ولد الكتاب يحاضر ـ تزامنا مع تعيين ابنته ـ عن العلاقات الثقافية بين موريتانيا والمغرب

خميس, 2017-02-23 02:13

قال الدكتور محمد الأمين ولد الكتاب "إن العلاقات السوسيوثقافية والروحية بين الشعبين الموريتاني والمغربي، قد بدأت منذ استقدام أمير صنهاجة الملثمين، يحي بن إبراهيم الكدالي، للفقيه عبد الله بن ياسين بن مكوك الجزولي إلى هذه الربوع سنة 1035م".

وبحسب ولد الكتاب ـ الذي كان يحاضر مساء أمس تزامنا مع تعيين ابنته نجوى مفوضة للأمن الغذائي ـ فإن استقرار يوسف بن تاشفين بالمغرب وبنائه مراكش واتخاذه إياها عاصمة لدولته "لم يفض إلى القطيعة بين جناحيها الجنوبي والشمالي".

ورأى ولد الكتاب، وهو رئيس سابق لجامعة انواكشوط، أن اعتمادَ نفس المراجع وذات المصادر من قِبَلِ المحاظر الموريتانية والمدارس والزوايا المغربية "خلق تماهيا عقديا وتناغما فكريا وتواشجا روحيا بين فقهاء وعلماء ولغويي المغرب وبلاد شنقيط، ترتب عن وجود هذه الخلفية العقدية والمعرفية والروحية المشتركة".

واستعرض ولد الكتاب، في محاضرته التي ألقاها بالمركز الثقافي المغربي مساء أمس الأربعاء، مجموعةً من الشخصيات الموريتانية كان لها أثر كبير في النهضة العلمية في المغرب، مثل اخناثه منت بكار المغفرية، ومحمد الأغظف ولد محمد مولود، والشيخ سيدي عبد الله ولد الحاج إبراهيم، ومحمد يحي الولاتي، والطالب أحمد ولد اطوير الجنه.

وتوقف المحاضر عند شخصية محمد الأغظف ولد محمد مولود، معتبرا أنه استدرج عددا من العلماء الشناقطة لالتحاق بالبلاط الملكي بمراكش؛ كان من بينهم أبناء مايابى ومحمد البيضاوي ولد أمانة الله. فاحتفى بهم السلطان مولاي حفيظ وأسند إليهم مهام التدريس والفتوى، فكانوا على رأس هرم المؤسسة الدينية، وشكلوا مجمعا للفتوى والمشورة ولجنة علمية لتصحيح الكتب والمقررات العلمية، فأضحى لهم دور كبير في النهضة العلمية والأدبية في المغرب في مطلع القرن العشرين.

ولاحظ ولد الكتاب أنه في العصر الحاضر تقلص التكافؤ والندية اللذان كانا قائمين بين موريتانيا والمغرب في المجال الثقافي والعلمي والحضاري، واللذان شكلا الأرضية الملائمة للتوازي والتكامل العلمي والمعرفي بينهما لأحقاب طويلة من الزمن.

وخَلُصَ ولد الكتاب إلى أنه بإمكان الهيئات والمؤسسات والفاعلين الثقافيين، المنوط بهم بلورة وتطوير البعد الحداثي للثقافة في البلدين، أن يقوموا بالجهود المطلوبة، ويعبؤوا الوسائل الضرورية، ويخلقوا الظروف الملائمة من أجل إقامة تعاون فعال ومتعدد الأبعاد، بين الهيئات والمؤسسات والآليات الثقافية في البلدين، ليعيدوا إنتاج التواصل والتواشج القوي الذي ربط الشعبين على مدى قرون عديدة من الزمن.

و الدكتور محمد الأمين ولد الكتاب هو شخصية علمية مرموقة عمل رئيس لجامعة نواكشوط و سفيرا بعدة دول و هو الآن يرأس المجلس العلمي لاتحاد الأدباء و الكتاب الموريتانيين