوا ضد التعديلات الدستورية التي اقترحها الحوار الأخير ..

لقد رسموا لأنفسهم لوحة "خيانة" خالدة  سينقشها "العقيد" كما وعدهم على جدران الجمعية الوطنية ، مثلما  رسم "مايكل انجلو"  قبة "كنيسة سيستين في مجموعة لوحات بديعة" الفرق الوحيد أن أنجلو مبدع والعقيد مبتدع  .. لوحة "الشيوخ" ستكون مجموعة من البطون المبقورة والرؤوس المنكسة معلقة على جدران الجمعية الوطنية ، سنزورها ونرميها بكل أنواع القذارة  ، ونردد بصوت عالٍ .. إن الوطن لا يداس بالأقدام يا من تمشون على بطونكم ..!

"آخيل بيليوس " أحد الأبطال الأسطوريين في الميثولوجيا الإغريقية وهو أحد أبطال معركة طروادة  ، وقد سعت أمه جاهدة لتجعله من الخالدين فقامت بغمره في مياه نهر "سيتكس" إلا أنها حين غمرته  كانت ممسكة بكعبه وشكل ذلك نقطة ضعفه الوحيدة ، وكان سبب هلاكه يوم فتح أسوار "طرواده"

ثلاثة وثلاثون شيخا سيموتون من "الكعب" حين ظنوا جهلا، أنهم ضمنوا لأنفسهم حياة أبدية داخل مجلس الشيوخ .. إن المادة 38 من الدستور تقتلكم أيها الشيوخ  دون رحمة .

إن رجل السياسة إن لم يكن ورعا زاهدا مخلصا لوطنه شجاعا في مواقفه فهو "طفل" طائش العقل والتصرف فاقدُ للحكمة والكياسة ناقص الأهلية السياسية .

 لقد كان جديرا بمن ينسبون أنفسهم "لأغصان الشجرة العليا" أن تكون تصرفاتهم تنسجم مع ما يدعون في أنفسهم .. لم تعد بوادر النبل تلك  تنطلي على أحد بعد اليوم ..!

إن الرزية الكبرى أن تعتقد ثلة من عبدة الدرهم والدينار أن بمقدورها تعطيل مشروع الإصلاح الوطني، والأسوأ من ذلك أن تتخذ  تلك الشلة من شعار المصلحة الشخصية ذريعة لفعلها الشنيع ".

 إن جميع من حضروا "صالونيات" الشيوخ لا ينقلون عنهم غير قلقهم في ما سيحل بهم من البطالة بعد حل غرفتهم " .. كيف يعقل أن يكون هذا تفكير من كنا نعتقد أنهم حملة المشعل وجنود المقدمة  ينافحون  عن مصلحة الوطن .

إذا كان الشعب الموريتاني  قد اختار الديمقراطية فذلك لأنها هي الأنسب والأمثل لتسيير حياته السياسية ، وأنشأت  الأحزاب لتعبر عن المواقف وتلزم المنتسبين لها باحترام تلك  المواقف  وامتثالها سواء كانوا منتسبين عاديين أو منتخبين داخل البرلمان  ووضعت لذلك القوانين التي تلزم المنتخبين احترام مواقف أحزابهم السياسية ، ومن قرر الخروج على موقف  حزبه أو جهته السياسية عليه أن يعلن ذلك بكل شجاعة دون خوف وغير ذلك يسمى الخيانة والهدف منه إدخال الوطن في حرب عصابات سياسية وقانونية مسعاها الأوحد العرقلة والتشويش على المشروع الوطني الذي يقوده صاحب الفخامة السيد محمد ولد عبد العزيز .

ليلة تصويت الشيوخ ضد التعديلات الدستورية تلقوا كما هائلا من المديح والثناء من طرف بعض التشكيلات المعارضة ووصفوا فعلهم بالبطولي ، لقد كان الأمر مثيرا للضحك  لأن مجموعة من المهرجين وجدوا فرصة لإخراج بعض البيانات التافهة شكلا ومضمونا.

في الحقيقة نحن نعي جيدا أن حرب إعادة التأسيس ستكون مؤلمة ومستعدون لخوض كل معاركها حتى يصل مشروع التغيير البناء إلى بر الأمان .